التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

أهداف الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي تتأرجح بين الطموحات والواقع

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تمتلك دول مثل النرويج وإسبانيا وفرنسا إمكانات متجددة أكبر مما تحتاج إليه
  • على النقيض من نظيراتها الأوروبية تجد ألمانيا نفسها في مسار مختلف
  • من المتوقع أن تظل ألمانيا دولة مستوردة صافية للهيدروجين في المستقبل المنظور
  • إمكانات ألمانيا في مجال الطاقة المتجددة أقل بكثير من الطلب المستقبلي المتوقع
  • رحلة أوروبا نحو الهيدروجين الأخضر بأسعار معقولة مليئة بالإمكانات والتحديات
  • إيجاد توازن دقيق بين الأهداف الطموحة والقيود الواقعية سيكون أمرًا ضروريًا

تتأرجح أهداف الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي بين الطموحات والواقع. وتقترح خطة ريباور إي يو لدى المفوضية الأوروبية إنتاج 10 ملايين طن من هذا الوقود بحلول عام 2030، واستيراد 10 ملايين طن أخرى.

ويتوقع المحللون أن يكون إنتاج الهيدروجين الأخضر أو المتجدد والطلب عليه في جميع الدول الأوروبية أقل بكثير من هذا الهدف، حسبما نشره موقع إنرجي مونيتور (energymonitor).

وتقف أوروبا على مفترق طرق في سعيها للحصول على الهيدروجين الأخضر، الذي يُعدّ مصدر طاقة تحويليًا محتملًا، ويمكن أن يحدث ثورة في مختلف القطاعات، في حين يقلل بصورة كبيرة من انبعاثات الكربون، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إمكانات أوروبا لإنتاج الهيدروجين الأخضر

تقدم دراسة بحثية حديثة أجراها معهد فراونهوفر لأبحاث الأنظمة والابتكار، ومعهد أبحاث الاستدامة في بوتسدام ووكالة الطاقة الألمانية بصفتها جزءًا من مشروع هايبات البحثي (HYPAT)، لمحة عن إمكانات أوروبا الهائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار اقتصادية.

ويستعرض البحث التحديات الكبيرة والاختلال في نهج المنطقة لتسخير قدرات هذا الوقود الناقل الواعد للطاقة، وفقًا لما نشره موقع إتش2 إنرجي نيوز (nergynews.biz).

وتطرق البحث إلى ما يشير إليه الخبراء بـ"الإمكانات التقنية" لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، في المقام الأول من خلال منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ووجد البحث أن أوروبا تزخر بإمكانات غير مستغلة، وتتصدر النرويج المجموعة، حتى من دون النظر إلى قدراتها في مجال الطاقة الكهرومائية.

وتستطيع النرويج، بحلول عام 2050، أن تنتج أكثر من 1900 تيراواط/ساعة من الهيدروجين الأخضر سنويا، بتكلفة منخفضة بصفة ملحوظة تبلغ 40 يورو (42.32 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

بالإضافة إلى ذلك، تتابع إسبانيا وفرنسا عن كثب إنتاج 1760 تيراواط في الساعة، و1700 تيراواط في الساعة على التوالي.

ويمكن لهذه القدرات أن تضع الأساس لأوروبا لتصبح لاعبًا رئيسًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، وتعزيز أمن الطاقة والاستدامة والنمو الاقتصادي.

وحددت الدراسة سيناريوهين لتقدير متطلبات أوروبا من الهيدروجين. ركّز السيناريو الأول على التطبيقات التي تمثل تحديًا لإزالة الكربون دون الهيدروجين، مثل صناعة الصلب والمواد الكيميائية والطيران والشحن.

ووسّع السيناريو الثاني النطاق، ليشمل أنظمة التدفئة في المباني، والشاحنات، والسيارات. وتمثَّل الهدف الطموح في إنتاج كل هذا الهيدروجين باستعمال الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويستلزم هذا النهج زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء، إذ يصل إلى ما بين 6 آلاف و600 و8 آلاف تيراواط/ساعة سنويًا في البلدان قيد الدراسة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والنرويج، وسويسرا، والمملكة المتحدة. ويمثل هذا أكثر من ضعف استهلاك الكهرباء الحالي البالغ نحو 3 آلاف تيراواط/ساعة.

تلبية الطلب على الهيدروجين

لتلبية الطلب على الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة، سيحتاج إنتاج الطاقة المتجددة في أوروبا إلى زيادة 3 إلى 4 أضعاف، مع الحفاظ على الحصة الحالية من الطاقة النووية.

وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو تحديًا كبيرًا، تشير الدراسة إلى أن إمكانات الطاقة المتجددة النظرية في أوروبا يمكن أن تلبي هذا الطلب المتصاعد، حتى مع استعمال الهيدروجين على نطاق واسع.

وتمتلك دول مثل النرويج وإسبانيا وفرنسا إمكانات متجددة أكبر مما تحتاج إليه، رغم الاستعمال المحلي الكبير للهيدروجين.

وتعترف الدراسة بأن تحقيق الإمكانات النظرية بأكملها قد لا يكون ممكنًا، خصوصًا على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، يصبح توفر المياه عاملًا مقيدًا لإنتاج الهيدروجين، ما يؤكد التفاعل المعقد للموارد في توليد الهيدروجين الأخضر.

وعلى النقيض من نظيراتها الأوروبية، تجد ألمانيا نفسها على مسار مختلف. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، فمن المتوقع أن تظل ألمانيا دولة مستوردة صافية للهيدروجين في المستقبل المنظور، وفقًا لما نشره موقع إتش2 إنرجي نيوز (nergynews.biz).

وتُعدّ إمكانات البلاد في مجال الطاقة المتجددة أقل بكثير من الطلب المستقبلي المتوقع. وقد تواجه ألمانيا، وبحلول عام 2050، أكبر فجوة ثابتة في العرض داخل الاتحاد الأوروبي، ما يثير المخاوف بشأن أمن الطاقة والاكتفاء الذاتي.

وتشمل الدول الأوروبية الأخرى التي تعاني نقصًا مماثلًا في الهيدروجين هولندا وبلجيكا وجمهورية التشيك.

محطة كالفيرا للهيدروجين بمقاطعة سرقسطة في إسبانيا
محطة كالفيرا للهيدروجين بمقاطعة سرقسطة في إسبانيا - الصورة من بلومبرغ

ويرى محللون أن رحلة أوروبا نحو الهيدروجين الأخضر بأسعار معقولة مليئة بالإمكانات والتحديات الكبيرة. ويتطلب مُضيّ القارة في هذا المسار إيجاد توازن دقيق بين الأهداف الطموحة والقيود الواقعية.

وتؤكد نتائج الدراسة أهمية التخطيط الإستراتيجي والجهود الدولية التعاونية والحلول المبتكرة للتغلب على التحديات التي يفرضها إنتاج الهيدروجين وتوزيعه.

وتمتلك أوروبا الفرصة لتكون رائدة عالمية في مجال الهيدروجين الأخضر، ولكن تحقيق هذه القدرات يتطلب عملًا متضافرًا، واستثمارات كبيرة، وخطة تفصيلية واضحة لمستقبل الطاقة المستدامة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق