التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

انخفاض توليد الكهرباء بالفحم في أميركا يهدد إنتاج المناجم (تقرير)

مع تراجع أسعار الغاز ونمو الطاقة الشمسية

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • تراجع الفحم المستعمل لتوليد الكهرباء في أميركا مع هبوط أسعار الغاز.
  • حصة الفحم في مزيج الكهرباء الأميركي أقل من 20% خلال 2023.
  • توقعات بتراجع كبير في إنتاج الفحم بأميركا خلال 2023 و2024.
  • مخزونات الفحم في أميركا تستقر على مستوياتها المرتفعة.

يواصل توليد الكهرباء بالفحم في أميركا تراجعه رغم زيادة الطلب على الكهرباء، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، وسط توقعات بتأثير كبير في نشاط تعدين الفحم بالبلاد بداية من العام المقبل (2024).

ويوضح تحليل حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن كمية الفحم المستعملة في الولايات المتحدة خلال العام الجاري تراجعت إلى 1.1 مليون طن يوميًا، مقابل 2.8 مليون طن يوميًا في 2008، أي بنسبة تراجع 62%.

ويؤكد التحليل الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، أن حصة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا لم تصل إلى 20% من مزيج الكهرباء الأميركي خلال أول 10 أشهر من 2023، مع توقعات استمرار الانخفاض في المدة المتبقية من 2023.

حصة توليد الكهرباء بالفحم في أميركا

شهد شهر يوليو/تموز 2023، أعلى حصة للفحم في مزيج الكهرباء بأميركا هذا العام عند 19.1%، وتلاه شهر أغسطس/آب الماضي بنسبة 19%.

وهذا يتناقض مع حصة توليد الكهرباء من الفحم في أميركا خلال عام 2021، التي تجاوزت خلال الشهرين نفسهما نسبة 25%، كما تخطت 21% خلال خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب 2022، وفق ما نقله معهد اقتصادات الطاقة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

محطة توليد الكهرباء بالفحم
محطة لتوليد الكهرباء بالفحم - الصورة من بلومبرغ

يُشار إلى أن حصة استعمال الفحم في توليد الكهرباء بالولايات المتحدة قد شهدت في فصل الربيع أدنى نسبة سوقية لها خلال العام الجاري، لتنخفض للمرة الأولى تاريخيًا خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار إلى 13.8%.

وأرجع التحليل تراجع الحصة السوقية لتوليد الكهرباء بالفحم في أميركا، رغم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وتسببها في زيادة الطلب على الكهرباء، إلى انخفاض أسعار الغاز الذي وصفه بأنه المنافس الرئيس للفحم.

ومن بين الأسباب -كذلك- ارتفاع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، التي نمت على أساس سنوي بنسبة 20% خلال يوليو/تموز 2023، و23% في أغسطس/آب الماضي.

استعمال الفحم يواصل الهبوط

من المتوقع حدوث مزيد من التراجع في استعمال الفحم بتوليد الكهرباء خلال المدة المقبلة، مع زخم الطاقة المتجددة وزيادة التحول إلى الغاز، وفق ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.

وتقدر تلك التوقعات -بحسب معهد اقتصادات الطاقة- أن الحصة السوقية لمحطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا سوف تنخفض إلى ما بين 10 و13% خلال فصلي الربيع والخريف من العام المقبل (2024).

ويأتي ذلك بدعم من اتجاه مالكي المحطات إلى تقليص استعمالهم الفحم في توليد الكهرباء، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تراجع إنتاج محطات الفحم منذ بداية العام الجاري، سواء المملوكة للحكومة أو لمنتجين مستقلين.

وتظهر بيانات معهد اقتصادات الطاقة أن توليد الكهرباء بالفحم في أميركا على مستوى المرافق العامة انخفض بنسبة 19.7% خلال شهر أغسطس/آب الماضي.

وفي محطات توليد الكهرباء بالفحم التابعة لمنتجين مستقلين، انخفض الإنتاج بمعدل أكبر 29.7%، وهو ما يراه التحليل دليلًا على أن اقتصادات بيع الكهرباء المولّدة بالفحم تراجعت بشكل كبير خلال العام الجاري (2023).

مخزونات الفحم في أميركا

في المقابل، ارتفعت مخزونات الفحم الأميركية في شهر يونيو/حزيران 2023، إلى ما يقرب من 130 مليون طن، وفق البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويعني ذلك أن تلك الكمية تكفي لتشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا لمدة 113 يومًا، أي ما يقرب من 4 أشهر تقريبًا، قياسًا على كمية الفحم المستعملة خلال العام الماضي.

منجم لإنتاج الفحم
منجم لإنتاج الفحم - الصورة من وكالة الطاقة الدولية

ويؤكد التحليل أن عدد محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا أقل مما كانت عليه في الماضي، بل إن المنشآت الموجودة حاليًا لا تعمل بكامل طاقتها.

ويوضح معهد اقتصادات الطاقة أن خفض مخزونات الفحم الكبيرة قد يستغرق وقتًا طويلًا مع تراجع استعماله؛ إذ كانت الكمية المذكورة سلفًا (130 مليون طن) تكفي لما بين 50 و60 يومًا.

وبناءً على تراجع الطلب من محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا، من المتوقع أن يؤثر ذلك بشكل مباشر في تعدين الفحم بالبلاد، وهو ما دفع إدارة معلومات الطاقة الأميركية للتحذير من حدوث تراجع كبير في إنتاج الفحم خلال المدة المتبقية من العام الجاري وطوال عام 2024.

توقعات إنتاج الفحم في أميركا

بصفة عامة، من المقدر انخفاض إنتاج الفحم في أميركا إلى 466 مليون طن في عام 2024، أي بنسبة 25% مقارنة بالمستويات المتوقعة بنهاية العام الجاري، وهو أقل مستوى إنتاج سنوي منذ عام 1962.

كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض إجمالي إنتاج أكبر المناجم الأميركية والواقعة في حوض نهر باودر بنسبة 30% خلال العام المقبل، بما يعادل 73 مليون طن، ليصل الإجمالي إلى 246 مليون طن.

وبذلك سيكون مشغلو تلك المناجم أكبر المتضررين في البلاد من تراجع استهلاك محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا؛ إذ سيمثل أدنى إنتاج للمنطقة منذ 40 عامًا.

وفي السياق نفسه، من المتوقع انخفاض إنتاج مناجم الفحم في جبال الأبالاش خلال العام المقبل بنسبة 22%، ما يعادل 29 مليون طن، ليصل إلى 132 مليون طن.

ويشير معهد اقتصادات الطاقة إلى أنه رغم التحسن الذي شهدته شركات الفحم الأميركية العام الماضي نتيجة أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وتسببها في ارتفاع الأسعار ونمو إيرادات تلك الشركات، فإنه لم يكن سوى تحسن متواضع في حجم الفحم المنتج، قبل أن ينخفض مرة أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق