تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

الطاقة النووية تواجه تحدي زيادة السعة 3 أضعاف لتُسهم في تحول الطاقة

بحلول 2050

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • توجه قوي نحو العودة إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء النظيفة
  • تكتسب الطاقة العالمية زخمًا عالميًا في الوقت الحالي
  • لامست سعة الطاقة النووية العالمية 370 غيغاواط بنهاية العام قبل الماضي (2021)
  • توصية بزيادة سعة الطاقة النووية العالمية المركبة 3 أضعاف إلى قرابة 1200 غيغاواط في عام 2050
  • زيادة سعة الطاقة العالمية تواجه العديد من التحديات

تفرض الطاقة النووية العالمية نفسها -مجددًا- في قائمة الحلول النظيفة لتوليد الكهرباء المستدامة التي تشكّل العمود الفقري في جهود إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، وتعزيز أمن الطاقة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، عاد هذا المصدر الخطير لتوليد الكهرباء إلى الواجهة، بعدما لاقى سيلًا من الانتقادات الشديدة خلال العقدين الماضيين، بسبب مخاطره الكارثية المتمثلة في التسرب الإشعاعي المحتمل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتقترب التقنيات النووية المتطورة ونظيرتها القديمة مما قد يكون أعظم فرص التطوير المتاحة أمامها، في الوقت الذي تقصر فيه المُدد الزمنية للوفاء بأهداف الحياد الكربوني، ومواجهة أزمة التغيرات المناخية، وفق ما ذكره خبراء في لجنة معهد أبحاث الطاقة الكهربائية، ونشرته منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وقالت رئيسة قسم تطوير التكنولوجيا النووية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في 19 يوليو/تموز (2023)، ديان كاميرون: "نحتاج إلى أن نؤدي دورًا فاعلًا".

زخم عالمي

أوضحت كاميرون: "هناك زخم عالمي هائل حول الطاقة النووية في الوقت الحالي، لم يكن موجودًا قبل عقود، وهناك جدية في ذلك الزخم لم تكن معهودة -أيضًا- من قبل، بخصوص ما يُطلق عليه (نهضة 2010)".

وأشارت كاميرون إلى أن العوامل التي تشجع على هذا التفكير الجديد في الطاقة النووية تشمل أزمة المناخ التي تحتل أولوية قصوى في العالم، وقصر المدة الزمنية التي يتعين اتخاذ إجراءات ملموسة خلالها في هذا الخصوص، إلى جانب أزمة أمن الطاقة والرغبة في تخفيف شُح الكهرباء لتعزيز التنمية الاقتصادية.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في العالم:

إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في العالم

زيادة السعة 3 أضعاف

قال أعضاء لجنة معهد أبحاث الطاقة الكهربائية -ومقرها أميركا-، إن الدراسات التحليلية أوضحت أن العالم ينبغي عليه زيادة سعة الطاقة النووية العالمية المركبة 3 أضعاف إلى قرابة 1200 غيغاواط بحلول أواسط القرن الجاري (2050)، كي تتمكن من تأدية دورها المنشود في تحول الطاقة النظيفة.

وفي هذا السياق، قال كبير مديري الاتصالات في الرابطة النووية العالمية جوناثان كوب: "مرت علينا 10 سنوات أخرى ولم نحقق إزالة الكربون عبر الخيارات الأخرى، ونقترب من النقطة التي سيكون فيها الوقت متأخرًا جدًا".

وأضاف كوب: "يخلق هذا طلبًا على الطاقة النووية، وبناءً عليه يتعين علينا العمل الآن لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض".

ويحتاج الوصول بسعة الطاقة النووية العالمية إلى 1200 غيغاواط، إلى مجموعة من التقنيات النووية ذات التطبيقات المختلفة، وفق ما قاله أعضاء اللجنة، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح كوب: "سيكون هذا حاسمًا جدًا لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي".

الأمل قائم

قال النائب الأول لرئيس ومدير قسم الطاقة النووية في معهد الطاقة النووية دوغ ترو، إنه لا يوجد -حتى الآن- نقص في تصميم المفاعلات المتقدمة، مضيفًا أنه لا يوجد أي من تلك المفاعلات التي تعمل تجاريًا في الولايات المتحدة الأميركية.

ولفت كبير مديري الاتصالات في الرابطة النووية العالمية جوناثان كوب، إلى أنه لا يوجد -الآن- سوى مفاعل نووي معياري صغير تجاري واحد في العالم، قيد البناء، وتحديدًا في الصين، مردفًا أن هناك مفاعلات أخرى من هذا النوع تُبنى في الوقت الراهن، ومن المتوقع الانتهاء منها في غضون عقد.

وطالب أعضاء لجنة معهد أبحاث الطاقة الكهربائية بضخ مزيد من الاستثمارات في تطوير تقنيات الطاقة النووية مثل الاندماج النووي.

واستدرك كوب: "لكننا نحتاج -أيضًا- إلى تفعيل التقنية المتاحة أمامنا".

المفاعلات الصغيرة والكبيرة

لا يكتمل الحديث عن المفاعلات النووية الصغيرة دون التطرق إلى الدور المهم الذي تؤديه تقنيات المفاعلات الكبيرة، بحسب ما أكده الخبراء.

وقال كبير مديري الاتصالات في الرابطة النووية العالمية جوناثان كوب: "يجب أن نعلم أن المفاعلات النووية الصغيرة والكبيرة مرتبطتان ببعضهما في الغالب".

وأشار إلى أن المملكة المتحدة وبولندا وفرنسا والهند تنتهج خُططًا لبناء مفاعلات نووية صغيرة، إلى جانب تبنيها خططًا أخرى لتعزيز تطوير المفاعلات الكبيرة.

وواصل كوب: "يمكننا أن نرى حقًا نمطًا عالميًا متزايدًا من الدول التي تتطلع إلى تطوير المفاعلات النووية الصغيرة، لكنها تفعل ذلك في الغالب بالتزامن مع تطوير مفاعلات المياه الخفيفة أيضًا".

وأوضح أعضاء لجنة معهد أبحاث الطاقة الكهربائية أنه ومع تطلع دول العالم إلى فطم نفسها عن الكهرباء المولدة بمصادر الوقود الأحفوري كثيفة الانبعاثات الكربونية، يتنامى الطلب على البدائل النظيفة الأخرى.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يُبيّن أكبر 10 دول حسب سعة الطاقة النووية في العالم:

سعة الطاقة النووية

الاستغناء عن الفحم

قالت رئيسة قسم تطوير التكنولوجيا النووية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ديان كاميرون: "الطلب عالمي حقًا".

واستشهدت ديان بالحاجة الملحة إلى التخلي عن قدرات الفحم المركبة العالمية التي تُقدر بالعديد من التيراواط، بالإضافة إلى التوليد المشترك للغاز الطبيعي، ووقود السفن والديزل.

مواجهة التحديات

تبقى هناك العديد من التحديات التي تعرقل الدور الذي تؤديه الطاقة النووية في سد تلك الفجوات.

وتشتمل تلك التحديات على الوصول إلى السوق، والتعاون التنظيمي، ومواعيد منح التراخيص، وتوافر الوقود إلى جانب العمالة.

وفي هذا الإطار، قالت رئيسة قسم تطوير التكنولوجيا النووية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ديان كاميرون، إن مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها هي ما "سيمكّننا في النهاية من اقتحام تلك الأسواق العالمية".

من جهته، قال نائب رئيس موارد الطاقة النووية في معهد أبحاث الطاقة الكهربائية نيل ويلمشورست: "الطاقة النووية ليست الإجابة الوحيدة، وإنما هي جزء من الإجابة".

وأتم ويلمشورست: "هذا يضع ضغوطًا هائلة على صناعة الطاقة النووية كي تستجيب".

توجه عالمي متزايد

يبرز توجه عالمي متزايد لدى العديد من دول العالم نحو زيادة سعة الطاقة النووية، كونها مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للكهرباء، رغم تزايد المخاوف من التسربات الإشعاعية المثارة حولها من حين إلى آخر.

ومن المرجح أن ترتفع سعات توليد الكهرباء من محطات الطاقة النووية بواقع 280 غيغاواط بحلول عام 2050، مع تنامي توجه حكومات العالم إلى البحث في مصادر الكهرباء منخفضة الكربون، بحسب ما ورد في تقرير صادر عن شركة الأبحاث العالمية وود ماكنزي.

ونجحت خطط الطاقة النووية الجديدة في العودة إلى المشهد العالمي من جديد خلال السنوات الأخيرة، بعد تعرضها لانتقادات شديدة على مدار العقدين الماضيين، بسبب مخاطرها الإشعاعية المحتملة.

وأجبرت أزمات الطاقة المتلاحقة التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية دولًا آسيوية عديدة إلى تعزيز سعة الطاقة النووية من جديد، متخلية بذلك عن وعودها السابقة بالتخلص منها تدريجيًا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

محطة طاقة نووية
محطة طاقة نووية - الصورة من سي إن إن

الرياح النووية تهب على العالم

لامست سعة الطاقة النووية العالمية 370 غيغاواط بنهاية العام قبل الماضي (2021)، وفق آخر التقارير السنوية الصادرة عن الرابطة النووية العالمية، مع استحواذ الولايات المتحدة على أكثر من ربع هذه القدرة المركبة.

وتتجه أكبر قوتين اقتصاديتين في آسيا، الصين والهند، إلى تعزيز سعة الطاقة النووية ضمن خططها المستقبلية لخفض الانبعاثات الكربونية والبحث عن بدائل نظيفة لمصادر الوقود الأحفوري التي تتعرض لضغوط عالمية شديدة للتخلص منها.

ولا تقتصر العودة إلى الطاقة النووية على الدول الآسيوية فحسب، وإنما تمتد كذلك إلى أوروبا، معقل التيار الأخضر العالمي، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الاتحاد الأوروبي، تقود فرنسا وإسبانيا والسويد تيارًا لتعزيز الاعتماد على مشروعات الطاقة النووية في توليد الكهرباء وإنتاج الهيدروجين الأصفر المعتمد على الوقود النووي.

إلا أن هذا التوجه يُقابل معارضة شرسة من قبل ألمانيا التي تطالب بالاستغناء عن الطاقة النووية تدريجيًا، مع رفض الاعتراف بتصنيفها ضمن المصادر المتجددة لتوليد الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق