أسهم وشركاتأسهمالتقاريررئيسيةشركات

مصر تلغي التداول على سهم طاقة بعد ارتفاعه 60 ألفًا بالمئة.. ما القصة؟

سابقة تاريخية في البورصة المصرية والعالمية

أحمد بدر

مفاجآت عديدة حملها اليوم الأول لطرح سهم طاقة عربية بالبورصة المصرية، بدأت بقفزة تاريخية بنحو 60 ألفًا بالمئة، ليصل سعر السهم إلى قرب 500 جنيه (16.3 دولارًا أميركيًا)، ما أدى إلى إلغاء جميع التعاملات عليه بنهاية اليوم.

وأصدر رئيس مجلس إدارة البورصة، اليوم الأحد 9 يوليو/تموز (2023)، قرارًا بإلغاء جميع العمليات المنفّذة في السوق الرئيسة على الورقة المالية الخاصة بشركة الطاقة المطروحة في يومها الأول، وإلغاء جميع العروض والطلبات المسجلة عليها، وفق بيان للبورصة، حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

بالإضافة إلى ذلك، قرر مجلس إدارة البورصة تعديل سعر الفتح لسهم طاقة عربية، إلى جلسة غد الإثنين 10 يوليو/تموز (2023)، ليصبح 0.500 جنيهًا (0.016 دولارًا أميركيًا) للسهم الواحد.

سهم طاقة عربية

بعد إلغاء جميع العمليات المنفّذة على الورقة المالية الخاصة بشركة طاقة عربية، كشفت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس عدم وجود أيّ بيانات بموقع البورصة تخصّ أول شركة طاقة مطروحة في البورصة.

خبيرة أسواق المال في مصر حنان رمسيس
خبيرة أسواق المال في مصر حنان رمسيس

أوضحت حنان رمسيس أن خطوة إلغاء العمليات وتحديد سعر الفتح غدًا عند 0.5 جنيهًا (0.016 دولارًا) جاءت انطلاقًا من رؤية بأن القفزة التي حققها السهم اليوم تشوبها عمليات تدليس وعدم مصداقية، الأمر الذي خلق حالة من السخط لدى المتعاملين.

ولفتت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إلى أن المتداولين يرون أنه في حالة استمرار تداول سهم طاقة عربية على الأرقام التي وصلها اليوم، فإنها ستكون في متناول فئة معينة من المتعاملين، وليس في متناول الجميع، وهو ما يتنافى مع تحقيق الغرض الرئيس من الطرح، وهو "العمق واتّساع السوق".

ومن ثم، وفق حنان رمسيس، فإن عمليات الطرح اليوم الأحد كأن لم تكن، وسيعيد مسؤولو البورصة السعر إلى أصله، وهو نصف جنيه مصري فقط، والقيمة العادلة للسهم 8.90 جنيهًا (0.29 دولارًا)، لافتة إلى أن جلسة غد الإثنين ستشهد تطورات.

وقالت، إن نسبة 25% من حصة المؤسسين كان من المفترض بيعها في السوق خلال أولى جلسات التداول اليوم على أساس سعر العرض والطلب، وهو بداية السعر العادل 8.90 جنيهًا (0.29 دولارًا)، وليس بسعر 500 جنيه الذي بلغه السهم اليوم، وخلق حالة شديدة من الغضب لدى المتداولين الذين عَدُّوه "خداعًا".

لماذا ظهرت اتهامات بـ"الخداع"؟

عن أسباب الاتهامات المتعلقة بالتلاعب، قالت محللة أسواق المال في مصر حنان رمسيس، إن المصدر الرئيس للمبيعات هو المؤسسون، فلا أحد يملك أسهمًا في يده، ومن ثم فإن المؤسسين يفرحون بسعر 500 جنيه (16.3 دولارًا)، بينما المتداولون ينتظرون العروض.

جانب من المؤتمر الصحفي في البورصة المصرية لإعلان إلغاء عمليات سهم طاقة عربية
جانب من المؤتمر الصحفي في البورصة المصرية لإعلان تداول سهم طاقة عربية

ولفتت حنان رمسيس إلى أن العروض على سهم طاقة عربية في البورصة المصرية كانت على أسعار عالية جدًا، تراوحت بين 380 جنيهًا (12.4 دولارًا) و500 جنيه (16.3 دولارًا)، ولم تكن هناك عروض أقلّ من هذه المستويات.

