أنسيات الطاقةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

هل وعود الحياد الكربوني صعبة التحقيق.. وما أبرز الدول المتراجعة؟ (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن وعود الحياد الكربوني شهدت تراجعًا كبيرًا من جانب عدد من الشركات والدول، التي كان بعضها من أقدم قادة هذه السياسات ومروجيها.

وأشار الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "التراجع عن سياسات التغير المناخي وأثره في زيادة الطلب على النفط والغاز"- إلى أن بعض الدول تراجعت عن وعودها في ظل أزمة الطاقة الأخيرة والظروف الاقتصادية الراهنة.

وأوضح أن من أولى الدول التي تراجعت عن وعودها كانت السويد، التي تُعد ملكة الحياد الكربوني، ومعها ألمانيا، التي تُعد ملكة التحول الأخضر، لافتًا إلى أن السويد أعلنت رسميًا من خلال موازنتها الجديدة، أنها لا يمكنها تحقيق هذه الإستراتيجية في الوقت المحدد.

ما الحياد الكربوني؟

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الحياد الكربوني هو ببساطة إيجاد وسائل لامتصاص كميات من الكربون يجري إنتاجها، أو إخفاؤها بالكمية نفسها، أي أنها معادلة رياضية يجب أن تتساوى من الجانبين، إذ يجري إنتاج الكربون من جهة، وإخفاؤه من جهة أخرى.

وتابع: "مفهوم الحياد الكربوني لا يعني بالضرورة تخفيض إنتاج الكربون، فقد يتضاعف إنتاج الكربون 5 أضعاف إذا كانت هناك قدرة على إخفاء 5 أضعاف الكمية، وهذه إحدى المشكلات والتناقضات التي نعانيها الآن مع الحكومات والشركات، لأن كلمة إخفاء هنا هي طريقة محاسبية فقط، وليست حقيقة على أرض الواقع".

الحياد الكربوني

وكشف الدكتور أنس الحجي، عن أن إحدى الفضائح التي صدرت الآن، وكتبت عنها منصة الطاقة المتخصصة، أن التجارة في الائتمان الكربوني -التي خلقوها من لا شيء- لا أحد يعرف عنها شيء سوى ورقة مكتوب عليها "أنا عندي ائتمان كربوني بـ100 ألف طن أو كمية معينة"، وهناك من يشتريها، ولا أحد يعرف أين هم أو من هم؟

وأضاف: "هي مجرد لعبة محاسبية يقومون بها، والآن اكتشفوا بعد إنفاق مئات المليارات من الدولارات عليها واستثمارات كبيرة، أنها لعبة محاسبية وفيها فساد ضخم جدًا، وقد تكون هناك حالات إفلاس ضخمة خلال الشهور والسنوات المقبلة".

ولفت إلى أن هناك إشكالية كبيرة في الموضوع، إذ إن ما حدث هو تراجع السويد عن وعود الحياد الكربوني، ثم تراجعت ألمانيا وبعدها بريطانيا التي أعلن رئيس وزرائها أن فكرة إنهاء بيع سيارات محركات الاحتراق العاملة بالبنزين والديزل في 2030 غير منطقية أو واقعية، ومن ثم ستتأجل حتى 2035.

وأردف: "طبعًا نحن الآن نتوقع ماذا سيحدث، لأنه إذا كانت بريطانيا ستمدد إنتاجها، فإن ألمانيا وإيطاليا لن تقبلا بذلك وستؤخران الأمر أيضًا، وستستمر هذه الأمور، إذ من المتوقع أن يؤجلوا وقف بيع سيارات البنزين والديزل كل 5 سنوات".

وأوضح أن الإشكالية هنا أن هناك رؤساء وزارات وحكومات كانوا يتبنون الخط الأخضر، في كبريات الدول الأوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا والسويد، وهؤلاء يعلنون الآن أنهم لا يستطيعون تحقيق سياسات الحياد الكربوني، فيشن الإعلام اليساري هجومًا غير منطقي على الجميع.

