طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

الكشف عن توربين رياح بحرية عملاق يناطح برج إيفل

محمد عبد السند

كشفت شركة صينية عن خُطط لبناء توربين رياح بحرية عملاق يناطح برج إيفل، في علامة -على ما يبدو- على دخول العالم عصر التوربينات البحرية العملاقة التي تُعد أكثر كفاءة من نظيرتها الصغيرة، إذ يُعول عليها في توليد كميات أكبر من الكهرباء النظيفة.

ويستعد العالم، خلال الأعوام المقبلة، لاستقبال جيل جديد من التوربينات البحرية العملاقة، في حين تشتد المنافسة بين الشركات الكبرى لتطوير توربينات رياح لا تنتزع لقب الأطول في العالم فحسب، وإنما تسحب البساط من المباني الشاهقة -أيضًا- مثل برج إيفل ومبنى إمباير ستيت، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت أحجام توربينات الرياح البحرية تشهد طفرة منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، من حيث الارتفاع وطول الشفرات؛ ما يسهم في توليد المزيد من الكهرباء.

وفي أحدث تتويج لتلك المساعي، وصلت صناعة طاقة الرياح البحرية إلى نقطة فارقة مع إعلان شركات صينية كبرى خططًا لبناء توربين رياح بحري عملاق يماثل في طوله برج إيفل، وفق شبكة بلومبرغ (Bloomberg).

سعة 22 ميغاواط

تُخطط شركة مينغ يانغ سمارت إنرجي غروب (Ming Yang Smart Energy Group)، رائدة صناعة توربينات الرياح، لبناء توربين سعة 22 ميغاواط، بقطر دوار يزيد طوله على 310 أمتار، حسبما قال ناطق باسم الشركة.

ونظرًا إلى أن محاور التوربينات يتعيّن وضعها على ارتفاع عالٍ يكفي لضمان عدم وقوع الشفرات في المياه، يعني هذا أن حواف الشفرات، وهي في أعلى قمتها، ستكون قريبة من ارتفاع برج إيفل البالغ طوله 330 مترًا.

ولدى الشفرات الطويلة القدرة عل التقاط كميات أكبر من الرياح، ومن ثم توليد مزيد من الكهرباء المستدامة، كما أن التوربينات الطويلة عادةً ما تُسهم في خفض التكاليف بالنسبة إلى مطوري مزارع الرياح؛ لكونها لا تتطلب سوى تركيبات قليلة لإنتاج السعة نفسها.

وكشفت الشركة عن التوربين في 18 أكتوبر/تشرين الثاني (2023)، وهي تُخطط لبناء أول هذه التوربينات العملاقة بحلول العام المقبل 2024 أو 2025، بحسب ما ورد في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تجارب سابقة

في يناير/كانون الثاني (2023)، أزاحت مينغ يانغ الستار عن خطط لبناء توربين رياح بحرية عملاق آخر سعة 18 ميغاواط، وقطر دوار طوله 140 مترًا، صُنف -آنذاك- أكبر توربين رياح في العالم.

وعلاوة على ذلك، أماطت مينغ يانغ اللثام عن أكبر توربين رياح برية في العالم مؤخرًا، تلامس سعته 11 ميغاواط، وشفرات لها القدرة على تغطية منطقة تعادل 6 ملاعب كرة قدم، بحسب ما قالته الشركة.

وبدأت توربينات الرياح البرية تتطور، ليصبح حجمها أكبر كي تناسب بعض الأسواق نتيجة القيود اللوجستية، وتلك الخاصة بالتراخيص، بحسب ما نشرته وحدة بلومبرغ إن إي إف BloombergNEF.

تركيب شفرة عملاقة في توربين
تركيب شفرة عملاقة في توربين - الصورة من interestingengineering

كما سبق أن أعلنت الشركة توربين رياح بحرية عملاقًا من طراز "ماي إس إي 16.02-242" الجديد الذي ما يزال قيد الإنشاء، ومن المتوقع أن يدخل حيز التشغيل بحلول عام 2026.

وسيلامس ارتفاع طراز هذا التوربين 264 مترًا، في حين سيصل طول الشفرات إلى 118 مترًا، وقطر الدوار نحو 242 مترًا، وسيتميز بسعة تصل إلى 16 ميغاواط، إذ يمكن للتوربين الواحد تشغيل 20 ألف منزل خلال دورة حياته البالغة 25 عامًا.

قلق إزاء التوربينات العملاقة

يُقصد بارتفاع محور التوربين المسافة من الأرض إلى منتصف دوار التوربين.

وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة الطاقة الأميركية أن ارتفاع المحور لتوربينات الرياح البرية واسعة النطاق زاد بنسبة 66% منذ 1998-1999، إلى نحو 94 مترًا في العام قبل الماضي (2021)، ما يعادل ارتفاع تمثال الحرية الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبخصوص متوسط ارتفاع التوربينات البحرية في أميركا فقد زاد من 100 متر في عام 2016، إلى قرابة 150 مترًا في عام 2035، ما يماثل ارتفاع نُصب واشنطن التذكاري.

في المقابل أثارت الزيادة المفرطة في حجم توربينات الرياح، خلال الأعوام الأخيرة، المخاوف مما إذا كانت البنية التحتية للمواني والطرق السريعة والسفن المستعملة لتركيب التوربينات في البحر قادرة على التكيف مع تلك الهياكل الضخمة، لكن عصر التوربينات العملاقة أضحى وشيكًا على أي حال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق