أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم 2022.. دولتان تستحوذان على 77% (إنفوغرافيك)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- إجمالي إنتاج الليثيوم عالميًا بلغ 130 ألف طن عام 2022
- الصين في المركز الثالث بـ19 ألف طن رغم سيطرتها العالمية
- زيمبابوي تظهر على خريطة الكبار في المركز السادس عالميًا
- بوليفيا أكبر دولة من حيث حجم احتياطيات الليثيوم وأميركا الثالثة
- الولايات المتحدة كانت أكبر منتج للّيثيوم في العالم عام 1995
تحظى أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم باهتمام بالغ من قبل مصنّعي البطاريات والسيارات الكهربائية، إلى جانب الفاعلين في صناعات الطاقة المتجددة المعتمدة على هذا المعدن الأرضي النادر بصورة كبيرة.
وتصدّرت أستراليا وتشيلي قائمة أكبر المنتجين لمعدن اللّيثيوم خلال العام الماضي (2022)، في حين جاءت الصين المستحوذة على سلاسل التوريد العالمية في المرتبة الثالثة، وفقًا لتقرير نشره موقع فيجوال كابيتالست، اعتمادًا على بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وجاءت أستراليا في المركز الأول بقائمة أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم، بحجم إنتاج بلغ 61 ألف طن، ما يعادل 46.9% من إجمالي الإمدادات العالمية خلال العام الماضي.
بينما جاءت تشيلي في المركز الثاني- حسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- بإنتاج 39 ألف طن، ما يعادل 30%، لتستحوذ الدولتان (أستراليا وتشيلي) على 77% من إجمالي الإنتاج العالمي البالغ 130 ألف طن في 2022.
إنتاج الليثيوم في الصين يستحوذ على 14.6%
احتلّت الصين المركز الثالث في قائمة أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم، بنحو 19 ألف طن، ما يعادل 14.6% من الإنتاج العالمي، رغم استحواذها على سلاسل توريد المعدن العالمية بصورة غير مباشرة.
وحلّت الأرجنتين في المركز الرابع، بحجم إنتاج بلغ 6 آلاف و200 طن، ما يعادل 4.8% من الإنتاج العالمي، تليها البرازيل خامسًا بإنتاج 2200 طن، ما يعادل 1.7%، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
بينما جاءت زيمبابوي في المركز السادس بقائمة أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم، بحجم إنتاج بلغ 800 طن، ما يعادل 0.6% من الإنتاج العالمي، تليها البرتغال بـ600 طن (0.5%).
كما جاءت كندا في المركز الثامن بنحو 500 طن (0.4%)، في حين بلغ إجمالي إنتاج بقية دول العالم مجتمعة 700 طن خلال عام 2022، ما يعادل (0.5%).
احتياطيات الليثيوم في بوليفيا الأكبر عالميًا
يختلف ترتيب أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم عن قائمة الأكثر امتلاكًا للاحتياطيات، إذ تتربع بوليفيا على عرش القائمة باحتياطيات مؤكدة تصل إلى 21 مليون طن متري بنهاية عام 2022، رغم عدم ظهورها في قائمة أكبر المنتجين.
بينما تستحوذ الأرجنتين على ثاني أكبر احتياطي عالمي بـ20 مليون طن متري، يليها الولايات المتحدة بـ12 مليون طن، رغم عدم ظهور الأخيرة بقائمة أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم عام 2022.
بينما تبلغ احتياطيات تشيلي قرابة 11 مليون طن، تليها أستراليا والصين بنحو 7.9 و6.8 مليون طن على التوالي، وفقًا لتفاصيل اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
يوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- قائمة أكبر دول العالم من حيث احتياطيات الليثيوم:
ويتزايد الطلب العالمي على معدن الليثيوم، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية والتقنيات النظيفة المعتمدة على بطاريات الليثيوم أيون، لكن حجم المعروض العالمي ما زال أقلّ من طفرة الطلب الحالي والمتوقع.
وتمثّل البطاريات 85% من إجمالي الطلب العالمي على الليثيوم حاليًا، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث الطاقة العالمية وود ماكنزي.
وأدى انتعاش مبيعات السيارات الكهربائية خلال العاميين الماضيين إلى زيادة الطلب على البطاريات، ما دفع أسعار الليثيوم إلى مستويات قياسية تجاوزت 70 ألف دولار للطن في 2022، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبلغت قيمة سوق بطاريات الليثيوم أيون العالمية قرابة 52 مليار دولار خلال عام 2022، ويُتوقع ارتفاعها إلى 194 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يرجّح زيادة الاستثمارات بأكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم خلال السنوات المقبلة.
طرق استخراج الليثيوم في العالم
تختلف طرق الاستخراج بين أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم، إذ تعتمد تشيلي والأرجنتين والصين وكبار المنتجين الآخرين على استخلاصه من المحاليل الملحية، في حين تعتمد أستراليا على استخراجه من تكسير مناجم الصخور الصلبة، وخاصة أحجار الإسبودومين.
ورغم صعوبة عمليات الاستخراج بتكسير الصخور، فإن أحجار الإسبودومين تحتوى على تركيزات أعلى من الليثيوم بجودة أكبر، وسرعة أعلى في عملية المعالجة والتكرير إلى هيدروكسيد الليثيوم أو كربونات الليثيوم.
على الجانب الآخر، تتمتع طريقة استخراج الليثيوم من المحاليل الملحية لخزانات المياه الجوفية، بمميزات انخفاض تكاليف الإنتاج إلى جانب تأثيرات بيئية أقلّ، مقارنة بطريقة تكسير الصخور، التي تؤدي إلى تدمير مساحات كبيرة من الأراضي، فضلًا عن إطلاق انبعاثات أكبر لكل طن مستخرج من الليثيوم.
ورغم ذلك، لم تسلم طريقة الخزانات الجوفية من الانتقادات البيئية لاستهلاكها كميات كبيرة من المياه في مناطق يغلب عليها شحّ المياه، ما يؤثّر في الأنظمة البيئية والمعيشية للمجتمعات المحلية المحيطة بمواقع الاستكشاف والإنتاج.
الولايات المتحدة كانت أكبر منتج في 1995
شهدت أسواق الليثيوم العالمية تحولات تاريخية مثيرة منذ التسعينيات وحتى الآن، لتنتقل الصدارة من الولايات المتحدة أكبر المنتجين في عام 1995، بما يعادل ثلث الإنتاج العالمي وقتها، إلى دول أخرى أصغر منها بكثير مثل تشيلي، ثاني أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم بنهاية 2022.
وشهدت عمليات استكشاف الليثيوم طفرة كبيرة في تشيلي خلال العقود الماضية، لا سيما في منطقة سالار دي أتاكاما، أحد أغنى رواسب الليثيوم المالحة في العالم.
كما ارتفع إنتاج المعدن النادر في أستراليا تدريجيًا منذ التسعينيات، إلى أن أصبحت الأولى في قائمة أكبر الدول المنتجة للّيثيوم في العالم، مستحوذة على 47% من الإنتاج العالمي في عام 2022، وفقًا لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
أمّا الصين، فقد سعت خلف مناجم الليثيوم ومنابعه في كل قارات العالم منذ عقود، ولم تكتفِ بتطوير قدراتها في استكشاف المناجم المحلية عبر إقليمها الجغرافي الشاسع (9.6 مليون كيلومتر)، ما مكّنها من الوصول إلى معدل سيطرة واسع على سلاسل التوريد العالمية الحالية للمعدن بصورة أثارت قلق الولايات المتحدة وأوروبا.
من يتحكم في معالجة الليثيوم؟
استحوذت الصين خلال العقد الماضي على أصول ليثيوم تُقدَّر بـ5.6 مليار دولار في تشيلي وكندا وأستراليا، كما تستضيف 60% من قدرات تكرير الليثيوم العالمية من فئة البطاريات -حاليًا-، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ولا تستعمل صناعة البطاريات كل أنواع الليثيوم المعروضة في الأسواق العالمية، بل تركّز على نوع معين من الليثيوم عالي الجودة "الليثيوم فئة البطارية"، وهو نوع تتميز مصافي التكرير الصينية بالقدرة على تكريره خلافًا لمصافي التكرير حديثة النشأة في العالم.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أسعار الليثيوم منذ 2010 حتى الصعود الصاروخي في 2022:
ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الليثيوم بحلول 2030، لمواكبة طفرة الطلب في صناعة المركبات الكهربائية، ما يرجّح توسّع أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم لمواكبة هذا النمو المتوقع بحلول نهاية العقد.
وبلغ إنتاج مكافئ كربونات الليثيوم العالمي قرابة 540 ألف طن في عام 2021، ومن المتوقع ارتفاعه إلى 1.5 مليون طن بحلول 2025، قبل وصوله إلى 3.3 مليون طن بحلول 2030، وفقًا لتقديرات شركة أبحاث الطاقة "ماكنزي".
وتتطلب سيناريوهات انتقال الطاقة السريع في العالم انخفاضَ أسعار الليثيوم إلى ما يتراوح بين 15 و20 ألف دولار للطن بحلول 2030، حتى تكون السيارات الكهربائية في متناول المستهلكين من حيث الأسعار.
موضوعات متعلقة..
- صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.. هل يمكنها التحرر من قبضة الصين الممتدة؟ (تقرير)
- 6 عوامل رئيسة تحدد مستقبل سوق الليثيوم العالمية (تقرير)
- الليثيوم في المغرب يجذب أنظار ثاني أكبر مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية
- تطوير بطارية مائية للسيارات الكهربائية.. هل تحل محل الليثيوم أيون؟
اقرأ أيضًا...
- كيف يؤثر مخزون النفط الإستراتيجي للدول المستهلكة في الأسعار؟ أنس الحجي يجيب
- العراق يعلن توقيع مذكرة إعلان تأسيس أوبك في بغداد لعام 2023
- حقول النفط في جنوب السودان تعزّز عمليات الحفر بدعم صيني