طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

خبير: لبنان يشهد ثورة في تركيب الخلايا الشمسية على الأسطح

داليا الهمشري

اقرأ في هذا المقال

  • لبنان يحقق طفرة كبيرة في الطاقة المتجددة على المستوى اللامركزي
  • مقترح برفع الدعم الحكومي عن الكهرباء لضمان أمن الطاقة في لبنان
  • تكلفة الطاقة الشمسية مجدية في لبنان، وأرخص بكثير من تكلفة مولدات الديزل
  • التمويل يمثّل أكبر العقبات أمام تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة في لبنان
  • لبنان يعمل -حاليًا- على تطوير خطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر

أكد رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة المهندس بيير الخوري أن لبنان يشهد ثورة في تركيب منظومات الخلايا الخلايا الشمسية على الأسطح.

واقترح رفع الدعم الحكومي عن الكهرباء المُنتجة من مؤسسة كهرباء لبنان؛ من أجل ضمان أمن الطاقة، ودفع عجلة الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية في البلاد.

وقال الخوري -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة على هامش فعاليات معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022 (Solar Show MENA) –، إنه لا بد من النظر إلى تطوير الطاقات المتجددة من خلال جزأين: الأول يتعلق بتطوير الطاقة المتجددة اللامركزية على المستوى السكني والصناعي والبلديات والأماكن الصغيرة، والجزء الثاني يدور حول تطوير الطاقة المتجددة المركزية، وهو يرتبط بشكل كبير بعقود شراء الطاقة والشبكات الوطنية والمؤسسات المعنية بقطاع الكهرباء.

ويتبنّى لبنان إستراتيجية تهدف إلى زيادة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 30% بحلول عام 2030، من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة من منظومات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح والمحطات الكهرومائية.

جانب من أعمال معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022
جانب من أعمال معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022

الطاقة المتجددة في لبنان

أوضح رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة أن التجربة اللبنانية في الطاقة المتجددة على المستوى المركزي قد واجهت الكثير من التحديات والمشكلات، بخلاف التجربة على المستوى اللامركزي، فقد شهدت نجاحًا ملحوظًا.

وأضاف أنه بجانب الطفرة التي شهدتها البلاد في مجال تركيب منظومات الخلايا الشمسية على الأسطح، فقد أصبح هناك سوق هائلة للمضخات الحرارية في لبنان، بل والمنطقة العربية بأكملها.

ودعا بيير إلى ضرورة توحيد معايير المواصفات لهذه المضخات لإيجاد سوق عربية مشتركة على مستوى تبادل الخبرات في هذا الإطار.

وسلّط الضوء على مستقبل الطاقة المتجددة في لبنان، مشيرًا إلى العمل على 3 مشروعات لمزارع رياح بقدرة 226 ميغاواط، و12 مزرعة طاقة شمسية بقدرة إجمالية تُقدَّر بـ180 ميغاواط، لافتًا إلى أن هذه المشروعات تضمن للبنان أكثر من 400 ميغاواط من الطاقة المتجددة.

وأوضح المهندس بيير الخوري أن عقود هذه المشروعات قد وُقِّعت، وصدرت الرخص من قبل الحكومة اللبنانية، إلّا أن الوضع الاقتصادي ما يزال يمثّل العائق الأكبر الذي يمنع تمويل هذه المشروعات.

ارتفاع التكلفة المبدئية

قال الخوري -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن مشروعات الطاقة الشمسية اللامركزية على أسطح المنازل تمثّل ثورة كبيرة بمجال الطاقة المتجددة في البلاد، متوقعًا أنه بنهاية عام 2022 سيصل مجموع مشروعات الطاقة الشمسية المنزلية والصناعية والتجارية إلى نحو 450 ميغاواط، وهو يُعدّ رقمًا كبيرًا جدًا في لبنان.

وردًا على سؤال حول ارتفاع قيمة سداد قروض الطاقة الشمسية في لبنان، يرى الخوري أن التكلفة الأولية لأنظمة الطاقة الشمسية قد تكون مرتفعة، ولكن استرداد السعر والعائد الذي يحققه المواطن من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية مُجدٍ للغاية.

وأفاد أن كل كيلوواط/ساعة من أنظمة الطاقة الشمسية يكلف نحو 5.6 أو 5.7 سنتًا حاليًا، بينما يدفع المواطن نحو 65 سنتًا مقابل الحصول على الكهرباء من المولدات الخاصة؛ ما يجعل الكهرباء المُولدة من الطاقة الشمسية أرخص بأكثر من 10 أضعاف من كهرباء مولدات الديزل أو المازوت.

لذا أكد الخوري أن تكلفة الطاقة الشمسية الأولية قد تكون مرتفعة على المواطن، ولكنها توفر الكهرباء، وتبلغ مدة الاسترداد نحو عامين فقط.

