قمة كوب 28 تسعى لإعادة تشكيل مسار العمل المناخي عالميًا
مع بقاء 100 يوم فقط على انطلاق قمة كوب 28، تُكثّف دولة الإمارات العربية المتحدة أنشطتها استعدادّا لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي تُعقد عليه الآمال بالخروج بقرارات مصيرية تسهم في إنقاذ كوكب الأرض من تداعيات تغير المناخ.
وتسعى كوب 28 لإعادة تشكيل مسار العمل المناخي الدولي بحضور أكثر من 70 ألف مشارك، بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب.
وفي هذا الصدد، دعا وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف كوب 28، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، المعنيين كافة ومختلف شرائح المجتمع في دولة الإمارات، إلى الإسهام في إنجاح استضافة قمة المناخ كوب 28، وفق ما نشرته اليوم الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023 وكالة الأنباء الإماراتية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك بمناسبة بدء العدّ التنازلي لانطلاق قمة كوب 28 بعد 100 يوم في مدينة إكسبو دبي في المدة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبلين، والذي سيكون أكبر مؤتمر دولي تستضيفه دولة الإمارات، وأهم مؤتمر عالمي يركّز على التصدي لتداعيات تغيُّر المناخ.
وقال الجابر: "كلّنا ثقة بأن المجتمع في دولة الإمارات سيرحّب بالعالم، ويقدّم صورة واقعية تسهم بتعريف العالم بإرثنا الغني في مجال الاستدامة والعمل المناخي، خاصةً أن الاستضافة ستتيح الفرصة لتوحيد الجهود والاستفادة من تبادل الخبرات والثقافات والمعارف خلال مدة انعقاد المؤتمر".
مد جسور التواصل
قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن رئاسة القمة تسعى إلى مدّ جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي، لتكون قمة كوب 28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.
وستشهد قمة كوب 28 الحصيلة العالمية الأولى للتقدم في أهداف اتفاق باريس الذي جرى التوصل إليه في قمة كوب 21.
ومع وجود مؤشرات تؤكد أن العالم ما يزال بعيدًا عن المسار الصحيح لتحقيق هذه الأهداف، تركّز رئاسة قمة كوب 28 على تحقيق نتائج تفاوضية طموحة، وإعداد جدول أعمال عملي، لتحويل التعهدات والوعود إلى تقدّم ملموس في التصدي لأزمة المناخ عبر إجراء تصحيح جذري لمسار العمل المناخي العالمي.
وقال الجابر: "توصَّل العالم لاتفاق باريس قبل 8 سنوات، وحان الوقت لإعادة الأمل من خلال التكاتف والعمل، إذ يبدأ اليوم العدّ التنازلي لانطلاق قمة كوب 28 التي تُمثّل محطة حاسمة ومحورية لنتَّحد، ونعمل، وننجز من أجل صياغة مستقبلنا المشترك، وحشد الجهود والسعي لتحقيق توافق في آراء القادة والأفراد من مختلف أنحاء العالم، لإيجاد حلول ملموسة وفعالة تحقق أهداف العمل المناخي".
4 ركائز في قمة كوب 28
تركّز خطة العمل في قمة كوب 28 -وفق الجابر- على وضع خريطة طريق لبناء مستقبل مستدام ومرن للعالم عبر 4 ركائز، تشمل تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير أداء التمويل المناخي، والحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام.
وستتيح قمة كوب 28 منصة تحتوي الجميع وتعزز تكاتف الجهود العالمية وتتيح للأطراف المعنية تقديم حلول عملية عبر هذه الركائز للحفاظ على إمكان تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وستقوم دولة الإمارات بدور ريادي لتسهيل توصل الأطراف المعنية كافة إلى توافق في الآراء حول خريطة طريق واضحة لتسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة وتطبيق نهج "عدم ترك أحد خلف الركب"، لضمان احتواء الجميع في العمل المناخي.
وتهدف قمة كوب 28 إلى إنجاز تغيير ملموس والانتقال بمؤتمر الأطراف من كونه منصةً للحوار والتفاوض، إلى اتخاذ إجراءات فعلية لإحداث التغيير الإيجابي على المستويات كافة.
اقرأ أيضًا..
- أول شحنة غاز مسال تتحرك عبر طريق بديل لقناة السويس
- أنس الحجي: النفط سلعة إستراتيجية وسياسية.. والسعودية المدير الفعلي
- ندرة الوقود في إيران تخلق أزمة خطيرة لحكومة طهران (مقال)