وأضافت: "كان الأجدر بهم أن يحسنوا التصرف، ويتركوا سهم طاقة عربية يصعد بشكل عادي، لا سيما أنّ أسهم الطاقة من الأحصنة الرابحة في الأسواق الإقليمية، فنحن قد رأينا من قبل أن نهضة السوق السعودية كانت قائمة على أرامكو وسابك ولوبريف وكل أسهم الطاقة".

وتابعت: "المسؤولون عن سهم طاقة عربية في مصر لم يتمكنوا من استغلال الفرصة على الوجه الأمثل، لا سيما أن التداول في اليوم التالي لن يحظى بثقة من جانب المتداولين في السهم، وسيكون هناك عزوف عن التداول عليه، مما قد يؤدي إلى فشل طرحه".

وأشارت إلى أن الأسواق ستكون غدًا الإثنين 10 يوليو/تموز 2023 في انتظار الطرح من جديد، لمعرفة ما ستكون عليه عمليات الطرح والأسعار، لا سيما أنه من غير المنطقي أن يكون سهم متداولًا اليوم عند 500 جنيه (16.3 دولارًا)، يُتداول غدًا عند 8.90 جنيهًا (0.29 دولارًا).

أرقام غير حقيقية أو مبررة

من جانبه، قال مدير الاستثمار في شركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية محمود عطا، إن إعلان البورصة في مصر، اليوم الأحد، إلغاء العمليات المنفّذة على شركة طاقة عربية في أول أيام الطرح يرجع إلى السعر غير المبرر.

وأوضح عطا، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن العمليات المنفّذة تسبّبت في إرباك حركة التداول داخل السوق المصرية، وصعدت بالقيمة السوقية في البورصة بأرقام غير حقيقية، وهو ما تسبَّب في قرار مجلس إدارة البورصة، الذي يعدّ قرارًا إيجابيًا.

مدير الاستثمار في شركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية محمود عطا
مدير الاستثمار في شركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية محمود عطا

وكان الخبير محمود عطا قد صرّح، قبل إعلان إلغاء العمليات المنفّذة على سهم طاقة عربية، بأن صعود سهم طاقة عربية مع بداية الطرح بنسبة قاربت 60 ألفًا بالمئة، وإغلاقه قرب مستوى 500 جنيه، يعدّ أمرًا استثنائيًا لن يتكرر في أيّ جلسات قادمة.

ورأى عطا أن تنفيذ صفقة من الحجم الكبير على أسهم طاقة عربية، لنحو 414 مليون سهم، بسعر 8.91 جنيهًا (0.29 دولارًا)، وهي القيمة العادلة للسهم، بداية إيجابية للسير قُدمًا ببرنامج الطروحات، إلّا أنه أشار إلى حدوث حالة الارتباك، التي أدت لاحقًا إلى إلغاء العمليات المنفّذة.

وأعلن مجلس إدارة البورصة المصرية أن جميع العمليات المنفّذة على أسهم شركة طاقة عربية قد أُلغيت، إذ وافقت البورصة على طلبات قدّمتها شركة هيرميس للسمسرة وبعض شركات الوساطة المالية لإلغاء العمليات، بسبب "تنفيذها عن طريق الخطأ"، وفق بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وقال البيان، إن نحو 75 صفقة نُفِّذت بطريق الخطأ من بعض المستثمرين الأفراد، بقيمة تناهز 395 ألف جنيه (12 ألفًا و792 دولارًا) على أسهم شركة طاقة عربية في أول أيام تداول السهم في البورصة، لافتًا إلى أن حجم التنفيذ على أسهم الشركة خلال أولى جلسات التداول اقتصر على صفقة وحيدة كبيرة الحجم، بقيمة تجاوزت 3.6 مليار جنيه مصري (116 مليونًا و595 ألف دولار أميركي).

من جانبه، يرى مدير الاستثمار بإحدى شركات تداول الأوراق المالية في مصر، حسام عيد، أن إلغاء العمليات المنفّذة على سهم شركة طاقة عربية، بعد إجراء 75 صفقة بطريق الخطأ، يشير إلى وجود بعض السلبيات التي ما زالت موجودة، ولكن جرى تداركها سريعًا.

مدير الاستثمار بإحدى شركات تداول الأوراق المالية في مصر، حسام عيد
مدير الاستثمار بإحدى شركات تداول الأوراق المالية في مصر، حسام عيد

ولفت حسام عيد، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن عمليات الفحص جرت بسرعة شديدة، وهو ما أدى لإصدار قرار إلغاء العمليات المنفذة، وإعادة الطرح من جديد غدًا، مشيرًا إلى ضرورة زيادة دور القائمين على إدارة سوق المال المصرية في تشديد الرقابة.

وأشار إلى أن هناك أهمية لهذه الخطوة، خاصة مع اقتراب بدء تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية الجديدة في البورصة المصرية، إذ لن تكون هناك أيّ احتمالات لحدوث وتكرار مثل هذه الظاهرة، وذلك لأهميته القصوى للاقتصاد المصري.

التداول على أسهم طاقة عربية

كشفت معلومات مسرّبة أن المرحلة الأولى مع بدء التداول على أسهم شركة طاقة عربية (خلال الأسبوع الأول) تشمل فقط إعادة هيكلة من خلال عمليات نقل ملكية من المساهم الرئيس "سيلفرسترون كابيتال" لبعض المساهمين الحاليين بالشركة، لتصبح مساهماتهم مباشرة، بعدما كانت غير مباشرة، أي لن يكون هناك تداول حرّ على أسهم الشركة خلال الأسبوع الأول.

وتشمل المرحلة الثانية، وفق التسريبات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة من داخل شركة "طاقة عربية"، تسويات مع البنوك، ولكنها ما زالت في مرحلة التفاوض، مع جدول زمني لم يُحدَّد بعد، فإذا تمّت هذه المرحلة، ستُنقل ملكية باقي أسهم المساهم الرئيس "سيلفرسترون كابيتال" للبنوك المصرية الدائنة، وحينها لن تكون هناك ملكية لشركة سيلفرسترون كابيتال في طاقة عربية.

بينما المرحلة الأخيرة هي الطرح المستقبلي المحتمل في البورصة المصرية، والذي سينتج عنه بيع أسهم للتداول الحر (لم يحدَّد بعد) ولكنْ حظي بموافقة الجمعية العامة غير العادية للشركة بتاريخ 22 مارس/آذار 2023، مبدئيًا، على أن تُحدَّد طبيعة وحجم الطرح لاحقًا.

جانب من المؤتمر الصحفي في البورصة المصرية لإعلان تداول سهم طاقة عربية
جانب من المؤتمر الصحفي في البورصة المصرية لإعلان تداول سهم طاقة عربية

بدورها، قالت مصادر مطّلعة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، إن إدارة البورصة ستسمح بتداول سهم طاقة عربية، غدًا الإثنين، دون التقيد بحدود سعرية للمرة الثانية، مع عَدِّ جلسة تعاملات اليوم كأنها لم تكن، وهي المرة الأولى -تقريبًا- في تاريخ البورصة، التي يُسمح فيها بتداول سهم واحد بجلستين متتاليتين، دون التقيد بحدود سعرية.

وبدأت البورصة المصرية، اليوم الأحد 9 يوليو/تموز 2023، التداول على أسهم شركة طاقة عربية، وذلك عن طريق بيع الشركة أسهمها إلى المستثمرين من خلال الطرح المباشر، بدلًا من العمل على الإجراءات التقليدية للاكتتاب العام.

وبدأ التداول على سهم طاقة عربية في مصر بقيمة اسمية قدرها 50 قرشًا للسهم الواحد، في حين بلغت القيمة العادلة لأسهم الشركة 8.90 جنيهًا (0.29 دولارًا) للسهم الواحد، ما يُقدِّر قيمة الشركة بـ 12 مليار جنيه (393 مليون دولار).

وكانت البورصة المصرية قد أعلنت، يوم الخميس 6 يوليو/تموز، التداول على السهم دون التقيد بحدود سعرية أو آليات الإيقاف المؤقت المعمول بها، خلال جلسة التداول الأولى فقط، على أن يجري التداول على الورقة المالية بدءًا من الجلسة التالية، وفق الآليات المعمول بها بالسوق.

يشار إلى أن شركة طاقة عربية واحدة من كبريات الشركات العاملة في مجال توزيع الطاقة وخدماتها المتكاملة في مصر، إذ تتنوع عملياتها بين نقل وتوزيع الغاز وتوليد وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة، بجانب خدمات معالجة وتحلية المياه، وقد تأسست في مارس/آذار 2006.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق