رئيسية أخبار الغاز النشرة الاسبوعية سلايدر الرئيسية عاجل غاز

أدنوك تكشف تطورات استحواذها على نيوميد الإسرائيلية.. وأهمية كبيرة لمصر

دينا قدري

2023-08-16

0 9٬134

تعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك على إنهاء صفقة استحواذ على حصة في شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية، بما يعزز وجودها في قطاع الغاز بمنطقة شرق البحر المتوسط.

وقدّمت أدنوك في مارس/آذار 2023 عرضًا مع شركة النفط البريطانية "بي بي" (BP)، للاستحواذ على 50% من نيوميد، التي تُعد أكبر مساهم في حقل ليفياثان الإسرائيلي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعليقًا على الصفقة، قال الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في "أدنوك"، مصبح الكعبي: "نعمل مع شركة بي بي لإنجاحها.. لسنا وحدنا.. العديد من شركات النفط الدولية الأخرى لها مصلحة في تلك المنطقة (شرق البحر المتوسط)".

وأضاف الكعبي، أن هذه المنطقة تمتلك موارد غاز غنية وغزيرة الإنتاج، مشددًا على أهمية قربها من سوق رئيسة مثل أوروبا، في مقابلة أجراها مع منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، في 15 أغسطس/آب 2023.

أهمية الغاز في إسرائيل ومصر

بلغ إجمالي إنتاج الغاز الإسرائيلي 21.9 مليار متر مكعب في عام 2022، وهو رقم قياسي جديد للبلاد، وفقًا لبيانات الوزارة.

ويتكوّن الإنتاج من حقل ليفياثان الذي وصل إلى 11.4 مليار متر مكعب، وحقل تمار 10.2 مليار متر مكعب، وحقل كاريش 0.3 مليار متر مكعب، بحسب الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وإلى جانب زيادة الاستهلاك المحلي الإسرائيلي إلى 12.7 مليار متر مكعب، ارتفعت الصادرات إلى مصر والأردن في عام 2022 أيضًا، إذ قفزت بنسبة 29% إلى 9.2 مليار متر مكعب.

من جانبها، تنتج مصر الغاز المسال من إنتاجها المحلي، وكذلك الغاز عبر الأنابيب من إسرائيل، كما تمتلك إمكانات كبيرة لأداء دور مهم بوصفها موردًا عالميًا للغاز المسال.

وقال الكعبي: "أعتقد أننا إذا قمنا بأداء دور فني فقط، فهناك إمكانات هائلة للتآزر (في شرق البحر المتوسط)"، في الحوار الذي طالعت منصة الطاقة تفاصيله.

وأضاف: "تتمتع مصر بموقع إستراتيجي للاستفادة من منشآتها الحالية للغاز المسال.. لذا فهي تمتلك السوق، ولديها منشآت غير مستغلة بوجه كافٍ.. وبالتالي، فهي بالتأكيد مكان مثير للاهتمام، يجب مراعاته عند النظر إلى منطقة شرق البحر المتوسط".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مصدّري الغاز المسال إلى أوروبا في عام 2022:

الغاز المسال القطري والأميركي

إستراتيجية أدنوك للغاز المسال

في سياقٍ متصل، تتطلع شركة أدنوك إلى الاستحواذ على أصول غاز، بعد شراء حصة في حقل أبشيرون الأذربيجاني للغاز والمكثفات في بحر قزوين، وسط إستراتيجية جديدة للاستثمار في مشروعات الغاز الدولية، ستشمل سلسلة واسعة من أعمالها، بما في ذلك تجارة الغاز المسال.

وأوضح الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في "أدنوك"، مصبح الكعبي، أن الشركة حريصة على التوسع في أعمال الغاز المسال العالمية، مع التركيز على هوامش ربح عالية من هذه الاستثمارات.

وقال الكعبي: "ننفذ إستراتيجية تكمل قوتنا.. نحن لاعب مهم في مجال الغاز المسال تاريخيًا، وهناك توسع في أبوظبي الآن.. نود أن نكمل ذلك بالحصول على مركز عالمي كبير"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وتمتلك أدنوك حاليًا القدرة على إنتاج 6 ملايين طن متري من الغاز المسال، وتبني خطي إنتاج بقدرة 4.8 مليون طن سنويًا في أبوظبي الغنية بالنفط.

وقال الكعبي: "إذا كان هناك مشروع للغاز المسال في أي مكان، شرقًا أو غربًا، يلبي معاييرنا الاستثمارية، والمنطق الإستراتيجي، والقدرة على خلق المزيد من القيمة من خلال البناء على قوتنا، بما في ذلك التجارة، فسوف ندرس الأمر".

الاستفادة من تجارة الغاز المسال

تود أدنوك -التي أسست ذراعين تجاريتين- الاستفادة من هوامش الربح العالية من تجارة الغاز المسال.

وقال الكعبي: "لذلك، من أجل إنشاء القيمة الصحيحة لمساهمينا، من الأفضل أحيانًا ألا تكون فقط في جزء واحد من سلسلة القيمة، ولكن أن يكون لديك هامش متكامل بما في ذلك التداول المحتمل في المستقبل، إذ يمكنك تحسين هوامشك".

في بحر قزوين، تتطلع أدنوك إلى الاستثمار في سلسلة القيمة الكاملة للغاز، والاستفادة من علاقاتها بين الحكومات، والشراكات مع شركات النفط الدولية، والحاجة الإستراتيجية إلى صادرات الغاز من منطقة رابطة الدول المستقلة إلى أسواق مثل تركيا وأوروبا.

وقد استحوذت الشركة الإماراتية على حصة 30% في حقل أبشيرون، لتصبح شريكة مع شركة النفط الحكومية الأذربيجانية سوكار وشركة توتال إنرجي الفرنسية، وتتطلع إلى العمل مع هذه الشركات للتوسع أكثر في المنطقة والعالم.

من مراسم توقيع صفقة استحواذ أدنوك على حصة من حقل أبشيرون - الصورة من وام

وقال الكعبي: "لدينا إستراتيجية للاستثمار في الغاز الطبيعي وسلسلة القيمة، وإذا رأينا عرضًا ذا قيمة جذابة لتحسين عائداتنا وأداء دور بناء في التحالف، فسوف نستكشفه".

صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا

تبلغ الطاقة الإنتاجية لحقل أبشيرون، الذي بدأ الإنتاج في يوليو/تموز المنصرم، نحو 4 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز، و12 ألف برميل يوميًا من المكثفات، مع بيع الغاز في السوق المحلية في أذربيجان.

وتريد أذربيجان زيادة إجمالي الصادرات -بما في ذلك إلى تركيا وجورجيا- إلى 24 مليار متر مكعب في عام 2023، بعد تصدير إجمالي 22.3 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2022، بما في ذلك 11.4 مليار متر مكعب إلى أوروبا عبر ممر الغاز الجنوبي.

وقال المسؤولون إن نصف إجمالي الصادرات في عام 2023 على الأقل سيذهب إلى أوروبا.

ففي عام 2022، وقعت أذربيجان والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا إلى 20 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، وتتطلع الدولة -أيضًا- إلى إنشاء مركز للغاز، على غرار خطط تركيا.

وقال الكعبي: "أصبحت هذه المنطقة (رابطة الدول المستقلة) ذات أهمية إستراتيجية، لا سيما في عنصر أمن الطاقة، وتزويد مناطق معينة بمتطلبات الطاقة، وأعتقد أنها تلبي المعايير والملف الشخصي الذي تهدف أدنوك إلى تحقيقه".

وأضاف: "في المقام الأول، لدينا إستراتيجية للتنفيذ، وتوضح تلك الإستراتيجية بوضوح أننا يجب أن نركز على الغاز وسلسلة قيمة الغاز.. لذلك، كلما كانت هناك فرصة في منطقة مقبولة وملف تعريف مخاطر مقبول، فسننظر في الأمر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..