وبرر الحجي وصفه للهجوم الإعلامي بأنه غير منطقي بالقول: "رئيس الوزراء لديه كل الدراسات، والحكومة لديها الميزانية وكل الوزراء والمتخصصين، ثم يأتي صحفي ليحكم عليهم بأنهم على خطأ"، معتبرًا أن الأزمة أن من يدفعون للإعلام هم من حفّزوه بهذا الشكل.

تراجع ممولي الحياد الكربوني

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أحد أبرز دعاة وممولي سياسات الحياد الكربوني، وهو الملياردير الأميركي "بيل غيتس"، تحدث في مؤتمر متخصص في المناخ منذ أيام، وقال: "إن هناك مبالغات في موضوع التغير المناخي، وإذا ارتفعت درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية، فإن العالم لن ينتهي".

الملياردير الأميركي مؤسس "مايكروسوفت" بيل غيتس
الملياردير الأميركي مؤسس "مايكروسوفت"، بيل غيتس

وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن تصريحات بيل غيتس -الذي يُعد أكبر ممول لهذه الحركات في العالم- جاءت في مؤتمر مناخي كان حاضرًا فيه مايكل بلومبرغ، صاحب وكالة بلومبرغ وأحد المتطرفين المناخيين، بالإضافة إلى ولي العهد البريطاني الأمير ويليام.

وأضاف: "إذا قلنا إن الإعلام مدعوم من بيل غيتس، فإنه قد نقل كلامه كما هو، وذلك على الرغم من أن غيتس ليس متخصصًا في المناخ، أي لأن كلامه ليست له قيمة، ولكن يجري نشره على كل حال، ما يدعو إلى التساؤل عمن وراء هذا الإعلام".

وأشار إلى استمرار الإعلام الغربي في نشر مقالات وأخبار تهاجم الإمارات، لأن رئيس قمة المناخ كوب 28، التي ستنعقد في دبي بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، الدكتور سلطان الجابر رئيس شركة نفط، إذ يطالبون بعزله، متناسين أن رئيس شركة النفط كان رئيس شركة مصدر، المتخصصة في الطاقة المتجددة.

وتابع: "قبل أيام، نُشرت تقارير بشأن رسائل بريد إلكتروني مسربة، بأن شركة أدنوك تتعامل مع مكتب رئيس قمة المناخ كوب 28، وتمده بالمعلومات، معتبرين أن هناك مؤامرة نفطية حول الموضوع".

ولفت إلى أن هناك تناسيًا لفكرة أن رئيس شركة أدنوك هو نفسه رئيس قمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، لذلك فمن أين سيأتي بمن يعاونونه، معتبرًا أن المنطق معدوم هنا، ولكن التساؤل يجب أن يتعلق بشأن من وراء هذا الإعلان، خاصة أن الحكومات تتراجع عن وعود الحياد الكربوني، وكذلك الشركات.

وعن أبرز قصص التراجع عن وعود الحياد الكربوني والعودة إلى استعمال النفط والغاز، قال الحجي إن شركة "ليغو" الدنماركية العملاقة المتخصصة في المكعبات ولعب الأطفال، أعلنت بعد 3 سنوات من التجارب لكل أنواع المواد في العالم، أنها ستعود للمكعبات التي كانت تصنعها سابقًا، والتي تأتي من صناعة النفط.

ألعاب أطفال من إنتاج شركة ليغو
ألعاب أطفال من إنتاج شركة ليغو - الصورة من موقعها الرسمي

وأردف الدكتور أنس الحجي: "نحن نتحدث عن شركة دنماركية، والدنمارك من الدول الرائدة في مجال سياسات التغير المناخي، ما يشير إلى أن من يحلمون بإيجاد بديل للبلاستيك وصناعة البتروكيماويات، قد عادوا إلى النفط مرة أخرى بعدما لم يتمكنوا من التخلص منه".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق