رئيسية أخبار الطاقة المتجددة أخبار الكهرباء أخبار الهيدروجين طاقة متجددة كهرباء هيدروجين

الأردن يدعو إلى ربط العالم بشبكة كهرباء واحدة لتبادل الطاقة النظيفة

2023-06-22

0 953

الطاقة المتجددة في الأردن — الأمين العام المساعد في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس حسن الحياري خلال مشاركته في اجتماع لجنة الطاقة في الإسكوا

دعا الأردن إلى ربط العالم بشبكة كهرباء واحدة من أجل تسهيل تبادل الطاقة النظيفة بين الدول، وتحقيق التكامل؛ بما يدعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.

وأكد الأمين العام المساعد في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس حسن الحياري، أن ربط دول العالم بشبكة كهربائية واحدة يسهل نقل الطاقة الخضراء من الدول التي تتميز بقدرة مرتفعة على إنتاج الطاقات النظيفة إلى الدول التي تتطلع لهذه الطاقة؛ ما يخفض التكلفة ويعمم الفائدة على الجميع.

وقال الحياري، خلال مشاركته في فعاليات اجتماع لجنة الطاقة في الدورة الـ14 التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) المنعقدة في بيروت، إن التحول للطاقة الخضراء أصبح أمرًا واقعًا يلامس حياتنا اليومية، مدعومًا بالتوجهات العالمية، وأهمها نتائج وتوصيات قمة المناخ كوب 27، التي دعت لمضاعفة الالتزامات الدولية لتخفيض الانبعاثات باستعمال جميع السبل المتاحة وعلى رأسها الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة.

وشدد الحياري على أن تحقيق تعهدات خفض الانبعاثات يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الدول العالم، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال شبكة كهرباء واحدة لربط جميع الدول.

التحديث الاقتصادي في الأردن

عرض الحياري دور الأردن في مواكبة التحولات العالمية، مشيرًا إلى إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي في يونيو/حزيران 2022؛ إذ استهدفت رفع ترتيب الأردن بصورة ملموسة في مؤشرات الازدهار ومؤشرات التنافسية والاقتصادية العالمية، وتحسين رضا المواطنين عن مستوى معيشتهم.

وأوضح أن عناصر الرؤية تقوم على ركيزتين؛ الأولى حول رفع مستويات النمو المستدام والشامل، من خلال إطلاق كامل الإمكانات الاقتصادية للمملكة، والثانية حول المجتمع، مستهدفةً النهوض بنوعية الحياة للمواطنين لضمان مستقبل أفضل، وتتشارك الركيزتان بخاصية الاستدامة.

وقال إن الرؤية شملت محركات نمو الاقتصاد الوطني الثمانية، التي بنيت الرؤية على أساسها، كما شملت الصناعات عالية القيمة والخدمات المستقبلية والأردن بوصفه وجهة عالمية والريادة والإبداع ونوعية الحياة والبيئة المستدامة والاستثمار، بالإضافة إلى الموارد المستدامة التي يأتي قطاع الطاقة بشكل أساسي ضمن محاورها.

الطاقة المتجددة في الأردن

أكد الحياري أن التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة يُعَد ضمن سلم أولويات رؤية التحديث الاقتصادي؛ إذ تتبنى الرؤية ضرورة وضع خريطة طريق لتحول الطاقة إلى الطاقة المتجددة والبديلة، وتطوير محطات الطاقة والكهرباء، وتعزيز الربط مع دول الإقليم، وسن لوائح وسياسات قطاع الطاقة الجديد لتلائم المستقبل، واستحداث حوافز لخفض التكاليف.

وعرض الحياري أبرز الإنجازات التي حققها الأردن تنفيذًا للتوصيات الصادرة عن لجنة الطاقة في دورتها الـ13، قائلًا: "في مجال الطاقة المتجددة، تُنفّذ وزارة الطاقة والثروة المعدنية حاليًا حزمة من المشروعات التي من شأنها أن تجعل من الأردن مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة النظيفة، سواء على شكل كهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أو على شكل الهيدروجين الأخضر".

وأضاف أن الاستطاعات المركّبة في الأردن من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء وصلت إلى نحو 2.6 غيغاواط، وأسهمت بإنتاج ما يقارب 27% من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في المملكة بنهاية عام 2022.

وبيّن أن مساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة لم تكُن تتعدى 1% حتى عام 2014، وازدادت تدريجيًا حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

ونتيجة لهذا الإنجاز فقد حقق الأردن، وفقًا لتقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل لعام 2022 المعد من قِبل المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، المرتبة الأولى على مستوى الإقليم في نسبة الاستطاعة المركّبة لمصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، دون احتساب الطاقة الهيدرومائية.

وقال إننا مستمرون ببذل الجهود؛ أملًا في زيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 50%، موضحًا أن وزارة الطاقة حاليًا تراجع الإستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة؛ لتحقيق المستهدف الجديد والعمل على دعم مشروعات التحول نحو النقل الكهربائي وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت السير في الخطوات المطلوبة فنيًا وتشريعيًا وإستراتيجيًا في هذا المجال، على أن يتم ذلك مع الأخذ في الاعتبار تدعيم الشبكة الكهربائية وتعزيز استقرارها من خلال التحول نحو الشبكات الذكية وإنشاء مشروعات لتخزين الكهرباء وتنفيذ وتوسعة مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار والعالم.

توصيل الكهرباء

أوضح العياري، حول إنجازات الأردن في مجال تنفيذ إيصال التيار الكهربائي للمستهلكين، أن نسـبة التغطية الكهربائية في المملكة وصلت إلى 99.9% من السكان؛ إذ يُعَد الأردن في مصاف دول المنطقة القليلة التي حققت نسبًا عالية في التغطية الكهربائية.

وقال إن العمل ما زال مستمرًا في إيصال التيار الكهربائي على حساب مشروع فلس الريف للمستفيدين حسب الشرائح المعتمدة من الشبكات الكهربائية القائمة داخل حدود التنظيم وخارجه منذ عام 1992 حتى نهاية عام 2022؛ إذ بلغ عدد المستفيدين 906499 مستفيدًا، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 202 مليون دينار (284.55 مليون دولار).

وأضاف أن العمل جارٍ حاليًا على تنفيذ العديد من مشروعات تركيب أنظمة الطاقة الشمسية سواء المرتبطة وغير المرتبطة مع الشبكات الكهربائية لمنازل الأسر العفيفة الفردية للمنتفعين من صندوق المعونة الوطنية ومشروعات الطاقة الشمسية غير المرتبطة مع الشبكات الكهربائية لضخ المياه من الآبار الارتوازية البعيدة عن الشبكات الكهربائية القائمة وعلى حساب فلس الريف، وبلغ عدد المواقع المستفيدة من المشروعين حتى الآن 186 موقعًا.

وأشار إلى أنه تم البدء في عام 2019 بالعمل على مشروع لاستبدال 410 آلاف وحدة إنارة للشوارع موفرة للطاقة، من خلال طرح وإحالة 4 عطاءات في مختلف مناطق المملكة، بتكلفة إجمالية مقدارها نحو 65 مليونًا و164 ألف دينار (92 مليون دولار)، مناصفةً بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية ووزارة الإدارة المحلية.

الهيدروجين الأخضر في الأردن

قال العياري إن إنتاج الهيدروجين الأخضر أصبح ضروريًا لوقف التغييرات المناخية ووضع حد لتدهور حالة البيئة؛ حيث يمكن اعتباره منقذًا لكوكب الأرض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد واختلال الطقس المعتاد وزيادة التقلبات والأعاصير بسبب كثرة الانبعاثات الكربونية.

وعرض الإجراءات الأردنية الخاصة بإسناد الجهد الرسمي لجعل الأردن مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة الخضراء واستغلال المزايا النسبية للأردن من توافر الأراضي اللازمة لإنتاج حجم هائل من الكهرباء من الطاقات المتجددة وموقعها الجغرافي الذي يمكّنها من تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى جميع أنحاء العالم.

وعن هذه الإجراءات قال إنها تشمل إعداد إستراتيجية للهيدروجين الأخضر ومن المتوقع اعتمادها والإعلان عنها خلال الربع الثالث من هذا العام، في إطار توجه المملكة للتوسع في مصادر الطاقة النظيفة وتعزيز مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي.

وأوضح العياري أن صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة تأسس في عام 2012 في وزارة الطاقة والثروة المعدنية؛ لتوفير التمويل اللازم لتدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، بحيث يصمم ويدعم نوافذ وآليات تمويلية تدعم مستخدمي الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..