وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعاتها للطاقة المتجددة.. وهجوم جديد على النفط والغاز
الوكالة ترى أن حصة الوقود الأحفوري من إمدادات الطاقة العالمية ستنخفض إلى 73%
وحدة أبحاث الطاقة- رجب عز الدين
رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لمصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والتقنيات النظيفة بحلول عام 2030، مع تسارع العالم في نشر هذه التقنيات بمعدلات واسعة، واعتماد سياسات حكومية محفّزة.
وتوقّع تقرير حديث صادر عن الوكالة -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- ارتفاع حصة الطاقة المتجددة من 30% حاليًا إلى 50% تقريبًا من مزيج الكهرباء العالمي بحلول عام 2030.
ويُرجّح تقرير وكالة الطاقة الدولية استحواذ مصادر الطاقة المتجددة على 80% من قدرة التوليد الجديدة للكهرباء عالميًا بحلول 2030، سيكون أكثر من نصفها من نصيب الطاقة الشمسية، التي يُتوقع أن يتجاوز إنتاجها نظام الكهرباء الأميركي بأكمله بحلول نهاية العقد.
كما تتوقع الوكالة تضاعف الاستثمار في مشروعات طاقة الرياح البحرية الجديدة 3 مرات، مقارنة بالاستثمار في محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم والغاز بحلول 2030.
توقعات السيارات الكهربائية و المضخات الحرارية
رجّح تقرير الوكالة، المعنوَن بـ"آفاق الطاقة العالمية 2023"، أن تؤدي التحولات الكبرى الجارية- حاليًا- لنظام طاقة عالمي مختلف إلى حدّ كبير بحلول نهاية هذا العقد.
وتستند وكالة الطاقة الدولية في تقديراتها، المنشورة اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى طفرة النمو الهائلة في تقنيات الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية، ما قد يعيد تشكيل تشغيل كل شيء، بداية من المصانع والمركبات وحتى الأجهزة المنزلية وأنظمة التدفئة.
وتتوقع الوكالة تضاعف أعداد السيارات الكهربائية الموجودة في جميع أنحاء العالم 10 مرات عددها الحالي بحلول عام 2030، بحسب تقديرات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من التقرير.
كما تتوقع الوكالة الدولية أن تتجاوز مبيعات المضخات الحرارية وأنظمة التدفئة الكهربائية الأخرى، سخانات الوقود الأحفوري على مستوى العالم بحلول نهاية العقد الحالي.
وتستند هذه التقديرات الطموحة إلى أوضاع السياسات الحكومية الحالية في جميع أنحاء العالم، وتعهداتها الوطنية بمجال الطاقة والمناخ، إذ يُتوقع تقدُّم مسار الطاقة النظيفة بصورة أسرع، إذا وفت الدول بالتزامها في الوقت المحدد وبصورة كاملة.
ورغم ذلك، ما زالت وكالة الطاقة الدولية تشدد على أهمية اتخاذ تدابير أقوى للحفاظ على هدف الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية.
حصة الوقود الأحفوري ستنخفض إلى 73%
تتوقع الوكالة تأثّر الوقود الأحفوري بالزخم المتزايد في تقنيات الطاقة النظيفة والتحولات الاقتصادية الهيكلية في جميع أنحاء العالم، ما قد يعجّل بذروة الطلب على الفحم والنفط والغاز الطبيعي هذا العقد.
وهذه هي المرة الأولى التي تتوقع فيها وكالة الطاقة الدولية حدوث ذروة الطلب على الوقود الأحفوري، استنادًا إلى حالة السياسات الراهنة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
استنادَا إلى ذلك، تتوقع الوكالة انخفاض حصة الوقود الأحفوري في إمدادات الطاقة العالمية من الـ80% المستمرة منذ عقود إلى 73% بحلول عام 2030، مع وصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة إلى ذروتها بحلول عام 2025.
مدير الوكالة يشكك في الوقود الأحفوري
يقول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن تحول الطاقة النظيفة يحدث في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن إيقافه، فالمسألة لم تعد "لو"، بل أصبحت "متى"، و"كلما أسرعنا في المسار سيكون أفضل لنا جميعًا"، على حدّ تعبيره.
وطالب بيرول الحكومات والشركات والمستثمرين بدعم التحولات في مجال الطاقة النظيفة بدلًا من عرقلتها، لما لها من فوائد هائلة تنعكس على الفرص الصناعية والوظائف الجديدة وزيادة أمن الطاقة والحصول على الهواء النظيفة وتأمين الوصول الشامل إلى الطاقة، ما يحقق مناخًا أكثر أمنًا للجميع.
وأضاف فاتح بيرول أن الضغوط والتقلبات المستمرة في أسواق الطاقة التقليدية -حاليًا- تشير إلى أن الادّعاءات بأن النفط والغاز يمثّلان خيارات آمنة لمستقبل الطاقة والمناخ، باتت أضعف من أيّ وقت مضى، على حدّ تعبيره.
وتوقّع مدير وكالة الطاقة الدولية بقاء الطلب على الوقود الأحفوري مرتفعًا في الظروف الراهنة، محذرًا من عواقب ذلك وتأثيراتها المحتملة في تفاقم التهديدات المناخية بعد عام من الحرارة غير المسبوقة (عام 2022) التي واجهت العالم.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية: مستعدون للتدخل حال تأثر إمدادات النفط بحرب غزة
- وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الوقود الأحفوري يجب أن ينخفض 25% بحلول 2030
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع طفرة كبيرة في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
- انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام
- إضافات سعة تكرير النفط العالمية حتى 2028.. الشرق الأوسط بالمركز الثاني