تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تذبذب أسعار الألواح الشمسية في مصر.. ما علاقة السودان؟ (خاص)

داليا الهمشري

تشهد أسعار الألواح الشمسية في مصر تذبذبًا كبيرًا في الوقت الراهن -على الرغم من إلغاء العمل بنظام الاعتمادات المستندية- نتيجة الفشل في تدبير العملة لاستيراد المعدات الشمسية المطلوبة لتنفيذ المشروعات.

ويرى بعض المختصين والعاملين بمجال الطاقة الشمسية في مصر أن هناك منافسة، خلال الوقت الحالي، بين موردي المعدات الشمسية دفعت البعض إلى خفض أسعاره مؤقتًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما أن النزاع الحالي في السودان قد ألقى بظلاله على سوق الألواح الشمسية في مصر، في إشارة إلى أن أكبر المستوردين في مصر كان لهم حجم أعمال كبير في السودان، إلا أنهم اضطروا إلى سحب استثماراتهم وضخها في مصر مرة أخرى؛ ما أدى إلى خفض مؤقت في أسعار الألواح والخلايا الشمسية.

انخفاض نسبي

قال متخصص الطاقة الشمسية في شركة سولار باور المهندس حازم منصور، إن هناك انخفاضًا نسبيًا بأسعار الألواح الشمسية في مصر؛ نظرًا إلى كثرة البضائع المعروضة، ومحاولة الموردين تسريع دورة رأس المال.

وأضاف -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن بعض شركات الألواح الشمسية قد خفّضت أسعارها هذا الأسبوع نحو 1.25 جنيهًا مصريًا، مشيرًا إلى أن هذا الرقم كبير؛ لأن الزيادة الطبيعية في الأسعار تتراوح بين 5 و10 قروش.

* الدولار = 30.89 جنيهًا مصريًا

أحد مشروعات شركات الطاقة الشمسية في مصر
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في مصر

يقول منصور، إن أحد أسباب انخفاض سعر المعدات الشمسية -حاليًا- هو أن معظم الموردين لم يكونوا مهتمين بالسوق المصرية خلال الأشهر الـ8 الماضية، وكانوا متجهين نحو السودان لسهولة دخول البضائع والإمكانات المرتفعة للمشروعات.

واستطرد أن سوق الطاقة الشمسية في السودان كانت قد شهدت زخمًا خلال العام ونصف العام الماضيين، مثل الذي شهدته السوق المصرية خلال عامي 2015 و2016؛ ما جعل موردي المعدات والألواح الشمسية يتجهون ببضائعهم إلى الخرطوم.

وأشار منصور إلى أن النزاع الحالي في السودان وراء تنشيط سوق الألواح الشمسية في مصر والانخفاض الحالي في أسعارها، إلا أنه توقع أن يستمر الاستقرار الحالي في الأسعار شهرًا أو شهرين على أقصى تقدير ثم تعود الزيادة مرة أخرى.

تضارب الأسعار

أوضح المدير العام لشركة أوربت لأنظمة الطاقة الشمسية عرفة محمد منصور، وجود فجوة بين السعر الحقيقي للألواح الشمسية والسعر الفعلي في السوق، بجانب وجود تضارب في الأسعار نتيجة المنافسة بين الموردين.

ولفت إلى أن بعض الموردين قد لجأ إلى رفع الأسعار خوفًا من تقلبات سعر الدولار، بينما غامر البعض الآخر بالبيع بأسعار أقل؛ في محاولة للحصول على مكاسب وحركة سريعة لرأس المال.

وأفاد منصور -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- بأنه كان من المفترض أن تستقر أسعار الألواح الشمسية في مصر بعد قرار إلغاء العمل بالاعتمادات المستندية، لكن استمرار أزمة الدولار تسبّب في عدم توافر العملة في البنوك؛ ما دفع المستوردين للتسعير وفقًا لسعر السوق الموازية.

وأكد منصور أن السوق مستقرة إلى حد ما، والزيادات الحالية بأسعار الألواح الشمسية في مصر طفيفة تتراوح بين 200 و500 جنيه (6.47 و16.18 دولارًا أميركيًا) لسعر الكيلوواط الواحد بأنظمة الري.

وأضاف أن الزيادات السابقة في الأسعار كانت تتراوح بين 2000 و3 آلاف جنيه مصري لسعر الكيلوواط.

وعبّر منصور عن أمله في أن تشهد سوق الطاقة الشمسية انتعاشًا خلال المرحلة المقبلة.

تدبير الدولار للاستيراد

طالب خبير الطاقة الشمسية رئيس مجلس إدارة مؤسسة أونيرا سيستمز -إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة- المهندس وائل النشار، الحكومة والجهات التنظيمية بإعطاء الأولوية لتدبير العملة بهدف تسهيل استيراد ألواح الطاقة الشمسية.

خبير الطاقة الشمسية رئيس مجلس إدارة مؤسسة أونيرا سيستمز المهندس وائل النشار
خبير الطاقة الشمسية رئيس مجلس إدارة مؤسسة أونيرا سيستمز المهندس وائل النشار

وأشار النشار -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى تعطل تنفيذ معظم المشروعات نتيجة صعوبة تدبير العملة الصعبة.

ودعا إلى ضرورة تحويل الطاقة الشمسية إلى سلعة إستراتيجية، لافتًا إلى أن كل 300 دولار تُستثمر مرة واحدة في الطاقة الشمسية توفر في المقابل 100 دولار سنويًا من الغاز الطبيعي يمكن تصديره إلى الخارج.

وسلّط خبير الطاقة الضوء على أن أسعار الألواح والخلايا الشمسية قد انخفضت على المستوى العالمي، ولكنها ما زالت في مصر أعلى من مثيلتها في الخارج نتيجة ارتفاع أسعار الدولار.

وأوضح النشار أن الاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية أصبح أقل جدوى من ذي قبل، مشيرًا إلى أن الحد الأدنى لعائد الاستثمار في المشروعات أصبح يتراوح بين 5 و10 أعوام بعد أن كان يتراوح بين 3 و6 أعوام لاسترداد قيمة الاستثمار في السابق.

وأفاد بأن تركيب المحطات الشمسية أصبح مكلفًا بالمقارنة بسعر كهرباء الشبكة الوطنية الذي لم يتغير منذ عامين، مؤكدًا أن هذا يمثل عائقًا أمام التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية في مصر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق