رئيسيةالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الكهرباءتقارير منوعةكهرباءمنوعات

4 دول تستحوذ على أكثر من نصف الطلب على الفحم الحراري في العالم

%70 من انبعاثات محطات الفحم تأتي من الصين والهند والفلبين وفيتنام

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • شهية الصين للفحم عادت مرة أخرى في الأشهر الأولى من عام 2023
  • استئناف الصين للشراء ساعد على دفع أحجام صادرات الفحم العالمية إلى مستويات عالية جديدة
  • الهند وروسيا علقتا مؤخرًا جهودهما لتسوية التجارة الثنائية بالروبية
  • شركات الكهرباء في الهند قد تفضّل استعمال الفحم على الغاز الأكثر تكلفة
  • تباطؤ الزخم الاقتصادي قد يؤدي إلى إضعاف جهود الهند لتعزيز توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة

تمثّل الصين والهند والفلبين وفيتنام أكثر من 70% من انبعاثات قطاع توليد الكهرباء بالفحم عالميًا وأكثر من نصف الطلب على الفحم الحراري.

تؤكد البيانات مدى الاعتماد العالمي على هذه الدول عندما يتعلق الأمر بخفض التلوث، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت بيانات شركة تتبع السفن كبلر، أن هذه الدول الـ4 شكّلت 53% من إجمالي الطلب على الفحم الحراري العالمي خلال الأشهر الـ4 الأولى من عام 2023، مقارنة بـ40% للمدة نفسها من عام 2022، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأنتجت البلدان نفسها 71.4% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من استعمال قطاع الكهرباء للفحم خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان، ارتفاعًا من نحو 67% في المدة نفسها من العام السابق، وفقًا لبيانات من مركز الأبحاث إمبر.

إنّ تركيز الطلب على الفحم وانبعاثاته بين 4 دول فقط يجعل من السهل نسبيًا على متتبعي مستويات التلوث تحديد الجهات الرئيسة المضرة بالمناخ، ومراقبة حجم تلويثها الجماعي مقارنة ببقية العالم، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز (Reuters) في 25 مايو/أيار الجاري.

ويتيح الاعتماد الموحد على الفحم إمكان اكتشاف أي انعكاسات وشيكة للاتجاه في استعمال الفحم، إذ تدمج هذه الاقتصادات الرئيسة المزيد من الطاقة المتجددة في أنظمة الكهرباء، وسط تداعيات مهمة على مسارات الانبعاثات العالمية.

تعثر الاقتصاد الصيني

تُعد الصين العملاقة المهيمنة على سوق الفحم، وتتصدّر التصنيفات العالمية لإنتاج الفحم واستعماله ووارداته بهامش كبير.

في عام 2022، عندما تعثر الاقتصاد الصيني بسبب عمليات الإغلاق المتكررة والممتدة لإبطاء انتشار فيروس كوفيد-19، شهد الطلب على الفحم في الصين انكماشًا نادرًا عن العام السابق مع تراجع الطلب الصناعي على الوقود.

توليد الكهرباء من الفحم
توليد الكهرباء من الفحم

وساعد ذلك في إتاحة إمدادات الفحم للمشترين الآخرين في عام 2022، وعلى الأخص في جميع أنحاء أوروبا، إذ تعرقل عمل منتجي الكهرباء بسبب انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا واضطروا إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة من الأسواق الدولية.

وعادت شهية الصين للفحم مجدّدًا في الأشهر الأولى من عام 2023، بفضل تدابير بكين لإنعاش النمو الاقتصادي، إذ قفزت واردات الفحم الحراري خلال الأشهر الـ4 الأولى بنسبة 90% عن المدة نفسها في عام 2022، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واستحوذت الصين والهند والفلبين وفيتنام على أكثر من 50% من الطلب على الفحم الحراري في العالم خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان 2023.

وساعد استئناف الصين للشراء على دفع أحجام صادرات الفحم العالمية إلى مستويات عالية جديدة حتى الآن في عام 2023، على الرغم من الجهود الواسعة في أماكن أخرى لمنع أنظمة الكهرباء من استهلاك الفحم لصالح زيادة استعمال مصادر الطاقة المحايدة كربونيًا.

علاقات الشركاء التجاريين

أدى النشاط الصناعي الكبير للصين، هذا العام، إلى تنشيط اقتصادات الشركاء التجاريين الرئيسين، خصوصًا فيتنام والفلبين اللتين تربطهما علاقات قوية بسلسلة التوريد مع الصين.

بدوره، أدى ذلك إلى زيادة توليد الكهرباء في تلك البلدان، لا سيما في الفلبين، إذ ارتفع توليد الكهرباء من الفحم بأكثر من 11% في الربع الأول من المدة نفسها في عام 2022، حسبما نشرته وكالة رويترز (Reuters) في 25 مايو/أيار الجاري.

وفي فيتنام، بلغ توليد الكهرباء من الفحم أعلى إجمالي شهري له في أكثر من 20 شهرًا في مارس/آذار، ويبدو أنه من المقرر أن يرتفع أكثر في الأشهر المقبلة بعد قفزة في الطلب على الفحم هذا الشهر إلى أعلى مستوى منذ منتصف عام 2020، وفقًا لبيانات مركز الأبحاث إمبر وشركة تتبع السفن كبلر.

وسيتمثّل أحد المحددات الرئيسة لمقدار زيادة الطلب على الفحم، التي ستظهر في الفلبين وفيتنام وأماكن أخرى، في قوة أو عدم انتعاش الصين الاقتصادي خلال بقية العام.

وعلى الرغم من تعافي الصين بعد مستويات التراجُع لعام 2022 على نطاق واسع في أوائل عام 2023، كانت هناك علامات على التباطؤ الصناعي في الإصدارات الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى أن معدلات النمو قد تكون غير منتظمة في المستقبل.

في المقابل، فإن الموردين الرئيسين للصناعات والمصانع في الصين معرضون لإبطاء معدلات التوسع في الإنتاج لديهم، ما قد يحد من مستويات الطلب على الكهرباء ويحد من استعمال الفحم بصورة عامة.

وتُعدّ الصناعات والمرافق عُرْضة للنظر في إبقاء التكاليف تحت السيطرة، ما قد يؤدي إلى ترجيح زيادة استعمال الفحم منخفض التكلفة ومرتفع الانبعاث على حرق الوقود الأكثر تكلفة مثل الغاز الطبيعي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

منعطف اقتصادي

تواجه الهند، ثاني أكبر مستهلك للفحم في العالم وخامس أكبر اقتصاد، منعطفًا اقتصاديًا، إذ يُجرى ضبط زخمها من خلال التباطؤ في الطلب العالمي على السلع بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الطاقة والمعيشة.

ويتوقع المحللون أن تدفع الطبقة المتوسطة الكبيرة والشابة وسريعة النمو في الهند الاقتصاد إلى وتيرة نمو بنسبة 5.9% في السنة المالية 2023-2024، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

ومع ذلك، قد يؤدي تباطؤ الطلب في الاقتصادات الرئيسة المستوردة مثل الولايات المتحدة وأوروبا إلى إبطاء استهلاك العناصر المصنعة في الهند، مثل الإلكترونيات والمنسوجات والمنتجات الصيدلانية، وقد يؤثر في وتيرة النمو في الهند.

محطة لتوليد الكهرباء من الفحم في الهند
محطة لتوليد الكهرباء من الفحم في الهند - أرشيفية

ومن المتوقع -أيضًا- أن تواجه الهند تدقيقًا متزايدًا بشأن ممارساتها في استيراد النفط الخام ومنتجات الطاقة الأخرى من روسيا على الرغم من الجهود الدولية لفرض عقوبات على موسكو في أعقاب غزو أوكرانيا في عام 2022.

على صعيد آخر، علقت الهند وروسيا -مؤخرًا- جهودهما لتسوية التجارة الثنائية بالروبية، بعد شهور من المفاوضات التي فشلت في إقناع موسكو بقبول العملة الهندية بصفتها وسيلة للدفع.

وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع تكاليف الواردات في الهند وربما يقوّض الزخم الاقتصادي من خلال التهام احتياطيات العملات الأجنبية.

كما هو الحال مع منتجي الكهرباء الذين يتأثرون بالتكلفة في جنوب شرق آسيا، ويخشون حدوث مزيد من التباطؤ في الاقتصاد الصيني، قد تفضل شركات الكهرباء في الهند استعمال الفحم على الغاز الأكثر تكلفة نظرًا إلى الإشارات المتضاربة بشان الإمكانات الاقتصادية للهند.

وهذا بدوره قد يدعم المزيد من واردات الفحم الهندية، التي ارتفعت بنسبة 15% خلال الأشهر الـ4 الأولى من عام 2023 مقارنة بالمدة نفسها في عام 2022.

وقد يؤدي تباطؤ الزخم الاقتصادي إلى إضعاف جهود الهند لتعزيز توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة، التي نمت بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، ولكنها تعتمد بصورة كبيرة على الاستثمارات الحكومية الرئيسة والإعانات التي قد تتعرّض للخطر بسبب العوائق الاقتصادية.

وهذا يعني أن الهند -إلى جانب الصين والشركاء التجاريين الرئيسين في جنوب شرق آسيا- ستكون أهم الأسواق التي يجب تتبعها للحصول على إرشادات بشأن واردات الفحم وانبعاثاته خلال المدة المتبقية من عام 2023 وما بعده.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق