تحليل سهم طاقة عربية لـ6 خبراء.. هل فرصة استثمارية أم مجرد مضاربة؟
مي مجدي
بات تحليل سهم طاقة عربية من أكثر الموضوعات التي تشغل بال المتعاملين في البورصة المصرية -حاليًا-، بعدما أثار ضجة غير مسبوقة في اليوم الأول لطرح السهم.
وخلال يوم الأحد 9 يوليو/تموز (2023)، سجل السهم قفزة تاريخية بنحو 60 ألفًا بالمئة، ليصل سعره من 0.50 قرشًا (0.016 دولارًا) إلى نحو 500 جنيه مصري (16.3 دولارًا أميركيًا)، وإثر ذلك، قرر رئيس مجلس إدارة البورصة إلغاء جميع التعاملات عليه نهاية اليوم.
(الجنيه المصري = 0.032 دولارًا أميركيًا)
وأغلق سهم طاقة عربية، اليوم الثلاثاء 11 يوليو/تموز (2023)، منخفضًا 0.92% عند 20 جنيهًا، وكان أقلّ سعر تنفيذ 19.56 جنيهًا، بينما كان أعلى سعر تنفيذ 24 جنيهًا، في حين بلغ إجمالي كمية الأسهم المتداولة 922 ألفًا و276 سهمًا، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ووسط هذه التحركات المتباينة وتطلّع المتعاملين لتحليل سهم طاقة عربية، أوضح مجموعة من المحللين -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن التقلبات في سعر سهم طاقة عربية لا يعدّ فرصة استثمارية، لكن السهم سيحظى باهتمام كبير خلال المرحلة المقبلة.
سعر سهم طاقة عربية
أوضح خبير أسواق المال في مصر الدكتور محمد عبدالهادي أن قيمة السهم العادلة 8.9 جنيهًا، وفقًا لجميع الأبحاث التي درسته، ومن خلال تنفيذات يوم الأحد 9 يوليو/تموز التي أوصلته إلى 450 جنيهًا، وتنفيذات يوم الإثنين 10 يوليو/تموز إلى 20 جنيهًا، قائلًا: "ومن تاريخه، نلاحظ أن ما يحدث ارتفاعات غير مبررة".
وأضاف: "من حديث رئيس البورصة المصرية، يوم الأحد 9 يوليو/تموز (2023)، فقد أشار إلى خوفه على الأفراد، أي إن السعر مبالغ فيه، لذلك بالمنطق لا يعدّ السهم استثمارًا في ظل مضاعفة أرباح تتخطى 30%، ولكن التلاعب يمكن أن يُحدث عكس هذا الكلام".
وفي السياق نفسه، يرى مدير الاستثمار في إحدى شركات تداول الأوراق المالية، محمود عطا، أنه "قد يكون الحديث مبكرًا عمّا كانت فرصة استثمارية في هذا التوقيت، لا سيما بعد هذه الارتفاعات الكبيرة غير المبررة، والتي تحدث بأحجام تداول قليلة للغاية، لا تسمح بتحديد الرؤية الفنية للسهم".
وأشار، ضمن تحليل سهم طاقة عربية، إلى ضرورة توخّي الحذر من جانب صغار المستثمرين، قبل فتح مراكز شرائية لسهم طاقة عربية خلال المدة الحالية، لافتًا إلى أن حجم الارتفاع بنسبة 3900% محسوب على أساس القيمة الاسمية للسهم البالغة 0.50 قرشًا (0.016 دولارًا).
اهتمام غير مسبوق
على خلاف هذين الرأيين، قالت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس، إن الأداء القوي للسهم في سوق هابطة، على مدار العديد من الجلسات، يعطي فكرة صريحة بأنه سيحظى باهتمام غير مسبوق خلال المدة المقبلة، وسيحقق أرقامًا قياسية يوميًا.
وتوقعت أنه مع تحقيق سعر الإغلاق للسهم، سيجري التداول بداية من جلسة الثلاثاء والعودة للحدود السعرية، ليرتفع السهم ارتفاعات قانونية، يتوقف خلالها إذا ارتفع بنسبة 10%.
بدوره، توقّع مدير الاستثمار بإحدى شركات المال المصرية، حسام عيد، أن يشهد سعر سهم طاقة عربية هبوطًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع المقبل، وسط حالة من التصحيح السعري، وعمليات جني أرباح قوية قد تدفعه إلى مستوى 10 جنيهات (0.32 دولارًا)، ليمرّ بمرحلة تجميع على المدى المتوسط.
وبعد ذلك، وفق حسام عيد، سيعاود السهم الصعود مرة أخرى مدعومًا بالأخبار الإيجابية ونتائج أعمال الشركة ربع السنوية ومؤشراتها المالية، التي ستشير إلى إمكان توزيع الشركة أرباحًا سنوية للمساهمين.
وقال عيد -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن التحركات التي شهدها سهم طاقة عربية تدلّ على وجود رغبة قوية لدى المستثمرين للاستثمار في هذه المستويات السعرية المرتفعة، والمصاحبة لنسبة مخاطرة مرتفعة، بسبب المبالغة في القيمة السوقية للشركة.
وفي إطار تحليل سهم طاقة عربية، أشارت المحللة الفنية للأسواق بإحدى شركات التداول، أسماء أحمد، إلى أن السهم بوصفه سهمًا استثماريًا يعدّ جيدًا؛ نظرًا لأنه من الناحية الأساسية سهم واعد في قطاع يحظى باهتمام الدولة في الوقت الحالي، وفرص التوسع فيه مستقبلًا جيدة.
واستطردت موضحة: "أمّا من الناحية الفنية، يصعب تحديد مستويات سعرية متوقعة إلّا بعد مرور شهر على الأقلّ، حتى يمكن تحليله فنيًا".
عمليات مضاربة
في حين يرى الخبير والعضو المنتدب بإحدى شركات تداول الأوراق المالية، الدكتور سامح هلال، أن ما حدث لسعر سهم طاقة عربية لا يمتّ للاستثمار بصلة.
وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "الاستثمار يعني تحليلًا أساسيًا للشركة، وما حدث لسعر السهم ما هو إلّا عمليات مضاربة، لذلك لا أرشّحه الآن للاستثمار".
وأرجع هلال القفزة التاريخية في السهم خلال اليوم الأول للتداول إلى عدم التقيد بالحدود السعرية المعمول بها في البورصة المصرية، ما يؤثّر في اتجاه السهم سلبًا أو إيجابًا، دون التقيد بحدّ أقصى أو أدنى.
وأوضح أن إلغاء عمليات أسهم طاقة عربية يعدّ تدخلًا من الجهة الرقابية على السوق، ويوحي ذلك للمستثمر الأجنبي بعقبات البورصة المصرية.
وقال: "إن كانت البورصة ترى أن هناك تلاعبًا بالأسعار، فعليها اتخاذ السبيل لإثبات واقعة التلاعب، أمّا الإلغاء من أجل ارتفاع السعر، فهذا دون وجه حق، وينقل صورة غير إيجابية عن البورصة المصرية للمستثمرين الأجانب".
ضجة إعلامية
تعدّ شركة طاقة عربية -المؤسسة في مارس/آذار 2006- إحدى أكبر الشركات العاملة بمجال توزيع الطاقة وخدماتها المتكاملة في مصر، وتتنوع عملياتها بين نقل وتوزيع الغاز وتوليد وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى معالجة وتحلية المياه.
وقالت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس، إن أنشطة الشركة المتنوعة في مجال الطاقة تعدّ عامل جذب للمتعاملين، كما أن خطط الشركة المستقبلية والأسواق التي تنوي دخولها أعطت بُعدًا جديدًا للشركة وأرباحها المتوقعة.
ولفتت إلى أنه رغم اللغط الذي حدث في أول جلسة تداول، والتي تداول سهم طاقة عربية خلالها بين سعرين متباينين، وهما 50 جنيهًا (1.6 دولارًا) و500 جنيه (16.18 دولارًا)، وتحقيق نسبة ارتفاع فاقت 69 ألفًا في المئة، ورغم إلغاء البورصة عمليات التداول على السهم، فإنه صَنع ضجة إعلامية وجّهت اهتمام الرأي العام إليه لمتابعة أخباره.
وأشادت حنان رمسيس بالتغطية المتميزة من جانب منصة الطاقة المتخصصة لأخبار سهم طاقة عربية، والتي تصدّرت أشهر البرامج الإخبارية والتحليلية، التي استعانت بالمعلومات والتحليلات التي نشرتها المنصة، في تغطياتها اللحظية للسهم وأدائه.
موضوعات متعلقة..
- سهم طاقة عربية يقفز 3900%.. و7 خبراء يرسمون سيناريوهاته المستقبلية
- مصر تلغي التداول على سهم طاقة بعد ارتفاعه 60 ألفًا بالمئة.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- انخفاض عدد حفارات النفط والغاز في 4 دول عربية خلال يونيو
- وكالة الطاقة الدولية: سوق المعادن المهمة للتقنيات النظيفة تقفز إلى 320 مليار دولار
- 3 دول عربية بقائمة أبرز اكتشافات النفط والغاز عالميًا في النصف الأول من 2023