شاحنات النفايات الكهربائية.. خطوة دنماركية جديدة نحو تقليل الانبعاثات (تقرير)

تتميّز العاصمة الدنماركية كوبنهاغن باستعمالها أسطولًا من شاحنات النفايات الكهربائية، في خطوة تهدف إلى تقليل الانبعاثات والتخلص من ضوضاء الشاحنات التقليدية في أثناء سيرها في شوارع المدن وأداء مهامها.

وانطلق المشروع بالتعاون بين شركة إدارة النفايات البلدية (إيه آر سي) وعملاقة صناعة الشاحنات السويدية (سكانيا).

ويرى سكان مدينة كوبنهاغن وعمال النظافة أن شاحنات النفايات الكهربائية تحدّ من الضوضاء الناجمة عن رفع الصناديق وإفراغها، وتوفر بيئة عمل متطورة، حسبما نشرته مجموعة فاتنفول غروب السويدية (group.vattenfall).

• الشاحنات الكهربائية أرخص تكلفة في توصيل الطلبات من مركبات الديزل (دراسة)

وتُعدّ شاحنات النفايات الصاخبة جزءًا جوهريًا ومقبولًا من المشهد الصوتي في المدن، وأصبحت ضوضاء محركات الديزل والمكونات الهيدروليكية في تلك الشاحنات جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعندما يتحول جمع النفايات فجأة إلى الهدوء استثنائيًا، يصبح المشهد الصوتي غير عادي إلى درجة أن أفراد الجمهور يتساءلون عما حدث.

تغيُّر صوت المدينة

تحولت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن إلى استعمال شاحنات النفايات الكهربائية خلال العام الماضي أو نحو ذلك.

وتستعمل شركة نفايات البلدية آمار ريسورس سنتر (إيه آر سي) الدنماركية شاحنات سكانيا الكهربائية لنقل النفايات منذ مدّة، وقد أدى التحول من الوقود الأحفوري إلى الكهرباء لتغيير المشهد الصوتي في المدينة.

وقال مدير العمليات اليومية لدى شركة (إيه آر سي) أولي إلكير: "في الماضي، كان بإمكانك سماع شاحناتنا في كل مكان عندما نسير في شوارع ضيقة، والآن بالكاد تلاحظنا".

• شركات الشاحنات الكهربائية تغزو أسواق المركبات بخطط طموحة (صور)

وأضاف أنه "من المحتمل أننا هادئون للغاية الآن. عندما يتوقف سائقونا عند الإشارة الحمراء، يصاب راكبو الدراجات والمشاة أحيانًا بالصدمة عندما تتحرك شاحناتنا الكبيرة بصمت تام تقريبًا".

تطوير شاحنات النفايات الكهربائية

جرى تطوير شاحنات النفايات الكهربائية بالتعاون بين شركتي (إيه آر سي) وسكانيا، وتضمن ذلك عمليات محاكاة لتقييم طريقة أداء الشاحنات على الطريق، وبذلت الشركتان جهودًا كبيرة لزيادة سعة البطاريات.

تجدر الإشارة إلى أن وجود بطاريات كبيرة جدًا قد يؤدي إلى استهلاك مساحة كبيرة جدًا في المركبات الجديدة، حسبما نشرته مجموعة فاتنفول غروب السويدية (group.vattenfall).

بالإضافة إلى تقليل الضوضاء، كان لشاحنات النفايات البالغ عددها 86 شاحنة التي سلّمتها شركة سكانيا إلى (إيه آر سي) منذ ما يزيد قليلًا على عام مضى، تأثير إيجابي في الانبعاثات، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مدير المبيعات لدى شركة سكانيا، أنطون فريسليبن: "تطمح كوبنهاغن إلى أن تكون محايدة كربونيًا، وهذه إحدى المبادرات التي اتخذتها للوصول إلى هذا الهدف"، مضيفًا: "إذا شحنت الشاحنات بالطاقة الخضراء، يمكنك القول إنها محايدة مناخيًا تمامًا، لأن قيادتها خالية تمامًا من الانبعاثات".

الشاحنات الكهربائية تتصدّر المشهد

أشاد مدير المبيعات لدى سكانيا، أنطون فريسليبن، بقرار شركة (إيه آر سي) الجريء باستبدال جزء كبير من أسطول الشاحنات مرة واحدة تقريبًا.

وعلى الرغم من أن إدارة النفايات في الدنمارك كانت تتطلع في السابق إلى التطورات في النرويج والسويد، وكانت تعتمد إلى حد كبير على الشاحنات التي تعمل بالغاز الحيوي، فإن شاحنات النفايات الكهربائية أصبحت الآن تتصدّر المشهد.

وأضاف فريسليبن: "لقد أجرينا زيارات في عدد كبير من المدن والبلدان المختلفة الذين يريدون أن يفهموا كيف اتخذنا نحن شركة (إيه آر سي) وبلدية كوبنهاغن هذه الخطوة، وقد أصبحت هذه وسيلة ممتازة للدنمارك وكوبنهاغن لإظهار أننا في الطليعة".

وقال فريسليبن: "على حد علمي، لا توجد مدينة أخرى في العالم نفذت مثل هذا التغيير على نطاق واسع وشامل".

بالإضافة إلى تقليل الضوضاء بالنسبة إلى المقيمين، فإن التحول إلى شاحنات النفايات الكهربائية يعني -بالطبع- الكثير لأولئك الذين يعملون فيها وعلى متنها.

وقال مدير العمليات اليومية لدى شركة (إيه آر سي) أولي إلكير، إن "بيئة عمل السائقين تحسّنت بصورة كبيرة بفضل العمليات الأكثر هدوءًا. إن المحركات القوية، التي اضطرت شركة سكانيا إلى الحد من سعتها لتجنب التآكل غير الضروري للإطارات، تجعل القيادة ممتعة".

وأوضح فريسليبن: "يحب السائقون شاحنات النفايات الكهربائية لأنها تتميز بسهولة القيادة.. حتى لو قارنت شاحنة نفايات الديزل الأكثر سلاسة وسهولة في الاستعمال، فإن شاحنة الديزل تبدو قديمة الطراز مقارنة بالشاحنة الكهربائية".

وأكد أن شاحنات النفايات الكهربائية تتمتع بمستوى مختلف تمامًا من التطوير، لكن الفارق الأكبر، حتى بالنسبة إلى السائقين، يكمن في انخفاض مستويات الضوضاء.

وأضاف إلكير: "عندما استعمل سائقونا الشاحنات الجديدة، سرعان ما لاحظوا انخفاض مستويات الضوضاء داخل الشاحنات بصورة ملحوظة".

وأردف: "لقد عملت في هذه الصناعة لأكثر من 10 أعوام، ولم أختبر قط الهدوء الذي تحصل عليه في سيارات الأجرة هذه. ذات يوم، قال لي أحد السائقين: الآن أستطيع سماع المذياع الخاص بي".

اقرأ أيضًا..

• انهيار واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بعد حرب غزة.. بالأرقام
• المقاطعة النفطية عام 1973.. رسالة حاسمة من السعودية.. ودولتان ترفضان المشاركة
• وزير الطاقة السعودي يرد على وكالة الطاقة: "الهيدروكربونات موجودة لتبقى"