طاقة متجددةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير الهيدروجينتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. الحلول التكنولوجية أكثر ملاءمة (تقرير)

الحلول الطبيعية مناسبة لدول أوروبا وأميركا الشمالية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتحكم في ثلث إمدادات النفط العالمية
  • خطط إزالة الكربون تواجه تحديات الاضطرابات السياسية والعسكرية في العالم
  • نفط الشرق الأوسط الأقل انبعاثًا على المستوى العالمي
  • الرهان على الجمع بين الحلول التكنولوجية والطبيعية في خفض الانبعاثات
  • الحلول التكنولوجية أكثر ملاءمة لدول الشرق الأوسط رغم تكاليفها الباهظة

ما زالت مسألة إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشغل بال الخبراء والمتخصصين في صناعة الطاقة المتجددة، وسط آمال معلقة على حدوث طفرة في بلدان المنطقة النفطية بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

ويعوّل الخبراء على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقيادة مبادرات انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات، نظرًا إلى الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويختلف مسار إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على حسب تكلفة التقنيات وطبيعة الموارد الهيدروكروبونية المتاحة في كل بلد، وفقًا لتقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتنتج دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قرابة ثلث إمدادات النفط العالمية، ما يجعل دورها محوريًا في ضمان أمن الطاقة العالمي.

ورغم ما تتمتع به المنطقة من موارد نفطية هائلة، فإنها تضم -أيضًا- إمكانات هائلة لمصادر الطاقة المتجددة والناشئة، ما يؤهلها إلى إحداث طفرة في خطط إزالة الكربون مع نهاية العقد الحالي.

معضلة إزالة الكربون في الشرق الأوسط

يواجه العالم معضلة ثلاثية في قطاع الطاقة متمثلة في الوصول والتكلفة والانبعاثات، بسبب الانقطاعات المتكررة في عدة مناطق، وارتفاع أسعار الوقود واضطراب سلاسل التوريد العالمية.

وكشفت التوترات الجيوسياسية الأخيرة هشاشة أنظمة الطاقة العالمية، وأهمية الإمدادات الثابتة للطاقة بالتوازي مع خطط خفض الانبعاثات والاتجاه نحو الحياد الكربوني المرتقب في عام 2050.

وتقع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قلب هذه المعضلة العالمية المركبة، بوصفها مصدرًا موثوقًا للطاقة العالمية منذ عقود، إلى جانب كون نفطها من أرخص المنتجات وأقلها تلويثًا.

ويبلغ متوسط انبعاثات كل برميل نفط تنتجه دول مجلس التعاون الخليجي 40 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 60 كيلوغرامًا لكل برميل، وفقًا لتقديرات المنتدي الاقتصادي العالمي.

وتعهّدت أغلب دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 أو 2060، عبر خطط وطنية تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة إسهام قطاع الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني حسب ظروف كل بلد.

وتحتاج خطط إزالة الكربون في الشرق الأوسط إلى الموازنة بين أهداف تسريع خفض الانبعاثات وضمان احتياجات العالم من مصادر الطاقة التقليدية التي لا غنى عنها في عالم شديد الاضطرابات الجيوسياسية.

مسارات خفض الانبعاثات حسب ظروف كل إقليم

يعتقد خبراء المنتدى الاقتصادي العالمي، أن مسارات إزالة الكربون في العالم لا يمكن أن تكون مماثلة، وإنما ستختلف حسب ظروف كل دولة وطبيعة مواردها النفطية وخصائصها، ما يجعل التفكير المحلي في التحول الأخضر أمرًا ضروريًا لضمان نجاح خطط الانبعاثات الوطنية والإقليمية.

وتؤثر الاختلافات الإقليمية في تحديد مدى إمكان خفض الانبعاثات وتكاليفها من إقليم إلى آخر، فلا يمكن إلزام دول مجلس التعاون الخليجي بالخطط نفسها التي تتبناها دول أميركا الشمالية وأوروبا.

وأظهرت دراسة مقارنة أجراها باحثون في المنتدى الاقتصادي العالمي، تكاليف متفاونة لحلول خفض الانبعاثات القائمة على التكنولوجيا، والحلول الأخرى القائمة على الطبيعة.