وكان مصرف الإسكان قد أطلق -بالتعاون مع المركز اللبناني لحفظ الطاقة- مبادرة تقتضي منح قروض لذوي الدخل المحدود والمتوسط لتركيب محطات شمسية، في محاولة للتغلّب على أزمة ارتفاع فواتير الكهرباء وحثّ اللبنانيين على الاتجاه إلى الطاقة المتجددة.

وردًا على سؤال حول الحلول المقترحة لأزمة الكهرباء المزمنة في لبنان، قال الخوري: "حتى الآن لا يوجد حلّ عملي لهذه الأزمة، ولكن بوصفنا متخصصين في مجال الطاقة المتجددة، يمكننا القول، إن سوق الطاقة المتجددة تطورت منذ عام 2020 وحتى الآن بصورة ملحوظة".

الطاقة الشمسية في لبنان
مشروع طاقة شمسية في لبنان - أرشيفية

أزمة الكهرباء في لبنان

توقّع رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة، المهندس بيير الخوري، زيادة قدرة الكهرباء المُولدة من الطاقة المتجددة إلى 1000 ميغاواط بنهاية عام 2024، لافتًا إلى أن هذه القدرة سيكون لها دور رئيس في حل مشكلة الكهرباء والطاقة في لبنان.

وأشار إلى أن حل أزمة الكهرباء في البلاد يتطلب مزيجًا من الطاقة التقليدية عبر مؤسسة كهرباء لبنان، والطاقة المتجددة التي تتطور بصورة مستمرة، ولا سيما الطاقة الشمسية.

ولفت الخوري إلى أن تكلفة الطاقة الشمسية مجدية للغاية من الناحية الاقتصادية، وأرخص بكثير من تكلفة مولدات الديزل.

أمّا تكلفة الكهرباء المولدة من مؤسسة كهرباء لبنان الوطنية، فقد أوضح الخوري أنها رخيصة للغاية أقلّ من 0.6 سنتًا؛ أي كهرباء مجانية، ولكنها غير موجودة، موضحًا أن المؤسسة غير قادرة على تغطية احتياجات المواطنين على مدار الـ24 ساعة، وهناك استحالة لتأمين الكهرباء.

رفع التعرفة

دعا المهندس بيير الخوري وزارة الكهرباء والمياه في لبنان إلى رفع تعرفة الكهرباء المُنتجة من مؤسسة كهرباء لبنان حتى تستطيع المؤسسة تحقيق أرباح كافية تمكّنها من زيادة سعة التغذية للمواطنين ولخدمة الاقتصاد اللبناني.

وقال الخوري، إنه على الرغم من أن زيادة تعرفة الكهرباء من المؤسسة الوطنية ستزيد الأعباء على المواطنين، فإن المواطن -الآن- يدفع فواتير متدنية، ومن ثم لا يمكن استدامة عمل المؤسسة، وهي تخسر مليارًا أو ملياري دولار سنويًا.

وطالب بوضع سعر للكهرباء يضمن استمرارية المؤسسة، ولا يمثّل في الوقت نفسه عبئًا كبيرًا على المواطن اللبناني.

وردًا على سؤال حول دور التشريعات بدعم الطاقة المتجددة في لبنان، أكد الخوري أنه لا توجد مشكلة كبرى على مستوى التشريعات في البلاد، مشيرًا إلى أن التشريعات الموجودة -حاليًا- متطورة وجيدة، وهناك فرص لتحديثها وتطويرها بصورة مستمرة، ولكن الوضع -حاليًا- مقبول على مستوى التشريعات.

جانب من أعمال معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022
جانب من أعمال معرض الطاقة الشمسية سولار شو مينا 2022

الهيدروجين الأخضر

أبرز المهندس بيير الخوري -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن المشكلة الأكبر التي تواجه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في لبنان تتمثل في التمويل.

وقال، إنه لا يمكن لمؤسسة كهرباء لبنان أن تُنتج الكهرباء بسعر وتبيعها بسعر أقلّ بكثير، مضيفًا أنه من الصعب تأمين الاستمرارية والاستدامة المالية إذا استمر هذا الوضع، ولا بد -على أقلّ تقدير- أن تحقق المؤسسة مبيعات تعادل تكلفة الإنتاج لكل كيلوواط/ساعة.

ودعا إلى تنسيق تامّ مع المصارف الدولية لتحويل مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد إلى حقيقة.

وكشف بيير عن أن لبنان يعمل -حاليًا- على تطوير خطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن هناك نقاشًا يدور -الآن- داخل الجسم الهندسي والإداري ووزارات ومؤسسات الدولة حول الدور الذي يتطلع إليه لبنان من الهيدروجين الأخضر.

وأضاف أن هناك دولًا مستوردة وأخرى مُصدّرة، وهناك دول تمثّل صلة وصل، ومن ثم، فهناك عدّة أدوار يمكن للدول أن تؤديها في قطاع الهيدروجين الأخضر.

وتابع أن النقاش الحالي في لبنان يهدف إلى وضع رؤية للبلاد حول الدور الذي ينبغي أن تؤديه في قطاع الهيدروجين الأخضر، ووضع إستراتيجية تنفيذية لهذه الخطة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق