تحالف أوبك+ يستمر بخفض إنتاج النفط حتى نهاية 2024 دون تغيير
مع استعداده لاتخاذ تدابير إضافية إذا لزم الأمر
دينا قدري
أوصت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف أوبك+ باستمرار سياسة خفض إنتاج النفط دون تغيير حتى نهاية عام 2024، مع مواصلة تقييم ظروف السوق عن كثب، والاستعداد لاتخاذ تدابير إضافية في أيّ وقت.
واستعرضت اللجنة -خلال اجتماعها اليوم الأربعاء (4 أكتوبر/آب 2023)- بيانات إنتاج النفط الخام لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023، ولاحظت الامتثال العام للدول الأعضاء في التحالف، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وأعربت اللجنة عن تقديرها ودعمها الكامل لجهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى دعم استقرار سوق النفط، وجددت تقديرها لخفض المملكة الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا، وتمديده حتى نهاية عام 2023.
كما أقرّت اللجنة قرار روسيا بتمديد خفضها الطوعي الإضافي للصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.
ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
يُذكر أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لـ أوبك+ تجتمع بصفة دورية كل شهرين، في حين يعقد التحالف اجتماعه الوزاري كل 6 أشهر.
ومُنحت اللجنة السلطة لعقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد اجتماع وزاري للتحالف في أيّ وقت، لمعالجة تطورات السوق إذا لزم الأمر.
قرارات تحالف أوبك+
كان تحالف أوبك+ قد قرر -خلال الاجتماع الوزاري الأخير في 4 يونيو/حزيران 2023- تثبيت سياسة خفض الإنتاج دون تغيير في عام 2023، بالإضافة إلى تعديل شهر الأساس الذي تُحسَب من خلاله حصص النفط والامتثال في التحالف، بدءًا من العام المقبل (2024).
وأعلن التحالف تعديل مستويات إنتاج النفط الإجمالية إلى 40.46 مليون برميل يوميًا، بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2024 حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، بحسب الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح التحالف أن قراراته جاءت في ظل استمرار التزام الدول الأعضاء بتحقيق الاستقرار في سوق النفط، وتقديم توجيهات طويلة المدى للسوق، بما يتماشى مع النهج الناجح لكونها حذرة واستباقية ووقائية.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية و8 دول أخرى تمديد خفضها الطوعي الإضافي الذي بدأت تنفيذه في مايو/أيار 2023 بمقدار إجمالي يبلغ نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، حتى نهاية عام 2024، بدلًا من نهاية العام الجاري.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ عام 2024، بعد تمديد الخفض الطوعي لـ 9 دول:
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع المقبل لوزراء تحالف أوبك+ في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
تمديد الخفض الطوعي السعودي
قبل ساعات من انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لـ أوبك+، أكدت السعودية مجددًا استمرار خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، بحسب ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.
كانت المملكة قد بدأت تنفيذ خفضها الطوعي في يوليو/تموز 2023، ثم مُدِّدَ لاحقًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبذلك، من المتوقع أن يصل إنتاج السعودية من النفط في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين إلى نحو 9 ملايين برميل يوميًا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأوضح المصدر أن الخفض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي يقوم بها تحالف أوبك+ بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيُراجع الشهر المقبل، للنظر في تعميق الخفض أو زيادة الإنتاج.
كما أكد المصدر أن هذا الخفض يأتي إضافة إلى الخفض الطوعي الذي أعلنته المملكة سابقًا بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2023، والذي يمتد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
خفض الإمدادات من روسيا
في سياقٍ متصل، أعلنت روسيا مجددًا أنها ستواصل خفض إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، حتى نهاية العام الجاري (2023)، من أجل الحفاظ على استقرار أسواق النفط وتوازنها.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: "ستواصل روسيا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023 خفضًا طوعيًا إضافيًا للإمدادات للأسواق العالمية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، والذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2023".
وأضاف: "في الشهر المقبل، سيُجرى تحليل للسوق من أجل اتخاذ قرار بشأن تعميق التخفيض أو زيادة الإنتاج/الإمدادات"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة "تاس" (Tass) الروسية.
وأشار نوفاك إلى أن هذا القرار يُضاف إلى الخفض الطوعي بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، الذي أعلنته روسيا سابقًا في أبريل/نيسان 2023، والذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.
وكانت موسكو قد قررت مواصلة خفض إمدادات النفط للأسواق العالمية في أغسطس/آب بمقدار 500 ألف برميل يوميًا أخرى، إضافة إلى التزاماتها بخفض الإنتاج، وبدأت في سبتمبر/أيلول خفض الإمدادات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلن نوفاك تمديد الخفض الطوعي الإضافي لإمدادات النفط للأسواق العالمية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.
أوبك+ لا يستهدف نطاقًا سعريًا
من جانبه، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن تحالف أوبك+ لا يستهدف سعرًا محددًا للنفط، بل يعمل على استقرار الأسواق بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.
وقال المزروعي -خلال مشاركته في فعاليات أديبك 2023 المنعقدة في أبوظبي-: إن التحالف "يبذل قصارى جهده للحفاظ على توازن العرض والطلب، وإن قراراته لا تنفصل أبدًا عن الواقع".
وأضاف: "ما دام هناك طلب، فلدينا القدرة على الإنتاج، لأننا المنتجون الأقلّ تكلفة، ونهتم بأن يكون السعر مناسبًا للمستهلكين، ولكن السعر المناسب للمستهلكين لمدة محدودة فقط هو أمر قصير النظر".
وردًا على مخاطر ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي، أكد المزروعي أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في النفط والغاز، قائلًا: "لكي تكون الأسعار مناسبة في المضخة، يجب القيام باستثمارات.. إذ إن ما يقلقني ليس نقص العرض في السوق على المدى القصير، بل هو سوق يعاني من نقص العرض على المدى الطويل".
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز قد أكد -خلال مشاركته بمؤتمر النفط العالمي في 18 سبتمبر/أيلول 2023، أن بلاده وتحالف أوبك+ لا يستهدفان في الأساس أسعار النفط، بل هدفهما الرئيس هو تقليل التقلبات في السوق، مضيفًا: "نريد أن نكون استباقيين وحذرين".
وأشار وزير الطاقة السعودي إلى حاجة أسواق الطاقة الدولية في الوقت الحالي إلى بعض التنظيم، واصفًا سلوك منظمة أوبك بأنه "حميد"، ولا يختلف عن تحركات المصارف المركزية.
موضوعات متعلقة..
- أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال 2023 (رسوم بيانية)
- أوبك: توقعات وكالة الطاقة الدولية تهدد أمن الطاقة العالمي
- أوبك تُبقي توقعات الطلب على النفط عالميًا دون تغيير
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط والغاز يواجهان حربًا من دعاة تحول الطاقة.. بدعم إعلامي
- غازبروم الروسية تحذر أوروبا من شح الغاز.. ومراقبون: أزمة الطاقة لم تنتهِ بعد
- الطلب على الهيدروجين قد يصل إلى 150 مليون طن سنويًا بحلول 2030 (تقرير)
- كم تبلغ انبعاثات السيارات الكهربائية طوال دورة حياتها مقارنة بالمركبات التقليدية؟