وانتهت نتائج الدراسة إلى ضرورة الجمع بين المسارين لاحتوائهما على فرص هائلة لخفض الانبعاثات وتسريع خطط الحياد الكربوني عالميًا، إلا أنها رجحت التوسع في الحلول القائمة على التكنولوجيا لإزالة الكربون في الشرق الأوسط، لكونها أكثر ملاءمة لظروف دول المنطقة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- كيف يمكن إزالة الكربون حول العالم:

إزالة الكربون من الغلاف الجوي

الحلول الطبيعية أقل ملاءمة للشرق الأوسط

أظهرت النتائج، أن المناطق ذات الأحواض الطبيعية للكربون والنباتات الوفيرة لديها خيارات فعالة من حيث تكلفة إزالة الكربون بالاعتماد على الطبيعة.

بينما وجدت الدراسة أن حلول إزالة الكربون القائمة على التكنولوجيا أكثر ملاءمة للمناطق التي تفتقر إلى أحواض طبيعية للكربون، ومنها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ورغم ذلك، فإن الإستراتيجيات القائمة على التقاط الكربون من الهواء مباشرة، ما زالت باهظة التكاليف، وفقًا لتفاصيل الدراسة التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ونصحت الدراسة الشركات العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتفكير في خطط تجنب الانبعاثات وخفضها عبر سلاسل القيمة الخاصة بها، لأن إستراتيجيات الإزالة المطروحة عالميًا ما زالت باهظة التكلفة.

وتشمل الحلول القائمة على التكنولوجيا في خفض الكربون تقنيات تجنب الانبعاثات التي تقلل من كثافتها، بما في ذلك التدابير التي تُخفض من استهلاك الطاقة، كما تضم مصادر الطاقة المتجددة البديلة للوقود الأحفوري، وصولًا إلى تقنيات التقاط الكربون التي تقلل من انبعاثات المصادر الثابتة.

بينما تشمل الحلول القائمة على الطبيعة، مبادرات التشجير وإدارة الغابات والغطاء النباتي لتوفير أحواض كربون طبيعية قادرة على إخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عبر تعزيز الحياة النباتية والتوسع فيها.

الرهان على الطاقة الشمسية

ستساعد الحلول الطبيعية على تجنب الانبعاثات وحماية النظم البيئية الحالية من عمليات التدمير الواسعة التي تتعرض لها منذ عقود، كما يمكنها المساعدة في إزالة ثاني أكسيد الكربون بصورة تدريجية عبر خطط متوسطة وطويلة الأمد.

ويمكن لمبادرات التشجير والحلول الطبيعية الأخرى أن تكون أكثر جاذبية للدول المنتجة للنفط والغاز والفحم في أميركا الشمالية وأوروبا، إذ يمكن لكل دولار مُستثمَر في هذا الاتجاه أن ينتج أثرًا ممتدًا في تخفيف الانبعاثات على مدى الحياة بنسبة 70%.

أما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيمكن لكل وحدة استثمار في الطاقة الشمسية أن تقلل من الانبعاثات بمقدار الضعف مقارنة بدول أميركا الشمالية وأوروبا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، مع احتضان منطقة الشرق الأوسط 3 منها:

أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم

استنادًا إلى هذا التحليل، ستختلف مسارات إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن أقاليم العالم الأخرى، ما يتطلب تركيزها على الحلول القائمة على التكنولوجيا الملائمة لإمكاناتها وظروفها المناخية.

5 توصيات رئيسة للشرق الأوسط

تتطلب الحلول القائمة على التكنولوجيا تكاليف أكبر، ما يرجح زيادة تكلفة خفض الإنبعاثات وإزالة الكربون في الشرق الأوسط بمعدلات تفوق المتوقع في أقاليم العالم الأخرى، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتدور توصيات المنتدى الاقتصادي العالمي لشركات المنطقة حول 5 إجراءات رئيسة يمكنها أن تساعد في إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أبرزها إعطاء أولوية لإجراءات رفع كفاءة الطاقة لخفض الاستهلاك في المنازل والصناعة.

كما يوصي المنتدى بزيادة معدلات نشر الطاقة المتجددة على نطاق واسع لإزالة الكربون من مزيج الطاقة، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات المتقدمة مثل الهيدروجين الأخضر واحتجاز الكربون وتوسيع نطاق تقنيات الالتقاط من الهواء المباشر.

وينصح -أيضًا- بالتفكير في الحلول القائمة على الطبيعة متى وجدت في أي دولة بالمنطقة، ويُشار في ذلك إلى غابات المنغروف بوصفها أحد الحلول الطبيعية لامتصاص الكربون في البيئات الصحراوية القاحلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق