أخبار الغازرئيسيةغاز

حقل غاز روسي يثير أزمة بين فيتنام والصين

يقع بمنطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي

دينا قدري

تسبَّب حقل غاز روسي في أزمة بين فيتنام والصين، اللتين تعدّان من بين الدول التي لديها ادّعاءات متنافسة في بحر الصين الجنوبي.

ورصدت سفينة فيتنامية سفينة أخرى تابعة لخفر السواحل الصيني، يوم السبت 25 مارس/آذار (2023)، في حقل الغاز بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام في بحر الصين الجنوبي، لتكون أحدث دورية صينية منذ أكثر من عام، حسبما أظهرت البيانات.

يشار إلى أن الحقول الغنية بالغاز التي تستغلها الشركات الروسية تعدّ من الأبعد عن ساحل فيتنام، وهي قريبة من الحدود الإستراتيجية مع المنطقة الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا، والمناطق التي تطالب بها الصين، وفق ما نشرت وكالة رويترز.

وتمتد المناطق الاقتصادية الخالصة عمومًا إلى 200 ميل بحري (370 كيلومترًا) خارج شواطئها، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبموجب القانون الدولي، تمتد المياه الإقليمية لدولةٍ ما -التي يُمكن أن تتحكم في جميع الأنشطة القائمة فيها- عادةً على بعد نحو 12 ميلًا بحريًا من شواطئها، ويمكن أن تنشأ النزاعات عندما تتداخل هذه المطالبات.

دوريات بالقرب من حقل غاز روسي

أظهرت الخرائط التي أنشأتها منظمة الأبحاث الفيتنامية، أن السفن الصينية اتّبعت العام الماضي (2022) طرقًا متطابقة تقريبًا على الأقلّ 34 مرة من منطقة "فانغارد" بالقرب من المناطق الاقتصادية الخالصة الفيتنامية والإندونيسية، إلى مربعين تسيطر عليهما روسيا على بعد 50 ميلًا بحريًا (92 كيلومترًا)، وتقترب أحيانًا من مسافة ميل بحري واحد من الآبار الرئيسة.

وتُعدّ شركة زاروبيزهنفط الروسية التي تسيطر عليها الدولة هي المشغّل والمساهم في أحد المربعين، وشركة غازبروم الروسية هي المساهم في المربع الآخر الذي تديره شركة تابعة لشركة بتروفيتنام، وفقًا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

وأظهرت البيانات أن السفينة الصينية أبحرت يوم السبت 25 مارس/آذار (2023) عبر المربعين، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت السفينة الفيتنامية "كيم نغو 278" التي تديرها وكالة إنفاذ قانون مصايد الأسماك، تتبع السفينة، وكانت قريبة -أحيانًا- من مسافات لا تزيد عن بضع مئات من الأمتار.

وأوضحت البيانات أن السفن الصينية تعود عادةً على طريق مباشر إلى فانغارد، إذ تتمركز هناك، وبدلًا من ذلك، أبحرت السفينة الصينية يوم السبت إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لماليزيا.

حقل غاز يتسبب في أزمة ببحر الصين الجنوبي
سفينة خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي - الصورة من وكالة رويترز

نشاط مكثف.. وتحذيرات متكررة

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن خفر السواحل الصيني يقوم بدوريات بالمناطق الخاضعة لولاية الصين في بحر الصين الجنوبي مع احترام القانون الدولي، مشيرًا إلى أنه ليس على علم بالدوريات في مناطق التنقيب التي تديرها الشركات الروسية.

من جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية، إن بلادها تعمل في بحر الصين الجنوبي "لحماية حقوقها القانونية"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يُذكر أن سفن خفر السواحل الصينية أبحرت مباشرةً إلى مناطق التنقيب عن الطاقة التي تديرها أو تمتلكها الشركات الروسية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام نحو 40 مرة منذ يناير/كانون الثاني 2022، وفقًا لبيانات تتبّع السفن من منظمة الأبحاث الفيتنامية.

وترى الصين أن المنطقة جزء من مطالبتها الإقليمية الواسعة في بحر الصين الجنوبي التي جرى تمييزها بـ"خط من 9 فواصل"، وهي حدود وجدت محكمة التحكيم الدائمة في عام 2016 أنها ليس لها أساس قانوني، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.

وطلبت كل من فيتنام وإندونيسيا من الصين تجنُّب هذه المناطق في مناطقها الاقتصادية الخالصة، على الرغم من أن هذه المناطق ليست مياهًا إقليمية، ولا تفرض قيودًا على الإبحار بموجب القانون الدولي.

وتعكس الدوريات نشاط خفر السواحل الصيني في أماكن أخرى ببحر الصين الجنوبي، إذ استُعملت هذه السفن لتأكيد المطالبات الإقليمية.

تحركات صينية بالقرب من حقل غاز آخر

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على الأقلّ، وسّعت سفن خفر السواحل الصينية طرقها، وتتحرك عبر المربع 12-11، الذي تُشغّله بشكل مشترك شركتا "زاروبيزهنفط" و"بتروفيتنام"، في طريقها إلى حقل النفط والغاز "12 دبليو" الذي استكشفته شركة هاربور إنرجي البريطانية.

وبدأت الدوريات في المنطقة التي تديرها شركة هاربور إنرجي قبل توقيع إندونيسيا وفيتنام -مباشرةً- اتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2022 توضح حدود المناطق الاقتصادية الخالصة في بحر الصين الجنوبي، ما مهّد الطريق لصفقات الغاز.

وتعمل هاربور إنرجي وزاروبيزهنفط على تطوير حقل غاز التونة القريب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا، والذي تخطط جاكرتا منه لتصدير الغاز إلى فيتنام عبر خط أنابيب يبدأ في عام 2026.

وعُلِّقَ المشروع حاليًا بسبب العقوبات المتعلقة بغرب أوكرانيا على بعض الشركات المعنية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما قامت سفن خفر السواحل الصينية بدوريات في مربع التونة، وفي يناير/كانون الثاني، نشرت إندونيسيا سفينة حربية لمراقبة سفينة صينية هناك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق