تخزين الهيدروجين تحت الأرض في سلطنة عمان.. إمكانات واعدة تجذب أنظار العالم
ياسر نصر
تمتلك سلطنة عمان إمكانات واعدة لتخزين الهيدروجين تحت الأرض، وهو ما جعلها محط أنظار العالم، وكبرى شركات الطاقة العالمية التي تسعي لضخّ استثمارات ضخمة في هذا المورد المهم.
وفي هذا الإطار، شاركت وزارة الطاقة والمعادن اليوم الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول (2023) في ورشة عمل فنية بعنوان "طرق تخزين الطاقة تحت الأرض"، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
استعرض مسؤولو الوزارة خلال ورشة العمل مقومات سلطنة عمان في تخزين الهيدروجين تحت الأرض، إذ تمتلك موارد جيولوجية مثل القبب الملحية وتكوينات الصخور المسامية.
يمثّل تخزين الهيدروجين عقبة أساسية أمام انتشاره حول العالم، وتسعى غالبية الدول والشركات العالمية إلى حلول من أجل التوسع في استعمال الوقود منخفض الكربون، والذي يُنظَر إليه منقذًا للعالم من تداعيات تغير المناخ.
تخزين الهيدروجين تحت الأرض في سلطنة عمان
أكد مسؤولو وزارة الطاقة والمعادن أن الإمكانات التي تتمتع بها سلطنة عمان تفتح الباب أمام استثمارات من شأنها أن تكون مدخلًا لاستعمال الطاقة المتجددة في إنتاج الهيدروجين والتقليل من الانبعاثات الكربونية، مما يمنح السلطنة دورًا إقليميًا مهمًا في مجال تخزين الهيدروجين تحت الأرض.
واستعرضت الورشة التقنيات الحديثة والمشروعات القائمة بمجال تخزين الطاقة تحت الأرض في دول الإتحاد الأوروبي، وأميركا الشمالية، والفرص الواعدة في السلطنة.
ومن شأن قدرات تخزين الهيدروجين تحت الأرض في سلطنة عمان، أن يمنحها المزيد من الأفضلية في جذب الاستثمارات العالمية بهذا المجال، مستقبلًا.
تأتي ورشة اليوم قبل انعقاد قمة عمان للهيدروجين الأخضر المقرر إقامتها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، تحت رعاية وزارة الطاقة والمعادن، والتي ستستعرض أحدث ما توصلت إليه التقنيات في مجال تخزين الهيدروجين تحت الأرض، وأبرز الفرص والاستثمارات المستهدفة في هذا القطاع الحيوي.
يشكّل تخزين الهيدروجين عنصرًا حاسمًا في اقتصاد الوقود النظيف، خاصة عند بدء استعماله على نطاق واسع، إذ ما تزال الطرق الحالية لإنتاج الهيدروجين باهظة الثمن، ومن ثم لا يمكنه منافسة الوقود الأحفوري، وأصبح هناك حاجة ماسّة لتطوير أنظمة تخزين فعالة من حيث التكلفة والموثوقية لتعزيز تطوير القطاع.
وبيّنت دراسة حديثة أن مكامن النفط والغاز هي الحل الأمثل لتخزين الهيدروجين تحت الأرض، مشيرة إلى أن استعمال مكامن النفط والغاز الناضبة لتخزين وقود المستقبل قد يخفض تكلفة التخزين إلى 1.29 دولارًا/كيلوغرام.
وأشارت الدراسة الأيرلندية إلى أنه قد تستفيد عملية تخزين الهيدروجين تحت الأرض من التقنيات المتطورة في التخزين الجيولوجي للغاز الطبيعي وثاني أكسيد الكربون.
الهيدروجين في سلطنة عمان
تمتلك سلطنة عمان إمكانات واعدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ما جعلها تجذب أنظار وكالة الطاقة الدولية والعديد من الخبراء الأجانب الذي توقّعوا أن تكون في قائمة أكبر الدول المرشحة لتصدير الهيدروجين حول العالم بحول 2030.
وتستهدف سلطنة عمان إنتاج ما لا يقلّ عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، وسط توقعات بارتفاع إلى 3.75 مليون طن بحلول 2040، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُتوقع تضاعف إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، ليصل إلى 8.5 مليون طن بحلول 2050، وهو ما سيكون أكبر من الطلب الأوروبي الحالي على الهيدروجين.
تراهن وكالة الطاقة الدولية على أن تصبح سلطنة عمان سادس أكبر مُصدّر للهيدروجين عالميًا، والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، إذا صارت خريطة طريق إنتاج الهيدروجين في مسارها الصحيح.
ويتطلب هدف إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، البالغ مليون طن بحلول 2030، توفير حجم كهرباء هائلة من مصادر الطاقة المتجددة تصل إلى 50 تيراواط/ساعة لتحقيق هذا الهدف بحلول 2030، ما يتجاوز الحجم الحالي لنظام الكهرباء في البلاد بأكمله.
كما يتطلب الهدف استثمارًا تراكميًا يبلغ 33 مليار دولار بحلول عام 2030، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار لرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30%.
وللمضي قدمًا في تطوير الإستراتيجية، وقّعت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم" في يونيو/حزيران الماضي اتفاقيتين لتطوير مشروعين جديدين لإنتاج الهيدروجين الأخضر في محافظة الوسطى، باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار.
وتتعاون "هايدروم" مع كل من تحالفي "بوسكو-إنجي" و"هايبورت الدقم" لإنتاج 250 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، ويعادل ذلك 6.5 غيغاواط من سعة الطاقة المتجددة.
ووصل عدد مشروعات التي وُقِّعت بقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان إلى 5 مشروعات، تتجاوز قيمتها الاستثمارية 30 مليار دولار، ويُتوقع إنتاج 750 ألف طن من الوقود النظيف.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أبرز المعلومات حول إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان:
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: سلطنة عمان الخيار الأمثل للاستثمار في الهيدروجين الأخضر
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يقود مسارات الحياد الكربوني.. وهذا دور الأمونيا
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن النفط والغاز في المغرب يشهد تحركات من شركات عالمية
- أكبر 5 صفقات نفط عالمية في أغسطس تشهد صدارة مصر وليبيا
- باحث فرنسي: هيمنة الغاز الروسي على أوروبا انتهت بفضل 4 دول عربية