غازأخبار الغازأنسيات الطاقةرئيسية

العراق يسدد 2.76 مليار دولار من مستحقات الغاز الإيراني

في بادرة إيجابية لحل أزمة الطاقة بالبلد العربي

محمد عبد السند

أخيرًا وبعد طول انتظار أفرج العراق، اليوم السبت 10 يونيو/حزيران 2023، عن مليارات من الدولارات المستحقة عن إمدادات الغاز الإيراني، بعد أن تسببت العقوبات الأميركية المفروضة على طهران في عرقلة وصول تلك المستحقات المالية إلى الأخيرة، في خطوة تمثل انفراجة قوية في أزمة طاقة تشهدها الدولة العربية بسبب تراجع الإمدادات في الأشهر الأخيرة.

وسبق أن طالبت بغداد المسؤولين الأميركيين بضرورة تقديم حلول جذرية لمشترياتها من غاز إيران اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، نتيجة قيود العقوبات الأميركية، التي ربما تعرقل استمرار تدفقات الوقود من طهران للبلد العربي، في وقت تشهد فيه بغداد تنامي الطلب على الكهرباء مع دخول أشهر الصيف.

وفي هذا الإطار وافق العراق على سداد ديون الغاز الإيراني، بما قيمته نحو 2.76 مليار دولار أميركي بعد الحصول على إعفاء أميركي من العقوبات المفروضة على طهران، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، نقلًا عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية.

اجتماع الرياض

حصل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، على التعهد الأميركي إبان اجتماع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش مؤتمر الرياض، يوم الخميس 8 يونيو/حزيران (2023)، بحسب المصدر ذاته الذي كان يتحدث في سرية لعدم التصريح له بالحديث لوسائل الإعلام.

ونتيجة لعقود من الصراع والعقوبات، أصبح العراق يعول على الواردات الآتية من إيران في سد احتياجاته المحلية المتنامية من الغاز، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك، تُعرقل العقوبات الأميركية المفروضة على النفط والغاز المدفوعات العراقية لتلك الواردات؛ ما يُراكم المستحقات المتأخرة على بغداد لطهران؛ ما يدفع الأخيرة إلى الانتقام من خلال قطع تدفقات الغاز بصفة دورية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إن حسين قد أحرز تقدمًا "فيما يتعلق بالمستحقات المالية بين العراق وإيران إبان مباحثاته مع نظيره الأميركي في الرياض".

حقل غاز إيراني
حقل غاز إيراني - الصورة من طهران تايمز

من جهته ذكر رئيس غرفة التجارة الإيرانية-العراقية يحيى آل إسحاق: "يُخصص جزء من الأموال المُفرج عنها لإيران للحجاج، بينما تُستعمل أجزاء أخرى من تلك الأموال لشراء السلع الأساسية".

ورأى آل اسحاق أن هذا التطور الأخير يعود بالفائدة على الأسواق الإيرانية؛ إذ يسد جانبًا من احتياجات البنك المركزي وشراء كل السلع الأساسية، مشيرًا إلى أن هذه الانفراجة في موضوع العملة الأجنبية ستسهم كثيرًا في استقرار سوق الصرف والسلع الأساسية.

على صعيد متصل قال مصدر في وزارة الخارجية العراقية إن الأموال ستُنقَل عبر المصرف العراقي للتجارة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأموال ستُستعمل لتغطية نفقات الحجاج، والمواد الغذائية التي تستوردها طهران.

عقوبات أميركية

لا تستطيع إيران الوصول إلى مليارات الدولارات من أصولها المملوكة لها في بلدان عديدة نتيجة العقوبات الأميركية المفروضة عليها من قِبل واشنطن على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وتصر الولايات المتحدة الأميركية على أن العراق، البلد العربي الغني بالنفط، وثاني أكبر مُنتج للنفط في منظمة الدول المصدر للنفط "أوبك"، يتحرك صوب تحقيق الاكتفاء الذاتي شرطًا للحصول على إعفاء يتيح لها استيراد الطاقة الإيرانية.

وفي أبريل/نيسان 2023 أعلنت وزارة الكهرباء العراقية أن حجم الإنفاق السنوي لاستيراد الغاز الإيراني أو الغاز من إقليم كردستان العراق قد لامس قرابة 8 تريليونات دينار عراقي (6 مليارات دولار أميركي).

ويعول العراق كثيرًا على صادرات الغاز الإيراني، في تغطية احتياجاته المتنامية من الكهرباء التي تسبب تراجعها مؤخرًا في استفحال أزمة الطاقة في البلاد؛ إذ أفقد المنظومة أكثر من 1000 ميغاواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق