أوبك تدافع عن الإمارات وسلطان الجابر قبل كوب 28.. ماذا قالت؟
أحمد بدر
أعلن أمين عام أوبك هيثم الغيص دعمَ المنظمة الثابت لنهج دولة الإمارات الشامل الخاص بقمة المناخ كوب 28،، التي ستستضيفها إمارة دبي أواخر العام الجاري، وكذلك دعم الرئيس المعين للقمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، في مواجهة موجة الانتقادات الغربية التي ظهرت مؤخرًا، وما ارتبط بها من تحديات ترتبط بقطاع الطاقة.
وشدد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدّرة للنفط "أوبك"، اليوم الإثنين 29 مايو/أيار (2023)، على أن الإمارات دولة رائدة عالميًا في مواجهة تحديات الطاقة وتغير المناخ والتنمية المستدامة، وذلك من خلال خطوات عملية واستثمارات رئيسة في تطوير ونشر مصادر الطاقة المتجددة، والتكنولوجيات التي تركّز على خفض الانبعاثات، وفق ما جاء في بيان رسمي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أمين عام أوبك أن الرئيس المعين لقمة المناخ كوب 28 الدكتور سلطان الجابر يحظى باحترام وشهرة عالميين، نظرًا لدوره الرائد والمهم في مجال الطاقة، إذ إنه رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر" والرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك".
ولفت أمين عام أوبك إلى قيادة الجابر لشركة مصدر لتصبح رائدة عالميةً في مجال الطاقة المتجددة، كما أنه يقود شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك حاليًا باتجاه إزالة الكربون بشكل غير مسبوق، ما جعل الشركة الإماراتية تحقق واحدًا من أدنى مستويات الانبعاثات في إنتاج برميل النفط عالميًا.
خبرات سلطان الجابر
قال هيثم الغيص، إن هناك ضرورة لمعرفة الخبرات المميزة للدكتور سلطان الجابر، التي اكتسبها من قيادة المجموعتين العملاقتين للطاقة في دولة الإمارات (أدنوك ومصدر)، إذ إن هذه الخبرات ضرورية لتمكين المناقشات الشاملة بنجاح في قمة المناخ كوب 28.
وأوضح أن الإمارات تعدّ المكان الأنسب لتمكين قمة المناخ من التحول إلى مؤتمر للعمل وتحقيق نتائج، مشيرًا إلى إشادة قادة العالم بموضوعية وفهم الجابر العميق لصناعة الطاقة، وفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويواجه الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان أحمد الجابر، حملة من جانب بعض المشرّعين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذين طالبوا بإقالته من منصبه رئيسًا معينًا للقمة القادمة في الإمارات.
ودعا نحو 133 عضوًا في الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي، يوم الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، إلى إقالة الجابر من منصبه المناخي، إذ يرون أن تعيينه -وهو رئيس تنفيذي لشركة الطاقة العملاقة "أدنوك" ووزير للصناعة والتكنولوجيا- يهدد نزاهة المفاوضات.
في الوقت نفسه، طالب الموقّعون على طلب إقالة الجابر باتخاذ مزيد من الإجراءات، لتقويض نفوذ شركات الطاقة، العاملة في مجال الوقود الأحفوري، خلال محادثات قمة المناخ كوب 28، التي تستضيفها الإمارات بنهاية العام الجاري 2023.
رأي معاكس تمامًا
في المقابل، يرى قادة أوروبيون وأميركيون أن اختيار الجابر رئيسًا معينًا لقمّة المناخ كوب 28 هو "اختيار صائب"، إذ قال رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون المناخ فرانس تيمرمانز، إن الجابر مؤهل لقيادة قمة المناخ، مؤكدًا ضرورة مشاركة شركات الطاقة، مع الحرص على نجاح تحول الطاقة.
ورأى تيمرمانز أن تشويه سمعة الشركات وتجاهلها سيؤدي إلى عرقلة آليات انتقال الطاقة، بينما الرئيس المعين لقمّة المناخ الدكتور سلطان الجابر يمتلك سجلًا حافلًا من الاستثمار بمصادر الطاقة المتجددة داخل شركته.
من جهته، وصف المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري قرار تعيين الجابر بأنه خيار ممتاز، وذلك على الرغم من تصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية انتقدت تعيين الجابر، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الدكتور سلطان الجابر قد سبق له التصريح بأنه لا ينوي الانحراف عن أهداف اتفاقية باريس، الخاصة بالحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، إذ شدد على أن هذا الجانب يمثّل أولوية قصوى تُحكّم تحركاته ضمن الاستعدادات لقمّة المناخ.
يشار إلى أن أمين عام أوبك هيثم الغيص كان قد صرّح، الأسبوع الماضي، بأن الإمارات أدت دورًا رياديًا عالميًا في العمل المناخ، خاصة من خلال مبادرتها "صافي الصفر بحلول 2050"، وزيادة الاستثمارات بمجال الطاقة المتجددة.
التعامل مع قضايا المناخ
قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن خبرات الجابر تجعله أقدر من الغرب على التعامل مع قضايا المناخ، موضحًا أن مطالب إقالته الأخيرة دليل على خوفهم منه، لأنه أقدر على التعامل مع مسائل المناخ علميًا وعمليًا.
وأوضح الحجي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن بعض الموقّعين على طلب إقالة الدكتور سلطان الجابر لا يعرفون الفرق بين أنبوب النفط وأنبوب الغاز، بينما الإمارات سبقت كثيرًا من الدول المتقدمة في قطاع الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن الموقّعين من الحزب الديمقراطي الأميركي بزعامة بارني ساندرز، المشهور بمواقفه الاشتراكية المتطرفة، والغريب إدراكهم أهمية وجود الدول المنتجة للنفط وشركات النفط، لإنجاح سياسات التغير المناخي، وأن استبعادهم يُفشل المباحثات والجهود.
من جانبه، يرى الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن أن مطالب إقالة الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28 تكشف عن الافتقار للمعرفة والمعلومات، الذين يسمّون أنفسهم "مشرّعين"، إذ إنه بالنظر لمؤتمرات المناخ السابقة، لم يُناقش دور قطاعات تحول الطاقة واستثمارات الطاقة المتجددة أو الوقود منخفض الكربون.
وأشار، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، إلى أن عدم الاعتراف بدور منتجي الهيدروكربونات المحوري في تحول الطاقة يكشف جهل هؤلاء السياسيين، مؤكدًا أن دور الجابر لا يقتصر على دفع انتقال الطاقة للصدارة، وإنما يجلب كل الأطراف المعنية معًا لحسم الأمر.
وتابع: "هؤلاء السياسيون إمّا أعضاء بأحزاب هامشية، أو فشلوا في السيطرة على أيّ شيء طوال العقود الماضية، وبالنظر لأحزابهم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، نجدهم أصحاب رأي، ولكن لا يحظون بأيّ دعم حقيقي في بلدانهم".
موضوعات متعلقة..
- خبراء لـ"الطاقة": مطالب إقالة رئيس قمة المناخ كوب 28 دليل على جهل مشرعي الغرب
- أمين عام أوبك يحذر من نقص استثمارات النفط: "يُعرض النمو العالمي للخطر"
- أمين عام أوبك: اتفاق خفض الإنتاج من أهم قرارات المنظمة تاريخيًا
- أمين عام أوبك: مستعدون لتوفير أكبر قدر من الطاقة مع تقليل الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- أزمة المشتقات النفطية العالمية في 2023.. تقرير يوضح أسباب الهدوء
- هل تنخفض أسعار النفط الخام في النصف الثاني من 2023؟ أنس الحجي يجيب
- استثمارات المركبات الكهربائية عالميًا ترتفع 18 مرة خلال 6 سنوات (تقرير)