أخبار الهيدروجينأخبار الغازرئيسيةغازهيدروجين

نجاح مشروع مزج الهيدروجين الأخضر بالغاز في الهند

دينا قدري

أثبتت الهند الجدوى الاقتصادية لمزج الهيدروجين الأخضر بالغاز الطبيعي، من خلال مشروع تجريبي تنفّذه شركة الطاقة العملاقة التي تديرها الدولة، إن تي بي سي (NTPC)، على مدار الأشهر الـ9 الماضية.

وقال كبير مديري أعمال الهيدروجين في الشركة الهندية، دي لاكشمانان، إن مزج الهيدروجين الأخضر سيصبح حلًا قابلًا للتطبيق مستقبلًا في الهند.

وقد جرى تشغيل المشروع التجريبي في 2 يناير/كانون الثاني 2023، وهو عبارة عن جهد مشترك بين شركة "إن تي بي سي" وشركة غوجارات غاز.

ويمزج المشروع من 5 إلى 20% من الهيدروجين الأخضر في شبكة الغاز الطبيعي عبر الأنابيب، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تكلفة مزج الهيدروجين الأخضر بالغاز

فيما يتعلق بنتائج المشروع التجريبي إلى جانب مقارنة التكلفة، أشار دي لاكشمانان، في حدث أقيم مؤخرًا، إلى أنه عند مزج ما يصل إلى 10% من الهيدروجين الأخضر بالغاز عبر الأنابيب، فإن التكلفة ستكون اقتصادية للغاية مقارنةً بغاز النفط المسال.

وفقًا للبيانات التي شاركتها "إن تي بي سي" في عرضها التقديمي في هذا الحدث، بلغت فائدة استعمال مزج الهيدروجين الأخضر بالغاز عبر الأنابيب بنسبة 5% مقارنةً بغاز النفط المسال 63.95 روبية (0.77 دولارًا أميركيًا) شهريًا، وارتفعت فائدة مزج الهيدروجين بنسبة 10% إلى 5.77 روبية (0.07 دولارًا) شهريًا.

(الروبية الهندية= 0.012 دولارًا أميركيًا)

ومع ذلك، إذا مُزِج الهيدروجين الأخضر بالغاز بنسبة تزيد عن 10%، فستكون التكلفة مرتفعة بعض الشيء، ومع ذلك، إذا جرى ذلك بنطاق تجاري، فستُخفض التكلفة، وفق ما نقلته صحيفة "إيكونوميك تايمز" (Economic Times).

ووجدت نتائج تحليل المشروع لتكوين الغاز عند مزج 5% تجانسًا مثاليًا في الغاز الطبيعي مع مزج الهيدروجين، وأن هذا القدر الكبير من المزج ليس له أيّ آثار سيئة في شبكة خطوط الأنابيب.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الحدّ الأقصى للهيدروجين في شبكات نقل الغاز الطبيعي:

خطوط الغاز - نقل وتصدير الهيدروجين

تفاصيل المشروع التجريبي في الهند

يُنتَج الهيدروجين الأخضر في هذا المشروع عن طريق التحليل الكهربائي للمياه، باستعمال الكهرباء من مشروع الطاقة الشمسية العائمة الذي تبلغ طاقته 1 ميغاواط في كاواس.

ويُخزَّن الهيدروجين الأخضر المنتج، ومن ثم يُضخ إلى شبكة الغاز عبر الأنابيب، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مديرو أعمال الهيدروجين في شركة "إن تي بي سي" دي لاكشمانان، إن هذا المشروع التجريبي يختلف عن مشروعات المزج العادية التي تُنفَّذ باستعمال شبكات الغاز عبر الأنابيب أو شبكات توزيع الغاز في المدن.

وأوضح أن استهلاك أو تدفّق الغاز الطبيعي ليس موحدًا في هذا المشروع التجريبي؛ إذ يجب مراقبة تدفّق الغاز الطبيعي بشكل مستمر.

ونظرًا لأنه مشروع محلي، فإن استهلاك الغاز المحلي كبير جدًا؛ لذا يجب أن يكون النظام قادرًا على اكتشاف هذه الاختلافات، وحقن الكمية المطلوبة من الهيدروجين حتى عند التدفق المنخفض أيضًا.

وأضاف لاكشمانان: "بهذه الطريقة، يعدّ هذا المشروع مميزًا، إذ يمكن التحكم الدقيق جدًا في صمامات التحكم والأنظمة الأخرى".

حتى الآن، لم تُلْحَظ أيّ مشكلة في المشروع التجريبي منذ تاريخ تشغيله، بدءًا من تصميم النظام، وحتى جانب العمليات، حسبما أبلغت "إن تي بي سي".

نقل الهيدروجين في شبكات الغاز الحالية

كان خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، قد سلّط الضوء على استعمال شبكات نقل الغاز الطبيعي الحالية في نقل الهيدروجين، لتوفير التكلفة الرأسمالية الكبيرة المطلوبة لبناء شبكات جديدة للهيدروجين.

وأشار عبدالمعطي -في مقال نشرته منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن صناعة الغاز الطبيعي تمتلك شبكات نقل وتوزيع واسعة النطاق تنتشر في العديد من دول العالم، يصل مجموع أطوالها إلى قرابة 3 ملايين كيلومتر.

وأوضح أن استعمال خطوط الغاز الطبيعي لنقل الهيدروجين ليس بالأمر الجديد، بل كان الغاز الطبيعي الغني بالهيدروجين يُستعمل مطلع القرن الـ20 غازًا للمدينة في عدّة دول، من بينها بريطانيا والولايات المتحدة.

خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي

وكانت نسبة الهيدروجين تصل في خليط الغاز إلى نحو 50%، لكن في الوقت نفسه كانت الأجهزة المستعملة آنذاك (الطهي والتدفئة) مصممة للعمل مع الغاز الغني بالهيدروجين، بحسب خبير أوابك.

وكتب عبدالمعطي: "بناءً على هذا الإرث القديم، بدأ بعض الدول في دراسة الحدود القصوى المسموح بها لخلط الهيدروجين مع الغاز في شبكات نقل الغاز القائمة، دون أن يتسبب ذلك بضرر على المستعمِلين النهائيين، أو يتطلب تحويلات جوهرية في شبكات الغاز التي ستنقل الخليط الجديد (خليط الهيدروجين والغاز الطبيعي)".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق