التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

إمكانات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية تؤمن طريق التحول الأخضر عالميًا (تقرير)

المنطقة تتمتع بموارد هائلة من الطاقة المتجددة والمعادن الحيوية

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • موارد الطاقة والمعادن في أميركا اللاتينية تدعم أمن الطاقة العالمي
  • أميركا اللاتينية تستحوذ على نصف احتياطيات الليثيوم العالمية
  • الطاقة المتجددة تمثّل 60% من توليد الكهرباء في أميركا اللاتينية
  • التعهدات المناخية في أميركا اللاتينية تحقق المزيد من الإيرادات للاقتصاد
  • أميركا اللاتينية لديها إمكانات هائلة لإنتاج الوقود الحيوي

ترى وكالة الطاقة الدولية أن إمكانات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية تؤهلها لدفع التغيير إلى مستقبل أكثر أمانًا واستدامة في الداخل والخارج، خاصة مع تزايد عدم اليقين الجيوسياسي وتسارع التحول الأخضر.

ومن شأن التوفر الاستثنائي لموارد الطاقة والمعادن، فضلًا عن تاريخ متميز في قيادة الطاقة النظيفة، أن يجعل منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي تؤدي دورًا مؤثرًا في قطاع الطاقة العالمي، وفقًا لتقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.

وتمتلك أميركا اللاتينية ثروة من الموارد والخبرة بدايةً من الطاقة المتجددة والمعادن الحيوية إلى النفط والغاز تُمكّنها من دعم أمن الطاقة العالمي والانتقال إلى المصادر النظيفة، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وداخليًا، تساعد موارد الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية على تعزيز التحول الأخضر بالمنطقة وتحقيق فوائد كبيرة للاقتصادات المحلية بعد عقد من النمو البطيء.

إمكانات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية

خلص أول تقرير متعمق من وكالة الطاقة الدولية عن أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي إلى أن المنطقة تتمتع بأحد أنظف قطاعات الكهرباء في العالم، ما يوفر بيئة مستقبلية مشرقة لصناعات الطاقة النظيفة.

ويمثل الوقود الأحفوري نحو ثلثي مزيج الطاقة في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 80%، وذلك بفضل حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء التي تبلغ 60%- ضعف المتوسط العالمي-، وتمثل الطاقة الكهرومائية وحدها 45% من إمدادات الكهرباء.

وتنعم أميركا اللاتينية ببعض أفضل موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية حول العالم، خاصة في البرازيل والمكسيك وتشيلي والأرجنتين، كما تُعدّ المنطقة مصدرًا رئيسًا للوقود الحيوي، الذي يُستعمل -أيضًا- على نطاق واسع محليًا.

وتتمتع المنطقة بموارد كبيرة لإنتاج المعادن الحيوية لتقنيات الطاقة النظيفة، مع ما يقرب من نصف الاحتياطيات العالمية من الليثيوم، وأكثر من ثلث احتياطيات النحاس والفضة.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكبر الدول المالكة لاحتياطيات الليثيوم عالميًا، مع استحواذ أميركا اللاتينية وحدها على 56%:

أكبر منتجي الليثيوم في أميركا اللاتينية

وتمتلك البرازيل وحدها خُمس الاحتياطيات العالمية من الغرافيت والنيكل والمنغنيز والمعادن الأرضية النادرة، إلّا أن الإنتاج ما يزال محدودًا، ما يعني الحاجة إلى المزيد من الاستثمارات.

ومن ناحية أخرى، تمتلك دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي نحو 15% من موارد النفط والغاز الطبيعي العالمية، وتعدّ مصدرًا صافيًا للنفط الخام والفحم، لكنها مستوردة صافية للمنتجات النفطية والغاز الطبيعي.

الالتزام بالتعهدات المناخية في أميركا اللاتينية

مع إمكانات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية، ترى وكالة الطاقة الدولية أن السياسات الداعمة والتعاون الدولي ضروريان لضمان قدرة المنطقة على تحقيق الاستفادة الكاملة من موارد الطاقة.

وحتى الآن، ما تزال هناك فجوة كبيرة في تنفيذ السياسات، إذ تعهّد 16 من أصل 33 دولة في المنطقة بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 أو قبل ذلك، وقدّم أغلبها إسهامات وطنية أكثر طموحًا مرتبطة باتفاق باريس للمناخ لعام 2015.

وفي ظل استمرار السياسات الحالية، من المتوقع أن تستمر المنطقة في استعمال الوقود الأحفوري لتلبية حصة كبيرة من احتياجاتها من الطاقة، وخاصة للنقل البري، في حين من المرجح أن يظل التقدم في الانتقال إلى الطاقة النظيفة محدودًا.

وعلى النقيض ذلك، في حالة الوفاء بالتعهدات المناخية التي أعلنتها دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، فإن المصادر المتجددة ستلبي جميع الطلب الإضافي على الطاقة هذا العقد، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وهذا من شأنه أن يسمح بارتفاع صادرات النفط بنحو مليوني برميل يوميًا بحلول عام 2030، ما يؤدي إلى تنويع الإمدادات العالمية وزيادة الإيرادات، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وعلى ذكر الإيرادات، فإن الالتزام بالتعهدات المناخية المتعلقة بالطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية، يمكن أن يرفع إنتاج الوقود الحيوي، ما يعزز صادراته، كما ستتضاعف الإيرادات طويلة الأجل من المعادن الحيوية إلى ما يقرب من 200 مليار دولار، وهو ما يتجاوز عائدات الوقود الأحفوري.

دعم إنتاج الوقود منخفض الانبعاثات

تَعد موارد الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بقدرات هائلة لتوسيع إنتاج الوقود منخفض الانبعاثات، خاصة في ظل تنامي صناعة الطاقة الحيوية، إذ يمكن للوقود الحيوي، بصفة خاصة، أن يساعد في تحقيق أهداف أمن الطاقة والمناخ.

وتُعدّ البرازيل منتجًا ومستهلكًا بارزًا للوقود الحيوي، وتستعمل الإيثانول الحيوي بكثافة في النقل البري، ومع المزيد من الدعم السياسي، يمكن أن يتوسع استعمال الغاز الحيوي في توليد الكهرباء والنقل.

الوقود الحيوي في البرازيل
مصنع للوقود الحيوي في البرازيل - الصورة من Greenpeace

ومع وفرة موارد الطاقة المتجددة التنافسية، فإن المنطقة لديها القدرة -أيضًا- على أن تصبح منتجًا رئيسًا للهيدروجين منخفض التكلفة والانبعاثات وأنواع الوقود ذات الصلة، وخاصة في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وشيلي، ما يساعد في إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة محليًا ودوليًا.

وخلص تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن استثمارات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي يجب أن نمو بوتيرة كبيرة للوفاء بالتعهدات المناخية والإسهام في دعم التحول الأخضر إقليميًا ودوليًا.

ومن الضروري تضاعف تمويل مشروعات الطاقة النظيفة في أميركا اللاتينية بحلول عام 2030 إلى 150 مليار دولار، قبل أن يرتفع 5 أمثال بحلول عام 2050، وفق التقديرات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق