الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا قد تتجاوز أوروبا بحلول 2030 (تقرير)
كينيا وإثيوبيا في القيادة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- القدرة الحالية للطاقة الحرارية في أفريقيا لا تتجاوز 1 غيغاواط
- ريستاد إنرجي تتوقع مضاعفة القدرة الأفريقية 3 مرات بحلول 2030
- الرهان على إمكانات ضخمة للطاقة الحرارية الأرضية في كينيا وإثيوبيا
- حجم الاستثمارات المتوقع جذبها قد يتجاوز 35 مليار دولار بحلول 2050
- الطاقة الحرارية الأرضية أكثر أمانًا من الكهرومائية وذات استقرار عالي
يعوّل الخبراء على الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا، للإسهام في توفير جزء كبير من الاحتياجات المحلية للكهرباء خلال العقود المقبلة، مع وفرة الإمكانات الطبيعية التي تتمتع بها دول القارة.
ورجّح تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- نمو سعة الطاقة الحرارية الأرضية في القارة السمراء خلال الأعوام المقبلة، ليتجاوز القطاع المناظر في أوروبا بحلول عام 2030.
وتوقع التقرير، الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، أن يجذب قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا ما لا يقل عن 35 مليار دولار من الاستثمارات بحلول عام 2050، ما سيمكنها من تأدية دور حاسم في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
سعة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا
رغم أن قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا لم تتجاوز 1 غيغاواط في عام 2023، ما يعادل نصف السعة الأوروبية، فإن إجمالي القدرة المركبة في القارة السمراء سيتضاعف بحلول عام 2030، ليصل إلى 2 غيغاواط تقريبًا، استنادًا إلى تحليل المشروعات المعلنة.
وإذا أخذت المشروعات التي لم تُعلن بعد والمطلوبة لتحقيق الأهداف الحكومية في الحسبان، فإن قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا قد يتضاعف 3 مرات بحلول عام 2030، ليصل إلى 4 غيغاواط تقريبًا.
ويمكن لهذا النمو المتوقع في القدرات، أن ينقل قارة أفريقيا من المركز السادس في توليد الكهرباء عبر الطاقة الحرارية الأرضية في عام 2023، إلى المركز الثالث بحلول عام 2030، بحسب كبير محللي سلاسل التوريد في ريستاد إنرجي دانيال هولميدال.
كما يتوقع توسع قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا، لتصل إلى 13 غيغاواط بحلول عام 2050، أي أكثر من ضعف القدرة المركبة المتوقعة في أوروبا بحلول هذا التاريخ (5.5 غيغاواط)، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير ريستاد إنرجي.
الرهان على شرق أفريقيا
تستحوذ دول شرق أفريقيا، لا سيما كينيا وإثيوبيا، على أغلب الإمكانات المرشحة لتعزيز قدرة الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا خلال العقود المقبلة.
ويرجع تاريخ توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا إلى خمسينيات القرن الماضي، إذ كانت الكونغو الديمقراطية الدولة الثالثة في العالم التي تبني محطة يُطلق عليها كيابوكوا "Kiabukwa"، وجرى تشغيلها عام 1952.
ويتطلع اللاعبون الدوليون وشركات الطاقة العالمية إلى شرق أفريقيا بصورة متزايدة في الوقت الحالي، بحثًا عن فرص أكبر لتعزيز الطاقة الحرارية الأرضية، بوصفها مصدرًا مستقرًا للكهرباء يُكمل المصادر المتقطعة في التوليد مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتتوقع ريستاد إنرجي، أن تصل الاستثمارات المتوقعة لقطاع الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا إلى 35 مليار دولار على الأقل خلال المدة من 2024 إلى 2050، مدفوعة بالطلب المتسارع على الكهرباء في شرق أفريقيا.
كينيا وإثيوبيا أكبر المرشحين
تقود كينيا وإثيوبيا فرص النمو المتوقعة في قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا خلال الأعوام المقبلة، لتستحوذا معًا على 90% من إجمالي القدرة المتوقعة.
ويرجع ذلك إلى الموارد الحرارية الأرضية الغنية والحاجة إلى تنويع مزيج الكهرباء في إثيوبيا المعتمدة على الطاقة الكهرومائية بصورة أوسع، إلى جانب أن كينيا صاحبة الخبرات الفنية الرائدة في التوليد الحراري الأرضي شرق القارة.
