التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

أزمة المناخ تزيد من مخاطر الاضطرابات الجوية وتهدد حياة الركاب (دراسة)

نوار صبح

يتكشف للعلماء والباحثين يومًا بعد يوم تداعيات أزمة المناخ ومخاطرها على كوكب الأرض، التي بلغ تأثيرها برًا وبحرًا وجوًا، إذ توصلت دراسة جديدة إلى أن الهواء الدافئ، الناجم عن انبعاثات الكربون، يتسبّب في زيادة اضطراب الرحلات الجوية حول العالم، وأن الاختلال الشديد يتركز في شمال المحيط الأطلسي بنسبة 55% منذ عام 1979.

وذكرت الدراسة أن أزمة تغير المناخ تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في أثناء الرحلات الجوية، ما يتسبّب في ارتفاع التكاليف وزيادة المخاطر على الركاب وأفراد الطاقم، حسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (the guardian) في يونيو/حزيران الجاري، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المؤلف المشارك في إعداد الدراسة، الباحث لدى جامعة ريدينغ، مارك بروسر، "إن كل دقيقة إضافية تقضيها بالسفر في أثناء الاضطرابات تزيد من تآكل الطائرة، فضلًا عن خطر إصابة الركاب والمضيفين".

وأضاف أن الاضطراب يتسبب في عرقلة الرحلات الجوية، ويمكن أن يكون خَطرًا في بعض الأحيان، مؤكدًا أن "على شركات الطيران التفكير في طريقة إدارة الاضطرابات المتزايدة، إذ تكلّف القطاع ما بين 150 و500 مليون دولار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها".

تأثير أزمة المناخ

أشارت دراسات سابقة إلى أن أزمة المناخ وارتفاع درجة الحرارة يمكن أن تزيدا اضطرابات الرحلات الجوية، لكن عالم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ، المؤلف المشارك في إعداد الدراسة، البروفيسور بول ويليامز، ألمح إلى أن هذا يُعدّ أول دليل على حدوث ذلك.

وأوضح: "يجب أن نستثمر في تحسين التنبؤ بالاضطرابات وأنظمة الكشف، لمنع الهواء الأكثر دفئًا وشِدّة من زيادة اضطراب الرحلات الجوية في العقود المقبلة".

ويرى المحللون أن المناخ سريع التغير يؤثر في الرحلات الجوية، إذ يعمل تيار الهواء النفاث السريع فوق المحيط الأطلسي على إطالة أوقات السفر، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليل الوزن الذي يمكن أن تحمله الطائرات.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- انبعاثات الكربون المباشرة من قطاع الطيران في سيناريو الحياد الكربوني:

انبعاثات الكربون المباشرة من قطاع الطيران

انبعاثات الكربون من قطاع الطيران

تُعدّ انبعاثات الكربون من قطاع الطيران دافعًا مهمًا لأزمة المناخ، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووجدت الدراسة، المنشورة في مجلة "جيوفيزيكال ريسيرتش لترز" الأميركية، أنه في نقطة نموذجية فوق شمال المحيط الأطلسي، أحد أكثر طرق الطيران ازدحامًا في العالم، زادت المدة السنوية الإجمالية للاضطرابات الشديدة بنسبة 55% من 17.7 ساعة في عام 1979 إلى 27.4 ساعة في 2020.

وأضافت الدراسة أن الاضطراب المعتدل زاد بنسبة 37% من 70 إلى 96.1 ساعة، وزاد الاضطراب الخفيف بنسبة 17% من 466.5 إلى 546.8 ساعة.

وقال مؤلفو الدراسة، إنه في حين شهدت الولايات المتحدة وشمال المحيط الأطلسي أكبر الزيادات، سجلت طرق الطيران الأخرى المزدحمة فوق أوروبا والشرق الأوسط وجنوب المحيط الأطلسي زيادات كبيرة في الاضطرابات.

وقال عالم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ المؤلف المشارك في إعداد الدراسة، البروفيسور بول ويليامز: "بعد عقد من البحث تبيَّن أن تغير المناخ سيزيد من اضطراب الهواء النقي في المستقبل، لدينا الآن أدلة تشير إلى أن الزيادة قد بدأت".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق