بريق السيارات الكهربائية يتضاءل في عيون الأميركيين (استطلاع)

تراجع اهتمام المواطنين الأميركيين بشراء السيارات الكهربائية، مشيرين إلى الافتقار للبنية التحتية للشحن والتكلفة المرتفعة بوصفهما أهم العقبات التي تحول دون اعتمادهم عليها.

ففي 13 يوليو/تموز الجاري، نشر مركز بيو للأبحاث الأميركي المستقل، المعني بتوفير معلومات عن القضايا الاجتماعية والرأي العام، استطلاعًا جديدًا لمواقف المواطنين الأميركيين من شراء المركبات الكهربائية على اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم الحزبية.

ويُعد الاستطلاع الجديد هذا -الذي شارك في إعداده 3 باحثين يعملون لدى المركز، هم: أليسون سبنسر وستيفاني روس وأليك تايسون- تحديثًا لمنشور سابق نشره في 3 يونيو/حزيران 2021، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول نصف البالغين في الولايات المتحدة، إنهم ليسوا ميّالين كثيرًا أو من غير المرجح على الإطلاق أن يفكروا في شراء سيارة كهربائية، في حين قال 13% آخرون، إنهم لا يخططون لشراء سيارة، وفقًا لما نشره مركز بيو للأبحاث (pewresearch.org).

وانخفضت حصة الجمهور المهتم بشراء سيارة كهربائية بمقدار 4 نقاط مئوية عن مايو/أيار 2022.

اعتماد السيارات الكهربائية في أميركا

طَوال العام الماضي (2022)، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى زيادة اعتماد السيارات الكهربائية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية لمشتري المركبات الكهربائية وحدود الانبعاثات لمصنعي السيارات.

من جهتها، تعمل شركات صناعة السيارات الكبرى على زيادة إنتاجها، وارتفعت حصة السيارات الكهربائية من جميع مبيعات السيارات الأميركية الجديدة بصورة حادة خلال العامين الماضيين، إلى 8.5%.

ويُعدّ الديمقراطيون والمستقلون ذوو الميول الديمقراطية، والبالغون الأصغر سنًا، والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية من بين أكثر من سيقولون إنهم سيفكرون على الأرجح في شراء سيارة كهربائية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المرجح أن يفكر 9% من البالغين في الولايات المتحدة الذين يمتلكون -حاليًا- سيارة هجينة أو كهربائية في شراء كهربائية لاحقًا.

وتقول غالبية هذه المجموعة (68%)، إن من المرجح جدًا أو إلى حد ما أن يفكروا في الأمر بجدية.

ومن بين أولئك الذين قد يفكرون في شراء سيارة كهربائية، يقول 7 من كل 10، إن مساعدة البيئة (72%) وتوفير المال على البنزين (70%) من الأسباب الرئيسة لذلك، وتشير نسبة صغيرة (12%) إلى مواكبة أحدث الاتجاهات في السيارات كونه سببًا رئيسًا.

توقعات البنية التحتية المستقبلية للسيارات الكهربائية

تتمثّل إحدى العقبات المحتملة التي تحول دون زيادة اعتماد السيارات الكهربائية في توفر محطات الشحن العامة، ويشحن معظم مالكي السيارات الكهربائية سياراتهم في المنزل حاليًا.

ويجد بعض الذين استعملوا أجهزة الشحن العامة، أنها غير موثوقة أو محدودة العدد.

وفي سبتمبر/أيلول 2022، خصصت إدارة بايدن 5 مليارات دولار لإنشاء شبكة من محطات شحن السيارات الكهربائية.

ويعرب الأميركيون عن ثقتهم المحدودة بأن البلاد ستبني البنية التحتية اللازمة لدعم أعداد كبيرة من المركبات الكهربائية على الطرق.

ويقول نحو 17%، إنهم واثقون تمامًا أو واثقون جدًا بحدوث ذلك، في حين أعرب 30% عن ثقتهم إلى حد ما، ويُعدّ 53% غير واثقين جدًا أو غير واثقين على الإطلاق.

ومن المرجح بصورة خاصة أن يشكك الجمهوريون والميّالون لهم في أن الولايات المتحدة ستبني محطات الشحن والبنية التحتية اللازمة لدعم السيارات الكهربائية؛ يقول 74% إنهم لا يثقون كثيرًا أو لا يثقون على الإطلاق بهذا الأمر، وبالمقارنة، يقول 34% من الديمقراطيين والميّالين لهم الشيء نفسه.

ويُعدّ الأميركيون الذين يثقون بأن البلاد ستبني البنية التحتية اللازمة أكثر ميْلًا من غيرهم للقول إنهم سيفكرون في شراء سيارة كهربائية.

ومن بين أولئك الذين يثقون تمامًا أو واثقون جدًا بأن الولايات المتحدة ستبني البنية التحتية اللازمة لدعم المركبات الكهربائية، قال 68% إن من المرجح إلى حد ما أن يفكروا في شراء سيارة كهربائية، وفقًا لما نشره مركز بيو للأبحاث (pewresearch.org).

وقال 19% فقط من أولئك الذين يُعدّون غير واثقين جدًا أو غير واثقين على الإطلاق من البنية التحتية المستقبلية للمركبة الكهربائية، إنهم على الأقل يرجحون إلى حد ما التفكير في شراء سيارة كهربائية.

آراء بشأن التخلص التدريجي من سيارات وشاحنات البنزين

يُعد تسريع التحوّل إلى السيارات الكهربائية جزءًا أساسيًا من أجندة الرئيس الأميركي، جو بايدن للمناخ.

واقترحت الإدارة الأميركية حدودًا جديدة للانبعاثات لشركات صناعة السيارات، من شأنها تقليل عدد السيارات والشاحنات التي تعمل بالبنزين التي يمكنهم بيعها.

وذهبت بعض الولايات إلى أبعد من ذلك، ووضعت خططًا لحظر مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035.

ورغم ذلك، فإن فكرة التخلص التدريجي من إنتاج السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035 تواجه معارضة عامة أكثر من التأييد، ويقول 6 من كل 10 أميركيين (59%) إنهم يعارضون ذلك، في حين يؤيده 40%.

على صعيد آخر، انخفضت نسبة الأميركيين الذين يفضّلون التخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالبنزين 7 نقاط منذ عام 2021، وانخفض الدعم بين الديمقراطيين والجمهوريين.

في الوقت الحالي، يفضّل غالبية الديمقراطيين (64%) التخلص التدريجي من إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، لكن 84% من الجمهوريين يعارضون ذلك.

وأبدى المؤيدون ردود أفعال عاطفية مختلفة لفكرة إنهاء إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين، وتقول أغلبية واضحة من الجمهوريين (73%) إنهم سيشعرون بالضيق حيال ذلك، لكن الآراء بين الديمقراطيين أكثر تباينًا.

وقال نحو 37% إنهم متحمسون للفكرة، في حين أبدى 43% موقفًا حياديًا، وأعرب 20% عن شعورهم بالضيق.

موضوعات متعلقة..

• حصة السيارات الكهربائية في أميركا تنتظر نموًا ملحوظًا بحلول 2050 (تقرير)
• إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا يتباطأ بسبب سلاسل توريد البطاريات
• مفاجأة.. بعض مالكي السيارات الكهربائية يعودون إلى مركبات البنزين

اقرأ أيضًا..

• طاقة الرياح.. كيف طوّرها الإنسان خلال 7 آلاف عام؟
• إنتاج النفط العراقي قد يتأثر بصفقة المقايضة مع الغاز الإيراني (تقرير)
• انهيار عائدات صادرات الوقود الأحفوري الروسي.. السعودية و5 دول عربية أبرز المستوردين
• صفقة الجزائر وتوتال الفرنسية تثير الجدل.. 5 خبراء يكشفون الأسباب