غازالتقاريرتقارير الغازرئيسية

سوق التوربينات الغازية تنمو بأكثر من 3 مليارات دولار بحلول 2027

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • سوق التوربينات الغازية تشهد مستقبلًا واعدًا
  • ستساعد التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة على تحقيق المستويات المستهدفة من الانبعاثات الكربونية
  • يتنامى التحول إلى توليد الكهرباء بالتوربينات الغازية في دول عديدة
  • أحد التحديات الرئيسة هي التقلبات المستمرة التي تشهدها سوق الغاز الطبيعي

شهدت سوق التوربينات الغازية نموًا متسارعًا خلال السنوات القليلة الماضية، إذ يُعول على تلك التقنية في خفض الانبعاثات الكربونية من عمليات توليد الكهرباء، ما يُؤدي دورًا مهمًا في جهود التنمية الاقتصادية المستدامة.

وتبقى هناك حزمة من التحديات التي تعرقل نمو تلك السوق الحيوية وازدهارها، في مقدمتها أسعار الغاز الطبيعي المتذبذبة باستمرار، والتي قد تغلّف هذا القطاع بحالة عدم يقين تهدد تدفق الاستثمارات على تلك السوق التي تبدو واعدة.

وبين هذا الأمل وتلك التحديات، توقع تقرير حديث صادر عن شركة تكنافيو Technavio للأبحاث التقنية، نمو سوق التوربينات الغازية بواقع 3 مليارات و357 مليون دولار أميركي، خلال المدة من عام 2022 إلى 2027، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 3.05%، بحسب ما نشره الموقع الإلكتروني للشركة.

وتعتمد فكرة عمل التوربينات الغازية على تسخين خليط من الهواء والوقود عند درجات حرارة عالية جدًا، ما يتسبّب في دوران ريش التوربينات، إذ تعمل التوربينات الدوارة على تشغيل مولد يُنتج بدوره التيار الكهربائي، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

إلى ذلك، يمكن استعمال التوربينات الغازية مع التوربينات البخارية -في محطة توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة- لتوليد الكهرباء بكفاءة عالية.

ويشير مصطلح الدورة المركبة في عملية توليد الكهرباء إلى تلك الدورة التي تتألف من محركات حرارية، والتي تعمل بالتتابع بمصدر الحرارة نفسه، محولةً هذا المصدر إلي طاقة ميكانيكية توظف مباشرة في توليد الكهرباء باستعمال مولدات متخصصة.

عوامل النمو

قال التقرير، إن نمو سوق التوربينات الغازية يعتمد على عوامل عدة، من بينها نمو قاعدة توليد الكهرباء الموزَعة، والتركيز على خفض الانبعاثات الكربونية التي تُعد المسبب الرئيس للتغيرات المناخية.

وأوضح التقرير، أن نمو سوق التوربينات الغازية يأتي مدعومًا بالزيادة في الطلب على التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة "سي سي جي تي" CCGT من قبل محطات الكهرباء، بفضل كفاءتها ومعدل إنتاجيتها العالية.

وأشار التقرير إلى أن وفرة الغاز الطبيعي وتكلفته المنخفضة قد ساعدتا الشركات على بناء محطات طاقة حرارية جديدة تعمل بالغاز الطبيعي.

وساعد هذا على زيادة عدد محطات الكهرباء العاملة بالتوربينات الغازية ذات الدورة المركبة.

وعلى المدى الطويل، ستساعد التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة -أيضَا- على تحقيق المستويات المستهدفة من الانبعاثات الكربونية.

وعلاوة على ذلك، فإن المخاوف البيئية المتنامية تحفّز التوجهات التي تفضّل توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، على استعمال الفحم -المُضر بالبيئة- لأداء تلك المهمة، وهو ما سيؤثر إيجابيًا في سوق التوربينات الغازية.

عمال في المرحلة النهائية لتصنيع توربين غازي
عمال في المرحلة النهائية لتصنيع توربين غازي - الصورة من سيمنس برس

تحديات الصناعة

رغم آفاقها التي تبدو إيجابية للغاية، تواجه سوق التوربينات الغازية العالمية مجموعة من التحديات التي تعرقل نموها بصفتها صناعة يُعول عليها في توليد الكهرباء منخفضة الكربون.

