الألواح الشمسية الشفافة.. طريقة واعدة لإنارة وسائل النقل

يمثّل ظهور الألواح الشمسية الشفافة جبهة جديدة في معركة تحقيق الاستدامة بصناعة الكهرباء المتجددة النظيفة التي يُعوَّل عليها في أن تخلف المصادر البديلة، مثل الوقود الأحفوري الحساس جدًا بيئيًا.

وبينما يواصل الباحثون تنقيح تلك التقنية وتطويرها، وإيجاد طرق جديدة لدمجها في حياتنا اليومية، تستطيع تلك الألواح تأدية دور كبير في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز مستقبل نظيف للجميع.

ومن هذا المنطلق، تلوح في الأفق بداية حقبة جديدة للطاقة الشمسية، في حين يواصل الباحثون والمهندسون كسر القيود المفروضة على موارد صناعة الطاقة المتجددة، برز آخرها في ابتكار الألواح الشمسية الشفافة، وفق ما أورده موقع إنرجي بورتال. إي يو EnergyPortal.eu المتخصص.

وتمثّل الألواح الشمسية الشفافة أحد أهم التطورات التي شهدتها صناعة الطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة، والتي لديها القدرة على إشعال ثورة في الطريقة التي نولّد وتُستهلًك من خلالها الكهرباء، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

آلية العمل

الألواح الشمسية الشفافة، التي تُعرف -أيضًا- بالنوافذ الشمسية أو الخلايا الشمسية النظيفة، هي تقنية جديدة نسبيًا تتيح لضوء الشمس المرور عبر اللوحة الشمسية، مع استمرار الأخيرة بتوليد الكهرباء في الوقت نفسه.

ويتحقق هذا عبر استعمال مواد عضوية أو طبقات رقيقة من الخلايا الشمسية التي لديها القدرة على امتصاص ضوء الشمس وتحويله إلى كهرباء، مع السماح للضوء المرئي في الوقت ذاته بالمرور خلالها.

وتكون النتيجة لوحة شمسية لا يمكن تمييزها افتراضيًا عن نافذة معتادة؛ ما يجعلها حلًا مثاليًا لدمج الطاقة الشمسية في المباني والهياكل الأخرى، دون المساس بالشكل الجمالي لتلك المباني، أو حتى الأداء الوظيفي للخلايا الشمسية.

تطبيقات عديدة

يتّسع نطاق التطبيقات المحتملة للألواح الشمسية الشفافة، ومن الممكن أن يكون لاستعمالها واسع النطاق تأثير كبير في استهلاك واستدامة الكهرباء عالميًا.

على سبيل المثال، يمكن تزويد ناطحات السحاب والمباني الأخرى الكبرى بألواح شمسية شفافية؛ ما يحوّلها إلى محطات طاقة شمسية رأسية، تُنتَج الكهرباء النظيفة المتجددة لسكانها.

ولن يساعد هذا على خفض البصمة الكربونية لتلك المباني فحسب، بل يُقلّص -كذلك- الاعتماد على شبكة الكهرباء التقليدية، التي تعمل -غالبًا- بمصادر الوقود الأحفوري المثيرة للجدل.

وعلاوة على ذلك، يمكن دمج الألواح الشمسية الشفافة في المركبات، مثل السيارات والحافلات والقطارات؛ ما يتيح مصدرًا إضافيًا للكهرباء النظيفة اللازمة لتشغيل أنظمتها الكهربائية.

ومن الممكن أن يساعد هذا -أيضًا- على خفض استهلاك الكهرباء بوجه عام في قطاع النقل، الذي يعدّ –حاليًا- أحد أكبر العوامل المسهِمة في انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا.

مزايا إضافية

إلى جانب قدرتها على خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة، تتيح الألواح الشمسية الشفافة -كذلك- فوائد أخرى عديدة.

فتلك الألواح تستطيع أن تخفض تكاليف الطافة لمالكي المباني وقاطنيها، إذ يمكن استعمال الكهرباء المولدة بالنوافذ الشمسية في تعويض استهلاك الكهرباء في المباني.

ويُسهم هذا بدوره في تحقيق وفورات كبيرة في فواتير الطاقة، لا سيما في المباني التجارية الكبيرة التي قد ترتفع فيها أسعار تلك الفواتير.

وعلاوة على ذلك، فإن دمج الألواح الشمسية الشفافة في المباني والمركبات من الممكن أن يساعد على تعزيز استعمال تقنيات الطاقة النظيفة الأخرى، مثل السيارات الكهربائية والأجهزة الموفرة للكهرباء.

ومع ارتفاع وعي المزيد من الأشخاص بفوائد الطاقة الشمسية، والاستفادة منها بطرق إبداعية، ربما يستعملون تلك التقنيات بأنفسهم؛ ما يعزز إسهامهم في نمو قطاع الكهرباء النظيفة.

تحديات قائمة

ما تزال هناك بعض التحديات التي تعترض نمو صناعة الألواح الشمسية الشفافة وازدهارها، قبل أن تنتشر تلك التقنية، مثل كفاءتها التي تقلّ الآن عن نظيرتها الخاصة بالألواح الشمسية التقليدية.

ومع ذلك، يعمل الباحثون على مدار الساعة لتحسين كفاءة الألواح الشمسية الشفافة، وعلى الأرجح أن تصبح تلك الألواح أكثر تنافسية مع نظيرتها التقليدية في السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

• صيانة الألواح الشمسية بالطائرات المسيرة تقدم حلولًا مبتكرة
• الذكاء الاصطناعي واحتجاز الكربون.. فرص لمكافحة التغيرات المناخية وتعزيز النمو
• تذبذب أسعار الألواح الشمسية في مصر.. ما علاقة السودان؟ (خاص)

اقرأ أيضًا..

• وكالة الطاقة الدولية: سوق المعادن المهمة للتقنيات النظيفة تقفز إلى 320 مليار دولار
• ما أسباب التغيير الشهري في الخفض الطوعي لإنتاج النفط؟ أنس الحجي يجيب
• 3 دول عربية بقائمة أبرز اكتشافات النفط والغاز عالميًا في النصف الأول من 2023