وزير الطاقة الإماراتي: تجارة النفط العالمية ما تزال دون مستويات ما قبل كورونا
أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن تجارة النفط العالمية ما تزال دون المستويات التي سجلتها قبل أزمة كورونا، وهو ما يؤكد ضرورة العمل على إحداث توازن بين العرض والطلب.
وقال خلال جلسة الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، ضمن معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2023": "إن ضمان التوازن بين العرض والطلب أمر بالغ الأهمية لاستقرار سوق الطاقة".
وأضاف وزير الطاقة الإماراتي -وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن التوترات السياسية والتقلبات الاقتصادية تسهم بشكل كبير في إرباك سوق الطاقة العالمية وحدوث حالة من عدم الاستقرار.
وشدد على أن تعاون دول أوبك و"أوبك+"، واتخاذها إجراءات استباقية، يساعد بشكل كبير في الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية وتخفيف المخاطر.
تجارة النفط
قال وزير الطاقة الإماراتي، إن ديناميكيات سوق النفط الخام تؤدي دورًا مهمًا في تحديد أسعار الطاقة العالمية واستقرار السوق، لذلك يعدّ فهم هذه الديناميكيات أمرًا بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات فعالة وضمان استقرار سوق الطاقة.
وأوضح أن تجارة النفط العالمية من النفط الخام ومنتجاته قُدِّرت بنحو 53.3 مليون برميل يوميًا العام الماضي، وهو أعلى قليلًا مقارنة بعام 2021، ومع ذلك، ما تزال هذه المستويات أقلّ قليلًا مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، والتي بلغت نحو 56 مليون برميل يوميًا.
وأشار وزير الطاقة الإماراتي إلى أن الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط والغاز تشكّل أهمية بالغة للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب، حسبما ذكرت وكالة وام.
وشدد المزروعي على أن العالم يحتاج من 12 إلى 14 تريليون دولار في مجال الاستكشافات النفطية، بمعدل سنوي 600 مليار دولار لتلبية الاحتياجات، قائلًا: "لكي تكون الأسعار مناسبة للمستهلكين، يجب القيام باستثمارات.. فليس هناك حلّ يمكننا التفكير فيه لمواجهة حقيقة أن الموارد لن تكون كافية".
وأشار إلى أن لدى دولة الإمارات طموحات عالية في قطاع الغاز، عبر ضخ الاستثمارات في استكشاف الغاز الطبيعي وإنتاجه وتطوير البنية التحتية لتلبية الطلب المتزايد والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة، "وضمن جهودنا في القطاع تعمل شركة أدنوك الإماراتية على تطوير مشروع "غشا"، الذي يُعَدّ أكبر مشروع للغاز الحامض في العالم؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز والتصدير خارج حدود الدولة، إذ من المتوقع أن ينتج أكثر من 1.5 مليار قدم قياسية مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا".
أسعار النفط
قال وزير الطاقة الإماراتي، إن أسعار النفط تحدّدها السوق من خلال العرض والطلب، مشيرًا إلى أن "أوبك+" تسعى لتحقيق التوازن في السوق في ظل مواجهة تحدي نقص الاستثمارات بجميع أنواع الطاقة.
وأشار إلى أن القدرة الإنتاجية لدول "أوبك+" انخفضت خلال "2020-2023" بواقع 4 ملايين برميل نفط يوميًا، وهو ما يتطلب تحفيز الاستمارات في هذا القطاع المهم، داعيًا الشركات العالمية إلى زيادة الاستثمار في جميع الطاقات بما يحقق أمن الطاقة العالمي.
وقال المزروعي، إن قطاع الطاقة في الإمارات يؤدي دورًا حيويًا في إنجاح فعاليات قمة المناخ كوب 28 الذي تستضيفه الإمارات العام الجاري.
ولفت إلى التزام دولة الإمارات بتخفيض انبعاثات الكربون والوصول للحياد الكربوني بحلول 2050، ما يعني أن قطاع الطاقة يجب أن يؤدي دورًا رئيسًا في تحقيق هذا الالتزام، إذ أُعلِن ضمن تحديث إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، الوصول للحياد الكربوني في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، تماشيًا مع إعلان الدولة ولضمان تحقيق مستهدفاتها.
تحول الطاقة
أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي ضرورة العمل مع جميع البلدان لدفع خطة التحول في مجال الطاقة وتسريع عملية إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها.
وأشار إلى أن الإمارات تستثمر بشكل كبير في مصادر الطاقة المختلفة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة لتنويع مزيج الطاقة لديها وضمان الاستدامة على المدى الطويل، إذ تستهدف الدولة بجزء من إستراتيجيتها للطاقة 2050، استثمار ما يصل إلى 54.5 مليار دولار بحلول عام 2030، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الإمارات.
وأشار إلى أن الإمارات استثمرت في مشروعات الطاقة النظيفة أكثر من 40 مليار دولار على مدى السنوات الـ 15 الماضية، لتعزز من توجيه القطاع نحو توليد الكهرباء، وتوفير الطاقة بشكل أكثر استدامة، مع ضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار الشبكة.
وأكد أن الإمارات تؤدي دورًا رئيسًا بتحقيق التوازن في أسواق الطاقة العالمية، من خلال التزامها بسياسات الإنتاج والتصدير المسؤولة، ووفائها بالتزاماتها التعاقدية بوصفها موردًا موثوقًا للطاقة، إلى جانب دور مرافق الإمارات الإستراتيجية للتخزين الموجودة داخل الدولة وخارجها التي تسهم في ضمان إمدادات الطاقة دون انقطاع، خلال أوقات الاضطرابات.
وقال: "وضعت الإمارات خططاً طموحة لتنويع مصادر الطاقة لديها، وتعزيز كفاءة استعمالها، وتبنّي تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة، وبهدف مواكبة التوجهات المستقبلية، إذ قامت في وقت سابق من العام الجاري بتحديث إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، بهدف تحديد أهداف لعام 2030 وطموحات لعام 2050، لخفض الانبعاثات للوصول للحياد الكربوني في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول 2030، إلى جانب رفع مساهمة القدرة المركبة للطاقة النظيفة من إجمالي مزيج الطاقة إلى 30% بحلول 2030، لضمان البقاء على المسار الصحيح للحدّ من آثار تغيّر المناخ.
وقال وزير الطاقة الإماراتي، إن القدرة المركبة للطاقة النظيفة والمشروعات المُشغّلة في الإمارات لعام 2022 تسهم بنحو 15.6% في مزيج الطاقة، والمستهدف تحقيق 30% بحلول 2030، ضمن مشروع تحديث إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وأضاف أن دولة الإمارات تحتلّ المركز الثاني عالميًا في تحول الطاقة حسب مؤشر المستقبل الأخضر لسنة 2023، ضمن الإصدار الثالث من الترتيب المقارن لـ76 دولة ومنطقة حول قدرتها على تطوير مستقبل مستدام ومنخفض الكربون، والذي يقيس درجة تمحور اقتصادات الدول نحو الطاقة النظيفة والصناعة والزراعة والمجتمع، من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والابتكار والسياسة الخضراء.
وأوضح أن المؤشر يعمل على قياس الدول ضمن عدد من المحاور، وهي "انبعاثات الكربون وسرعة الانتقال/التحول إلى الطاقة والمجتمع الأخضر والابتكار النظيف وسياسة المناخ".
الهيدروجين في الإمارات
قال وزير الطاقة الإماراتي: "ضمن جهودنا لتسريع التحول في قطاع الطاقة، أطلقنا الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين التي تستهدف إنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين منخفض الكربون سنويًا بحلول عام 2031، وإن الإستراتيجية تشتمل على خطوات ملموسة لإنشاء اثنتين من واحات الهيدروجين ورفع عددها إلى 5 واحات بحلول عام 2050".
وقال خلال حلقة نقاش وزارية ضمن حفل افتتاح "أديبك 2023 حول موضوع "تسريع وتيرة الانتقال في الطاقة"، إن الإمارات تسعى لأن تصبح منتجًا ومصدرًا عالميًا لطاقة الهيدروجين منخفضة الكربون .. ونحن نمتلك الموارد الطبيعية والتكنولوجية التي تدعم التوجّه المستقبلي للدولة القائم على استغلال مصادر الغاز للحصول على الطاقة.
وأضاف وزير الطاقة الإماراتي: "نؤمن بالاستدامة، وقد اتخذنا خطوات عملية نحو هذا الاتجاه، ولدينا في دولة الإمارات مصادر بديلة للطاقة تسهم في تحقيق كفاءة القطاع".
ولفت إلى أن قمة المناخ كوب 28 (COP28) تركّز على دعم جهود الانتقال العالمي في قطاع الطاقة، وكذلك على حشد وتنسيق الجهود من أجل زيادة القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة 3 مرات، وتسريع العمل على خفض الانبعاثات من قطاع الصناعة.
وأكد أن التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة في الإمارات يجعلها واحدة من أسرع الدول نموًا في العالم، مع مواصلة خطواتها المتسارعة للوصول إلى مستهدفاتها في بلوغ القدرة الإنتاجية من الطاقة النظيفة إلى 19.8 غيغاواط بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة الإماراتي: أوبك+ لا يستهدف سعرًا محددًا.. ومستمرون في إنتاج النفط
- وزير الطاقة الإماراتي يعلن انضمام بلاده إلى التحالف العالمي للوقود الحيوي
اقرأ أيضًا..
- تطورات إنتاج الغاز في مصر قبل تصفية أصول شركة بريطانية
- إنتاج الغاز المغربي يبشر بعوائد كبيرة في النصف الثاني من 2023
- الجزائر تترقب 4 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر قبل نهاية 2024