وساعدت الخبرة الدولية والمساعدات الفنية على نمو قطاع الطاقة الحرارية الأرضية شرق القارة على مدار أعوام طويلة، إذ مكّنت الشركات المحلية من اكتساب خبرات تُسهم في مساعدة الجيران على استكشاف قدراتهم في القطاع.
وتؤدي الشركات الكينية، مثل شركة تطوير الطاقة الحرارية الأرضية "GDC"، وشركة كينيا لتوليد الكهرباء "KenGen"، أدوارًا رئيسة في مساعدة البلدان المجاورة على تطوير هذا القطاع.
توقعات الكهرباء في كينيا وإثيوبيا 2050
من المتوقع تضاعف إمدادات الكهرباء في كينيا وإثيوبيا معًا 6 مرات خلال المدة من 2023 إلى 2050، لترتفع من 34 تيراواط/ساعة إلى 222 تيراواط/ساعة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.
كما يرجح أن ترتفع إمدادات الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية من البلدين معًا إلى أكثر 10 غيغاواط بحلول عام 2050، مع احتمال وصولها إلى 12 غيغاواط.
وتعتمد كثير من البلدان الأفريقية ذات الإمكانات الهائلة في الطاقة الحرارية الأرضية على الطاقة الكهرومائية بصورة رئيسة، لتوفير احتياجاتها من الكهرباء، مثل إثيوبيا التي تنتج 88% من احتياجاتها عبر الطاقة المائية.
ويواجه الاعتماد الكبير على الطاقة الكهرومائية مخاطر الظروف المتقلبة للطقس مثل الجفاف الذي يؤثر بشدة في خفض منسوب المياه في البحيرات والسدود، ما يعرّض التوليد الكهرومائي للخطر، وهي ظاهرة منتشرة ومتفاقمة خلال السنوات الأخيرة في جميع دول العالم.
الطاقة الحرارية أكثر أمانًا من الكهرومائية
ينظر إلى الطاقة الحرارية الأرضية على أنها أحد أكثر مصادر الطاقة المتجددة استقرارًا في توليد الكهرباء، على عكس مصادر الطاقة الكهرومائية المعرضة لمخاطر موسمية، أو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتقلبة بطبيعتها على حسب ظروف الطقس ليلًا ونهارًا.
ويوفر دمج مزيد من الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا مع مزيج الكهرباء، مرونة عالية لدول القارة في تلبية احتياجات الكهرباء لشعوبها، وتقليل اعتمادها على الطاقة الكهرومائية ذات المخاطر الموسمية.
ويختلف وضع كينيا عن إثيوبيا من حيث فرص الطاقة الكهرومائية واسعة النطاق، إذ تبدو إمكاناتها في التوسع محدودة لا تتجاوز 1 إلى 1.5 غيغاواط، في حين تمتلك إثيوبيا موارد هائلة من مشروع سد النهضة الكبير المثير للجدل على النيل، الذي تتجاوز قدرته 5 غيغاواط.
وحتى يتمكن قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في أفريقيا من الوصول بالقدرة إلى 13 غيغاواط بحلول عام 2050، لا بد من تطوير موارد البلدين (كينيا وإثيوبيا) بصورة كبيرة، بحسب تقديرات سيناريو الحالة الأساسية لدى شركة ريستاد إنرجي.
وتبدو كينيا متسارعة في تعزيز قدراتها بمجال توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية، ما قد يمكّنها من إضافة 8 غيغاواط وحدها بحلول عام 2050، مع وفرة الموارد الحرارية وتراكم الخبرة المحلية القوية والاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين الأجانب.
على الجانب الآخر، تواجه إثيوبيا عديدًا من التحديات وتحتاج إلى تسريع عدد من المشروعات المعلنة حتى تتمكن من الوصول بقدرة الطاقة الحرارية الأرضية لديها إلى 3.5 غيغاواط بحلول عام 2050.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الحرارية الأرضية تقود كينيا نحو مركز عالمي في 2030 (تقرير)
- الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا تجذب تويوتا تسوشو اليابانية
- الطاقة الحرارية الأرضية.. تقنية أميركية لتوليد الكهرباء النظيفة بالتكسير المائي
موضوعات متعلقة..
- مصادر: إسرائيل تستأنف ضخ الغاز إلى مصر
- خبير: مصر تعاني بعد وقف الغاز الإسرائيلي.. وهذه تقديرات "شرق المتوسط"
- خريطة سوق بطاريات تخزين الكهرباء العالمية.. من الـ5 الكبار؟ (تقرير)