تقنية جديدة لإنتاج البطاريات بتعاون أوروبي أميركي.. هل تهدد الصين؟
أسماء السعداوي
تعتزم شركة أميركية تطوير تقنية جديدة لإنتاج البطاريات، عبر تقليل الغرافيت أو استبدال السيليكون به كلية في أنود البطارية (الطرف السالب).
وأعلنت شركة "غروب 14" اعتزامها إنتاج سلائف السيليكون من أحد مصانعها في ألمانيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يُقصد بسلائف السيليكون، الغاز أو المواد السائلة عالية النقاء المستعملة بالمراحل الرئيسة لصناعة الرقائق الإلكترونية اللازمة لإنتاج البطاريات.
وبعد استحواذها على شركة "شميد سيليكون غروب"، تقول الشركة الرائدة في صناعة مواد البطاريات، إنها ستُعيد تشغيل مصنع متوقف لإنتاج غاز السيلان -مادة حاسمة في التقنية الجديدة-، لإنتاج مواد الجيل الجديد من البطاريات في أقرب وقت ممكن.
تقنية جديدة لإنتاج البطاريات
يتزايد الطلب على السيليكون لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون المستعملة في صناعة السيارات الكهربائية، في وقت تسعى فيه ألمانيا وكل دول أوروبا لخفض الانبعاثات وتحقيق التحول الأخضر.
وتستهدف شركة "غروب 14" استبدال كل أو جزء من الغرافيت في الأنود (الجزء السالب من البطارية)، وهو ما يرفع جاذبية التقنية التي لم تُختبر بعد في عيون الشركات الساعية للتخلص من احتكار الصين لإنتاج الغرافيت.
وتقول الشركة، إنها تستهدف تعزيز سلسلة توريد البطاريات العالمية، وتلبية الطلب على البطاريات القائمة على السيليكون، وتجنيب عملائها أخطار الاضطرابات في سلاسل التوريد، ولا سيما في صناعة السيارات الكهربائية.
والغرافيت هو العنصر الأساسي في صناعة أنود بطاريات الليثيوم-أيون، في حين يحتوي الكاثود (القطب الإيجابي) على مواد مثل النيكل والكوبالت.
ميزات التقنية الجديدة وعيوبها
يقول خبراء، إن إحلال السيليكون محل الغرافيت في الأنود سيتيح إمكانات الشحن السريع، وسيزيد نطاق انتشار السيارات الكهربائية بصورة كبيرة.
في المقابل، يقول منتقدون للتقنية الجديدة، إنها ستواجه تحديات عديدة ومنها التمدد والانكماش في أثناء الشحن، وهو ما سيتسبّب في نفاد البطارية سريعًا.
ويقول المحلل في شركة "بينشمارك مينيرال إنتيليغنس"، روري مكنولتي: "التقنية المعتمدة على السيليكون أمامها سنوات للانتشار التجاري".
ويضيف أن التكلفة ستكون إحدى العقبات الكبرى التي تعوق السيليكون من المنافسة مع الغرافيت.
ويرد على ذلك مؤسس شركة غروب 14، الرئيس التنفيذي ريك لوبي، بقوله إن البطاريات المعتمدة على السيليكون ستجلب منافع إضافية ومنها الخاصة بالانبعاثات.
واستشهد بتقرير الاستدامة الصادر عن شركة تيسلا الأميركية، الذي يؤكد أن الانبعاثات الصادرة عن إنتاج الغرافيت تحتل المرتبة الثانية بعد النيكل، على قائمة المواد الخام الأكثر تلويثًا في تكنولوجيا البطاريات.
دعم أوروبي أميركي
دفعت التوترات بين الصين والولايات المتحدة -أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم- والقيود المتزايدة على صادرات المواد الخام والتكنولوجيا المستعملة في تصنيع البطاريات، الشركات الغربية، للبحث عن سبل تنويع سلاسل الإمدادات بعيدًا عن الصين.
ويُعد مصنعو السيارات الأوروبيون الأكثر تضررًا من تلك السطوة الصينية، في ظل اقتراب حظر أوروبي لمحركات الاحترق الداخلي من دخول حيز التنفيذ في 2035.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في عام 2022 المنصرم، حظر بيع سيارات محرك الاحتراق الداخلي الجديدة، بدءًا من منتصف العقد المقبل (2035)، بهدف خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 55%، وتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتهيمن الصين على إنتاج الغرافيت مقارنة بالليثيوم والكوبالت والنيكل، وهي المواد الخام المستعملة في إنتاج الكاثود.
وتشير تقديرات شركة "بينشمارك مينيرال إنتيليغنس"، إلى أن الصين تسيطر على كل قدرات معالجة الغرافيت المستعمل في إنتاج البطاريات.
ويقول مؤسس شركة "غروب 14"، الرئيس التنفيذي ريك لوبي: "شركات السيارات الألمانية هم أكبر المستثمرين لدينا.. إنهم يريدون إنشاء سلاسل توريد محلية لمواد البطاريات".
وأضاف أن كلًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقران بالأهمية الإستراتيجية للبطاريات، ولذلك فالاعتماد الكبير على دولة أخرى بمثابة "إستراتيجية خطرة".
وتدعم شركة بورشه لتصنيع السيارات، شركة غروب 14، كما قدمت لها الحكومة الأميركية 100 مليون دولار، للمساعدة في تعزيز أمن سلاسل توريد البطاريات.
واستحوذت شركة بورشه الأميركية على حصة في شركة غروب 14 في العام الماضي (2022)، وقالت شركة السيارات الرياضية إنها تستهدف المساعدة في إنتاج البطاريات المستعملة في صناعة سيارات بورشه الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية في أميركا تقوض الهيمنة الصينية (تقرير)
- أسعار المنغنيز قد تعرقل مشروعات إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية (تقرير)
- الصين تلاحق طموح فورد الأميركية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع الحرارة يفاقم تداعيات تغير المناخ ويعيد تشكيل اقتصاد العالم (تقرير)
- أنس الحجي: أسواق النفط في 2024 تستعد لأحداث كبرى.. أبرزها الانتخابات الأميركية (صوت)
- الربط الكهربائي الخليجي.. شبكة ضخمة تحل أزمة العراق وتأمل في التصدير لأوروبا