رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

الطاقة الشمسية في جنوب السودان تؤمّن المزيد من الغذاء للبلاد

عبر تشغيل مضخات لري الأراضي

أحمد أيوب

يشهد قطاع الطاقة الشمسية في جنوب السودان مشروعًا جديدًا بدعم من منظمة غير هادفة للربح وشركة أميركية، من شأنه أن يعزز الأمن الغذائي في البلاد.

وبموجب شراكة بين منظمة سيدنغ ميرسي (Seeding Mercy) وشركة صنوفا إنرجي إنترناشيونال (Sunnova Energy International)، من المُقرر نشر مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لريّ الأراضي الزراعية في مناطق ريفية نائية بجنوب السودان، بحسب ما نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power)، يوم الخميس 3 أغسطس/أب 2023.

وتمضي مشروعات الطاقة الشمسية في جنوب السودان على استحياء بدعم من منظمات دولية ودول خارجية، وفي المقابل، ترى حكومة البلد الأفريقي أن أولويتها في المرحلة الحالية هي التركيز على مشروعات الوقود الأحفوري التي تحقق العوائد الأكبر لموازنتها السنوية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

شراكة جديدة

عقدت شركة "صنوفا إنرجي"، المتخصصة في تقديم خدمات الطاقة، شراكة مع منظمة "سيدنغ ميرسي" غير الهادفة للربح؛ بغرض تيسير حصول المزارعين في المناطق الريفية بجنوب السودان على أنظمة مضخات الري العاملة بالطاقة الشمسية من خارج شبكة الكهرباء الوطنية.

وبموجب هذه الشراكة، يوفر الطرفان لعدد 1000 مزارع من مدينة "أويل" -عاصمة ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان- أنظمة طاقة شمسية متنقلة ومضخات ري، مع توفير إمكان نقل هذه المعدّات جنبًا إلى جنب مع آليات أخرى مستعملة في زراعة الأراضي.

وتستهدف مشروعات الطاقة الشمسية في جنوب السودان بمجال الري تعزيز الأمن الغذائي وإمداد المجتمعات المحلية في البلد الأفريقي بأنظمة الطاقة اللامركزية والمستدامة.

وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة "سيدنغ ميرسي"، أكين تونغ: "من خلال تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، استطعنا التخلّي تدريجيًا عن الوقود الأحفوري، وفي هذا الإطار نعمل على ضمان ممارسات الري المستدامة في المناطقة الريفية النائية لأول مرة بجنوب السودان".

ومن المقرر أن تُنشر أنظمة الري الجديدة التي تعدّ أحد جهود دعم قطاع الطاقة الشمسية في جنوب السودان على مساحة 10 آلاف فدان مُقدّمة من حكومة البلاد.

مشروعات متفرقة أخرى

يبدو أن الطاقة الشمسية في جنوب السودان تمضي على استحياء لتشغيل مشروعات مختلفة متفرقة في أنحاء البلد الأفريقي.

ففي شهر مايو/أيار الماضي، أعلنت منظمة "اليونيسيف" تمويل إقامة مضخّتَي ريّ تعملان بالطاقة الشمسية، ضمن مساعيها لتوفير المياه النظيفة للأسر في جنوب السودان.

ري المحاصيل من خلال الطاقة الشمسية في جنوب السودان
ري المحاصيل من خلال الطاقة الشمسية في جنوب السودان -الصورة من وورلد بانك

وفي الشهر ذاته، أنارت الطاقة الشمسية في جنوب السودان -أيضًا- مستشفى ثانيًا في مدينة بور وسط البلد الأفريقي، عوضًا عن مولدات الديزل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان أول مستشفى يُشَغَّل بالطاقة الشمسية هو مستشفى ملكال التعليمي -المستشفى المرجعي الوحيد لإقليم أعالي النيل منذ ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2022.

في سياق متصل، كانت مصر قد نفّذت 7 محطات مياه شرب جوفية مزوّدة بتقنيات الطاقة الشمسية في جنوب السودان، وذلك في المناطق الحكومية والحيوية في قرى كابوري وكابو وأمادي والرجاف والرجاف غرب وموجري وجبل لادو، والتي تقع على بُعد (20-30) كيلومترًا من مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.

النفط يمثّل أولوية للحكومة

يبدو مما سبق ذكره فيما يتعلق بالمشروعات المنفّذة اعتمادًا على الطاقة الشمسية في جنوب السودان، أنها جاءت بدعم إمّا من منظمات دولية أو دعم حكومات خارجية، ما يطرح تساؤلًا مهمًا حول جهود حكومة جوبا في ملف تحول الطاقة.

إجابة هذا السؤال جاءت واضحة تمامًا في المقابلة التي أجرتها قناة "سكاي نيوز" مع وزير النفط في دولة جنوب السودان، بوت كانغ شول، إذ أكد أن بلاده تركّز في المقام الأول على الاستثمار في قطاع الوقود الأحفوري.

وقال "شول" مدافعًا عن وجهة نظره: "نحن نعلم جيدًا التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة ونحن ندعم هذا الاتجاه، لكن نحن في حاجة حقيقية لمشروعات الوقود الأحفوري، فهي ثروتنا الحقيقية، إذ تدعم عوائدها الكبيرة جهود التنمية لدينا في القطاعات الأخرى".

يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط في جنوب السودان:

النفط في جنوب السودان

وأوضح أن موازنة جنوب السودان تعتمد بنسبة 85% على موارد قطاع النفط، ما يعني "أنه يتعين علينا تطوير المزيد من المشروعات في هذا القطاع، حتى نستطيع الوفاء بمتطلبات المواطنين اليومية"، مضيفًا :"بفضل النفط تستمر الحياة في جنوب السودان".

وأوضح: "الأموال التي نجنيها من قطاع النفط يمكن توجيهها إلى مجالات أخرى، مثل الزراعة".

ويرى أن الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة في جنوب السودان يتطلب أموالًا كثيرة، وبالنسبة لبلده فإن المصدر الأكبر لجني العوائد الآن هو الوقود الأحفوري، وهو ما قد يؤجل تمويل مشروعات الطاقة النظيفة في البلد الأفريقي محليًا، ومن ثم يأتي معظم مشروعات هذا القطاع من الخارج.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًأ..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق