شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا يواجه تحديات السرقة.. هل يصمد طموح بايدن؟
مليون سيارة كهربائية في الولاية الأميركية مهددة بتوقف الشحن
هبة مصطفى
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة المُوصّلات، ما يهدد عملية شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا بالتوقف، ويفاقم حجم الخسائر المالية لمالكي السيارات، والتي ربما تؤدي في نهاية الأمر إلى عزوفهم عن استعمال النظيفة منها.
وبينما يُشار إلى أن الظاهرة منظمة إلى حد ما وفي طريقها إلى الخروج عن السيطرة، شكا عدد من سكان الولاية الأميركية -خاصة سكان مدينة لوس أنجلوس- تعرضهم لسرقة المُوصّلات بصورة سريعة، إذ تستغرق ثواني معدودة، حسب شكواهم لأحد برامج قناة إن بي سي (NBC) الأميركية، والمنشورة على الموقع الإلكتروني للقناة.
وبالنظر إلى أن لوس أنجلوس تُعد أكبر مدن الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أميركا، فقد يؤدي تفاقم سرقة مُوصّلات شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا إلى تقييد طموحات الرئيس جو بايدن المناخية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
سرقة منظمة
أكد عدد من سكان مدينة لوس أنجلوس تعرضهم لسرقة مُوصلات شواحن السيارات الكهربائية، وهي جزء رئيس بالنسبة إلى عملية الشحن ودونها قد تتعطل السيارة بالكامل.
وشهدت الآونة الماضية تكرار عمليات سرقة شواحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا بأماكن متفرقة، إذ كان أمر السرقة بعيدًا عن خيال سكان مدينة لوس أنجلوس، إلى أن أظهرت كاميرات المراقبة في عدد من المناطق تفاصيل انتشار ظاهرة السرقة باحترافية ودراية كاملة بكيفية فصل هذه الموصلات.
واللافت إلى النظر أن عددًا من شهود العيان أجمعوا على استغراق عملية السرقة ثواني معدودة، في حين تداولت تطبيقات بعض المقاطع المصورة عبر كاميرات المراقبة لعملية سرقة مُوصلات سيارة استغرقت مدة تقل عن 13 ثانية.
وفي أثناء إلقاء القبض على أحد السارقين رُصد بحوزته عدد من الموصلات، حسب رواية شاهد عيان آخر على أحد التطبيقات، في حين أشار البعض إلى نجاح الجهود المجتمعية في التصدي لعمليات السرقة ببعض مناطق المدينة مقابل نجاح سرقات في مناطق أخرى.
سيارات كاليفورنيا مهددة
يهدد توقف عمليات شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا مصير ما يزيد على مليون سيارة، ليس فقط لفقدان جزء مهم ورئيس لعملية الشحن، لكن للتكلفة الباهظة التي يتحملها ضحايا السرقة حال إعادة شراء موصلات الشواحن والمقدرة بنحو 2700 دولار لكل موصل.
وأدرك سارقو المُوصّلات حجم المكاسب من وراء إعادة بيعها على المواقع المختصة بذلك، أو حتى تفكيكها لبيعها في صورة خردة وأجزاء منفصلة، للاستفادة بعائدات كميات النحاس الموجودة داخل المُوصّلات.
ويبدو أن سرقة موصلات شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا خرجت عن السيطرة، ما دعا أجهزة الشرطة إلى تقديم عدد من النصائح إلى مالكي السيارات لحماية مُوصّلات الشواحن من السرقة.
وتتضمن هذه النصائح إتمام عملية الشحن داخل مواقع مغلقة قدر الإمكان، أو الشحن بعيدًا عن المواقع المكشوفة في الشوارع، كما اقترحت أجهزة الشركة استعمال "أقفال" حماية لربط المُوصّلات بأجهزة الشحن.
واشنطن.. ضحية سابقة
لم تكن سرقة أحد أبرز مكونات شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا الأولى من نوعها في أميركا، إذ سبقتها واشنطن خلال مارس/آذار العام الماضي (2022)، ويناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري 2023.
واستهدف السارقون 8 محطات شحن في واشنطن من أصل 13 محطة منذ مارس/آذار العام الماضي، بحثًا عن معدن النحاس داخل المُوصّلات والأجزاء التي يسهل فصلها للسطو عليها، حسبما نقل موقع كيرو7 (KIRO 7) عن مرفق الكهرباء في الولاية "سياتل سيتي لايت".
وتكرر الأمر في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري 2023، إذ عاود السارقون هجماتهم على محطة شحن في حي رئيس بمدينة سياتل وتوقفت بعض محطات الشحن في واشنطن عن العمل إما بسبب مخاوف من وقوع سرقات وإما بتنفيذ بعضها.
وقال بعض سكان واشنطن -حينها- إن المشكلة الأكبر تتمثل في عشوائية نقاط الشحن، مطالبين بتأمين تلقي السيارات الشحن اللازم لتسييرها دون الاكتفاء بالبرنامج الذي أطلقه مرفق سياتل للكهرباء لنشر محطات الشحن في الطرقات.
ولفت مسؤولون إلى أنه بخلاف الخسائر المالية الناجمة عن تعويض سرقة موصلات عملية شحن السيارات الكهربائية في كاليفورنيا وواشنطن بحثًا عن معدن النحاس ومكاسبه، هناك بعد آخر يتمثل فيما تتلقاه سلاسل التوريد من معوقات تحول بينها وبين تلبية الطلب على السيارات النظيفة.
وبجانب ذلك، تؤثر هذه المجريات في خطط الرئيس جو بايدن وطموحاته، إذ يستهدف زيادة نشر السيارات الكهربائية على الطرق النظيفة، لخفض الانبعاثات وتنفيذ خطوة مهمة ضمن مسار الحياد الكربوني.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط العراقي قد يتأثر بصفقة المقايضة مع الغاز الإيراني (تقرير)
- إغلاق حقل الفيل يعيد شبح وقف صادرات النفط الليبي من جديد (فيديو)
- انهيار عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي.. السعودية و5 دول عربية أبرز المستوردين
- صفقة الجزائر وتوتال الفرنسية تثير الجدل.. 5 خبراء يكشفون الأسباب