يشهد إنتاج النفط في دلتا النيجر عدّة مخاطر هذه الآونة، خاصة بأكبر المواقع في تلك المنطقة الغنية بالخام.
ونجحت السلطات النيجيرية بمنع سكان مجتمعات "أوغبوجنجو" و"أغبورودو" و"ديغيلي" في ولاية دلتا من وقف تشغيل محطة أوتومارا النفطية التي تديرها شركة شل العالمية بعد اقتحامها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بانش" المحلية (punchng).
ويهدد توقّف الإنتاج بالمحطة في أكبر منتج للنفط في أفريقيا بخسارة 20 ألف برميل نفط يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، قال ممثل مجتمع أغبورودو إسحاق بوتوسان، إنهم سيواصلون احتلال المحطة مع استمرار تشغيلها، لحين حلّ الأمر.
كانت المجتمعات المحلية الـ3 قد أسست -وفقًا لبنود قانون صناعة النفط- صندوقًا ائتمانيًا لتطوير المجتمع المضيف للمحطة في أوتومارا، لكن شركة شل ولجنة تنظيم صناعة النفط في نيجيريا رفضا ذلك.
تفاصيل الاحتجاجات
بدأت الاحتجاجات بتجمّع سلمي يوم الأربعاء الماضي (23 أغسطس/آب 2023)، حينها أعطى المتظاهرون إدارة شركة شركة شل مهلة مدّتها 48 ساعة لقبول مطالبهم، وإلّا ستواجه خطر الإغلاق التامّ.
ونجح مسؤولو لجنة تنظيم النفط بإثناء المتظاهرين عن إغلاق محطة أوتومارا لإنتاج النفط في دلتا النيجر، حسب تقرير نشرته صحيفة "فرش هانغ لنع" (freshangleng) المحلية.
وقال ممثل اللجنة المهندس أولوسجون أوغونجوبي، إن اللجنة تقف تمامًا إلى جوار المجتمعات الـ3 بشأن إقامة الصندوق الائتماني لتطوير المنطقة المضيفة للمحطة، وأنها ستدعو جميع أصحاب المصالح للاجتماع، للتوصل إلى حلّ.
كما دعا مفوض شؤون النفط والغاز بولاية دلتا، أولوروغون فينست أويبود، يوم أمس السبت 26 أغسطس/آب 2023، المتظاهرين إلى الحوار بصورة ودّية مع الشركة متعددة الجنسيات.
وقال: "تحمل المحطة، التي تُنتج 20 ألف برميل يوميًا من النفط في أوتومارا، أهمية اقتصادية بالغة لكلٍ من الحكومة الاتحادية وولاية دلتا"، مؤكدًا أن حكومة الولاية ستواصل التدخل عند الضرورة، وأن الخلاف قابل للحلّ.
يقع حقل أوتومارا النفطي غرب منطقة دلتا نهر النيجر في مربع "أو إم إل 43"، وتديره شركة شل الأنغلو هولندية في نيجيريا إلى جانب كلّ من إيني الإيطالية وتوتال إنرجي الفرنسية ومؤسسة النفط الوطنية النيجيرية "إن إن بي سي".
وبحسب أحدث البيانات، استُخرِجت 98.12% من كل الاحتياطيات القابلة للاستخراج في الحقل الذي بلغ ذروة إنتاجه عام 1990، ومن المتوقع استمراره حتى 2033، بحسب تقرير نشرته موقع "أوفشور تكنولوجي" (offshore-technology)، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
قانون صناعة النفط في نيجيريا
يعترض المتظاهرون على عدم تنفيذ شركة شل لقانون صناعة النفط في نيجيريا، الذي يمنح المجتمعات المضيفة حق إقامة صندوق ائتماني للتنمية المحلية.
يقول المتظاهرون، إن المجتمعات المحلية تبنّت بصورة مشتركة إقامة "صندوق مجتمع أوتومارا المضيف"، إذ يرون أن أيّ حلّ دون قبول مطالبهم مرفوض.
يقول أحد قادة مجتمع أوغبورودو، ألكس إينغو، إنهم منحوا الشركة مهلة سابقة مدّتها 30 يومًا، إلّا أنها انتهت دون التوصل إلى حلّ.
وأضاف: "المحطة التي تديرها شل في أوتومارا هي الأكبر في ولاية دلتا، وإذا قررنا إغلاقها اليوم، ستخسر شل ونيجيريا 20 ألف برميل يوميًا من النفط".
وتابع: "عليهم إنشاء مجتمع مضيف خاص بنا يحمل اسم صندوق ائتماني لتطوير المجتمع المضيف في أوتومارا، للمجتمعات الـ3".
ويؤكد أنه في حالة حدوث تسرب للنفط في نيجيريا وتدهور للبيئة، فسيكون سكان أوغبورودو والجماعات الأخرى هم الأكثر تضررًا عن غيرها.
وفي هذا السياق، يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات نيجيريا من النفط والمكثفات حتى مايو/أيار 2023:
تمويلات جديدة
في سياق متصل، من المتوقع أن تشهد منطقة دلتا نهر النيجر في نيجيريا تمويل مشروعات جديدة بقطاعي الكهرباء والطرق بتكلفة تصل إلى نحو 27.3 مليار دولار أميركي، حسب تقرير نشرته صحيفة "بانش"، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تقول لجنة تنمية دلتا النيجر في وثيقة بعنوان "بحر من الفرص من منطقة دلتا النيجر"، إن تكلفة إنشاء مشروع مجمع للكهرباء ستصل إلى نحو 13 مليار دولار، في حين سيكلّف مشروع بناء الطريق الشرقي - الغربي الساحلي 24.3 مليار دولار.
عن مشروع المجمع، تقول اللجنة، إن شبكة الكهرباء التي تضم 19 محطة تعمل بالغاز، ستربط الولايات الـ9 بالمنطقة لتزوّدها بالكهرباء الرخيصة والموثوقة والمستدامة.
وأضافت أن الخطة تتضمن إقامة شبكة بسعة 330 كيلوفولط، وهي مجمع الكهرباء لمنطقة دلتا النيجر، وستزوّد مراكز الأحمال الكهربائية وهي 27 مركزًا صناعيًا بـ7 غيغاواط من الكهرباء المدعومة.
موضوعات متعلقة..
- فساد النفط في نيجيريا يتوالى.. اتهام وزيرة سابقة بارتكاب جرائم رشوة
- اتهام الجيش بسرقة النفط في نيجيريا.. ورد حاسم من "البحرية"
- "تعزيز قدرات تصدير النفط في نيجيريا بـ4 ملايين برميل إضافية
اقرأ أيضًا..
- مسؤول سابق: النفط الإيراني مُحاصَر.. والخفض السعودي غير كافٍ للمنافسة
- محطات الكهرباء الافتراضية.. رقم مهم في معادلة الحياد الكربوني (تقرير)
- مصفاة الدقم العمانية.. أحد أكبر مشروعات التكرير في الشرق الأوسط (تقرير)