ولعل أحد تلك التحديات الرئيسة في هذا الصدد هي التقلبات المستمرة التي تشهدها سوق الغاز الطبيعي.

فمن أجل حماية أسعار الكهرباء من التذبذبات، دائمًا ما تسعى الشركات والمرافق المتخصصة في إنتاج تلك السلعة الإستراتيجية إلى الحفاظ على محفظة متوازنة من المواد الأولية.

وفي ظل التحول السريع إلى محطات الكهرباء العاملة بالتوربينات الغازية سعيًا لتوليد الكهرباء النظيفة، سيزداد الاعتماد -بديهيًا- على الغاز الطبيعي.

وعلاوة على ذلك، فإنه وفي ظل أسعار الغاز الطبيعي المنخفضة، تبدو آفاق الاعتماد المفرط على تلك السلعة الحيوية في توليد الكهرباء أقل ضررًا.

لكن مع الأخذ في الحسبان التوجه التاريخي لأسعار الغاز الطبيعي، فإن الاعتماد الزائد على هذا الوقود الأحفوري -الأقل ضررًا بالبيئة- سيعرّض المستهلكين لأسعار السلعة المرتفعة، بدافع الطلب المتزايد عليها وتعافي أسعار النفط الخام.

ومن ثم ستؤثر تلك العوامل سلبًا في سوق التوربينات الغازية العالمية خلال مدة التوقعات الممتدة من عام 2022 إلى 2030.

"آسيا المحيط الهادئ" الأولى عالميًا

تبرز منطقة آسيا المحيط الهادئ الأولى عالميًا في إسهاماتها في نمو سوق التوربينات الغازية، إذ استحوذت على ما نسبته 34% من نمو السوق العالمية خلال مدة التوقعات، وفق تقرير شركة تكنافيو للأبحاث، تثبتت منه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أن هناك إمكانات جيدة في صناعة التوربينات الغازية في منطقة آسيا المحيط الهادئ، موضحًا أن الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين وإندونيسيا تركز -أساسًا- على توليد الكهرباء بتقنيات فاعلية، بهدف استدامة النمو الاقتصادي لديها.

ومع دعم الحكومات لتبني الطاقة النظيفة، يتنامى التحول إلى توليد الكهرباء بالتوربينات الغازية في تلك الدول.

ومع ذلك، تُعد الهند واحدة من الدول التي تعتمد بقوة على الفحم في توليد الكهرباء.

لكن المخاوف البيئية تُسهم في تقليص أنشطة تعدين الفحم، ما يزيد نطاق توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي.

 

صفقات ناجحة

ويعزّز بعض البائعين سعة إنتاجيتهم في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز" Mitsubishi Heavy Industries اليابانية في يناير/كانون الثاني (2020) عمليات كاملة في شركة تابعة لها حديثة التأسيس في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

وبالمثل، أبرمت ميتسوبيشي باور، الشركة التابعة لمجموعة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز"، في أكتوبر/تشرين الأول (2020)، عقدًا لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاءات لمحطة كهرباء سعة 1400 ميغاواط في تايلاند.

وستضطلع ميتسوبيشي باور بمهمة تزويد توربيني غاز من طراز "إم 70 1 جيه إيه سي" لمحطة كهرباء تعمل بالتوربينات الغازية ذات الدورة المركبة.

ومن الممكن أن تسرع تلك الاتفاقيات الجديدة من وتيرة النمو في منطقة آسيا المحيط الهادئ خلال مدة التوقعات.

تأثير كورونا

تأثرت سوق التوربينات الغازية في منطقة آسيا المحيط الهادئ سلبًا بتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

ومع ذلك، أدت حملات التطعيم واسعة النطاق -في النهاية- إلى رفع قيود الإغلاق ذات الصلة بالوباء في العام قبل الماضي (2021).

وقد قاد هذا إلى استئناف العمليات في محطات توليد الكهرباء العاملة بالتوربينات الغازية، ما يعزز بدوره الطلب على تلك التوربينات في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

إلى جانب ذلك هناك زيادة في الطلب التجاري والصناعي على الكهرباء، ما يغذّي بدوره التوقعات بأن تشهد صناعة التوربينات الغازية في المنطقة المذكورة نموًا خلال المدة المذكورة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق