رئيسيةأخبار النفطأخبار منوعةمنوعاتنفط

إنتاج النفط من البلاستيك على رأس إستراتيجية الاقتصاد الدائري في كوريا الجنوبية

وضعت حكومة كوريا الجنوبية إنتاج النفط من البلاستيك على رأس خطة إستراتيجية لتطبيق الاقتصاد الدائري بما يعود بالنفع في البلاد، ويقلل من حجم وارداتها ويسهم في خفض الانبعاثات.

وقالت الحكومة اليوم الأربعاء 21 يونيو/حزيران (2023)، إن كوريا الجنوبية ستدفع باتجاه "اقتصاد دائري" للموارد الرئيسة، مع التركيز على إعادة التدوير في الصناعات الرئيسة، مثل الصلب والبتروكيماويات والبطاريات، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية.

بموجب الخطة، ستدعم الحكومة جهود إنتاج النفط من البلاستيك من خلال خلال استعمال النفايات البلاستيكية وتجديد السياسات ذات الصلة، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

خلال السنوات الأخيرة، ظهر العديد من التجارب لإعادة البلاستيك مرة أخرى إلى أصله المصنوع منه (النفط)، من خلال إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائيًا لتكون بديلًا حيويًا لطرق إعادة التدوير التقليدية في العقود المقبلة.

كيفية إعادة إنتاج النفط من البلاستيك

يرى خبراء الصناعة أن إعادة تدوير النفايات البلاستيكية ببعض الطرق الكيميائية المبتكرة القادرة على صهر جميع النفايات وإعادة تحويلها مرة أخرى إلى مشتقات سائلة تشبه النفط، الذي أنتجت منه بصورة غير مباشرة، يمكن أن تقدّم حلًا فريدًا للأزمة.

وينتَج 90% من البلاستيك في العالم من 14 مادة كيميائية أولية، مثل البولي بروبيلين والبولي إيثيلين، وهي مواد مستخلصة من النفط عبر مصانع البتروكيماويات المتركّزة في الدول المنتجة للنفط والغاز بصورة أساسية.

وأكدت شركة الأبحاث وود ماكنزي في تقرير سابق لها أن تقنيات إعادة التدوير الكيميائي البديل التقني الأقرب لبناء اقتصاد دائري لنفايات البلاستيك من أجل خفض الانبعاثات وتقليل الطلب على النفط الخام.

تستهلك صناعة البلاستيك قرابة 300 مليون طن من المواد الكيميائية الأولية المستخلصة من النفط سنويًا، ويمكن لتقنيات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بالطرق الكيميائية -ولا سيما تقنية الانحلال الحراري- أن تؤثّر بصورة كبيرة في الطلب العالمي على المواد الأولية.

وتنتهي عملية الانحلال الحراري بإعادة تحويل نفايات البلاستيك إلى وقود حيوي، يُسمى زيت الانحلال الحراري (pyrolysis oil) -بصورة أساسية وقود الديزل وزيت الوقود-، ومع التقدم في تقنية الانحلال الحراري، إلى جانب فهم أكبر لنوع المخلّفات المستعملة، يُستَعمل هذا الوقود مادة وسيطة لإنتاج الأوليفينات، وهي مجموعة من المواد البتروكيماوية الرئيسة المستعملة في صناعة منتجات البلاستيك والمطاط الاصطناعي.

مجسم من النفايات
مجسم من النفايات - أرشيفية

الاقتصاد الدائري في كوريا الجنوبية

ستركّز كوريا الجنوبية، في إطار مشروع "سي إي9"، على السعي لتحقيق نمو مستدام في 9 قطاعات، وهي البتروكيماويات والصلب والمعادن غير الحديدية والبطاريات والإلكترونيات والأقمشة والسيارات والآلات والأسمنت، وفقًا لوزارة التجارة والصناعة والطاقة.

يركّز المشروع الجديد على كفاءة استعمال الموارد وإعادة التدوير، بعكس نهج "الاقتصاد الخطي" التقليدي في جمع المواد الخام واستهلاكها والتخلص منها.

وقالت وزارة الصناعة: "مع المخاطر الجيوسياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية الجارية وتشديد ضوابط التصدير من قبل المورّدين الرؤساء، تتصاعد المنافسة العالمية لتأمين الموارد، أيضًا بسبب عدم الوضوح في العرض والأسعار".

وأضافت: "بما أن كوريا الجنوبية هي اقتصاد موجّه للتصدير وله سوق محلية صغيرة، فإنها بحاجة إلى تجاوز حدودها في تأمين الموارد المستعملة".

على سبيل المثال، ستدعم كوريا الجنوبية تطوير تقنيات لجمع الليثيوم والنيكل من بطاريات السيارات الكهربائية المستعملة.

وأضافت وزارة الصناعة أن الجهود ضرورية بالنظر إلى أن سوق الاقتصاد الدائري العالمية، إذ من المتوقع أن تصل إلى 4.5 تريليونات دولار أميركي بحلول عام 2030.

إعادة تدوير النفايات

قال وزير المالية تشو كيونغ هو، خلال اجتماع مع الوزراء المعنيين بالاقتصاد: إن "الاقتصاد الدائري، الذي يركّز على إعادة تدوير النفايات، برز أسلوبًا حاسمًا لتحقيق الحياد الكربوني ونموذجًا جديدًا للنمو".

وأضاف تشو: "لتحقيق هذه الغاية، ستبذل الحكومة جهودًا لتسريع تنفيذ الاقتصاد الدائري في الصناعات الكورية الجنوبية وتسخيره بصفته محرك نمو جديدًا"، حسبما ذكرت وكالة يونهاب الكورية.

وتهدف كوريا الجنوبية إلى تعزيز التعاون التكنولوجي الأقوى بين التكتلات والشركات الصغيرة، وتعزيز استثماراتها المشتركة في مرافق المعالجة لبناء سلسلة التوريد للموارد المعاد تدويرها.

وأعلنت الحكومة خططًا لجذب استثمارات خاصة مجمّعة بقيمة 5 تريليونات وون (3.88 مليارات دولار أمريكي) حتى عام 2027، في القطاع الزراعي، لتعزيز قدرتها التنافسية.

وقالت وزارة الزراعة، إن الزراعة الذكية والحلول الغذائية التي تسخّر التقنيات المتطورة، بما في ذلك اتصالات المعلومات والذكاء الاصطناعي، تشير لإمكانات نمو عالية للصناعة.

نفايات بلاستيكية
عامل يحمل كومة من النفايات البلاستيكية- أرشيفية

دعم الشركات

وتعهدت الحكومة بتشجيع الاستثمار بنحو 700 مليار وون (540 مليون دولار) بحلول عام 2027 لدعم الشركات الناشئة في المجالات التي تستعمل أحدث التقنيات العلمية، بما في ذلك الاندماج النووي.

وقالت وزارة العلوم، إن عدد الشركات الناشئة التي تركّز على مشروعات البحث والتطوير، والتي بلغ مجموعها 2879 في عام 2022، من المتوقع أن يرتفع إلى 5500 بحلول عام 2027، في إطار الهدف المحدد.

وأضافت أنه في حين إن 75% من هذه الشركات الناشئة استمرت لمدة 5 سنوات على الأقلّ في عام 2020، فمن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 85% في عام 2027.

وقال تشو: "ما تزال هناك شكوك تحيط بالاقتصاد الكوري الجنوبي، بما في ذلك المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، إلى جانب تقلّب أسعار الطاقة العالمية".

وأضاف أنه "مع بذل جميع الجهود لتنشيط الصادرات والاستثمار، فإن الحكومة ملتزمة بمواصلة تعزيز القدرة التنافسية التصديرية لصناعاتنا وبناء بيئة صديقة للأعمال".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق