شركات السيارات الكهربائية محرومة من ائتمانات الوقود المتجدد في أميركا
بعد إرجاء مقترح للبيت الأبيض
محمد عبد السند
- بايدن يرجئ مقترحًا لمنح شركات السيارات الكهربائية ائتمانات الوقود المتجدد.
- وكالة حماية البيئة لم تتمكن من إنهاء تفاصيل مبادرة السيارات الكهربائية.
- صعود قوي في نمو مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا.
- مالكو الشاحنات ومحطات الشحن يرفضون إستراتيجية أرقام التعريف المحددة.
- لقانون التضخم الأميركي الفضل الأكبر في إنعاش مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا.
أرجأ الرئيس الأميركي جو بايدن، مقترحًا كان يقضي بحصول شركات السيارات الكهربائية على ائتمانات جراء استعمالها الكهرباء المولّدة من "الميثان الحيوي" في تشغيل مركباتها حيادية الكربون.
وفي ضوء تهافت العديد من الدول للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني، تبرز السيارات الكهربائية خيارًا مثاليًا لتقليص انبعاثات الكربون في قطاع النقل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يُعد سيرًا في الاتجاه المعاكس، تجاهلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خُطة كان من المفترض أن تمنح شركات السيارات الكهربائية، مثل تيسلا، ائتمانات لاستعمالها الغاز الطبيعي المتجدد "الميثان الحيوي" في تشغيل مركباتها النظيفة، حسبما أوردت شبكة "بلومبرغ".
لكن استُبعِد هذا المقترح من مسودة لائحة تُحدد حصص مزج الوقود الحيوي خلال السنوات الـ3 المقبلة، وتخضع -حاليًا- للمراجعة النهائية في البيت الأبيض، وفق ما صرحت به مصادر مُطلعة اشترطت عدم الكشف عن هويتها لسرية القرار.
معيار الوقود المتجدد
بموجب المقترح كانت شركات صناعة السيارات ستلتزم بمعايير الوقود المتجدد المُطبق منذ 18 عامًا، والذي يُلزم المصافي بزج الوقود الحيوي بالبنزين والديزل.
وكان بمقدور شركات السيارات الكهربائية الحصول على ائتمانات جديدة قابلة للتداول نظير استعمال الكهرباء المولدة بالغاز الطبيعي الذي جرى إنتاجه من مكبات النفايات أو المزارع.
ورفضت الناطقة باسم وكالة حماية البيئة الأميركية -وكالة تابعة للحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة والمكلفة بحماية صحة الإنسان والبيئة- ماريا ميشالوس التعقيب، مكتفية بالإشارة إلى المراجعة المستمرة للائحة في الوقت الحالي من قبل الوكالات المعنية.
وقد تتغير مسودة اللائحة قبل صدور نسختها النهائية الرسمية.
وأبدى مسؤولو وكالة حماية البيئة الأميركية قلقهم من عدم تمكنهم من إنهاء تفاصيل مبادرة السيارات الكهربائية المٌعقدة في الوقت المُحدد بُغية الوفاء بالمُهلة المحددة بحكم قضائي بشأن إصدار الحصص المذكورة في 14 يونيو/حزيران (2023)، بحسب ما قالته المصادر، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ضغط متواصل
ضغطت شركات السيارات الكهربائية، وهي تيسلا وريفيان أتوتوموتيف وجمعية النقل حيادي الكربون على وكالة حماية البيئة لصالح تمرير الخطة، قائلين إن تلك الأخيرة من شأنها أن تُعزز أهداف بايدن في إزالة الكربون من قطاع النقل.
ومع ذلك يواجه المقترح معارضة شرسة من قبل مصافي النفط ومنتجي الوقود المتجدد، وبعض المشرعين في الكونغرس الذين يرون أنه (المقترح) يخرق القانون الفيدرالي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب المقترح، ستقدم المبادرة حزمة أخرى من الدعم الفيدرالي للمركبات حيادية الكربون، بجانب الائتمانات الكربونية التي جرى توسيعها في قانون المناخ الصادر العام الماضي (2022)، والحدود الصارمة المقترحة على التلوث الناتج عن الانبعاثات الكربونية.
أرقام التعريف المتجددة
تأخذ الفائدة شكل ائتمانات قابلة للتداول والمعروفة بـ"أرقام التعريف المتجددة" أو "آر آي إن" التي تستعملها المصافي لإثبات وفائها بحصص مزج الوقود الحيوي سنويًا.
وتشير أرقام التعريف المتجددة إلى نمط من "الائتمانات التنظيمية"، وهو متطلب قانوني تفرضه الولايات الأميركية على الشركات بقصد تقليص مستويات الانبعاثات.
فإذا كانت انبعاثات الشركة أقل من حد معين، أو استعمالها للطاقة المتجددة أعلى من المحدد؛ فإنها تستطيع بيع هذا الفرق للشركات التي تخطت الحد المسموح للانبعاثات، أو أن استعمالها للطاقة المتجددة كان أقل من النسبة المطلوبة.
يُذكر أن شركات السيارات الكهربائية التي لم تستوفِ الحد المطلوب تجد نفسها في النهاية مُضطرة إلى شراء "أرقام التعريف المتجددة" من الشركات التي تملكها تفاديًا للعقوبات القانونية المفروضة من الحكومة.
وعادةً ما تُمنح تلك الائتمانات مع كل غالون وقود حيوي، لكن بموجب خطة وكالة حماية البيئة الأميركية، من الممكن أن تحصل شركات صناعة السيارات على "أرقام التعريف المتجددة" عند استعمال الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة، وقودًا لتشغيل السيارات الكهربائية.
في غضون ذلك أشارت المصافي إلى أن الكونغرس لم يمنح قط السلطة لوكالة حماية البيئية الأميركية لإنشاء ائتمان مرتبط بالوقود الحيوي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، رفض مالكو الشاحنات ومحطات الشحن هذا النهج، زاعمين أن منح أرقام التعريف المتجددة لشركات السيارات من شأنه أن يعزز إنتاج السيارات الكهربائية دون تحفيز الاستثمارات في مشروعات البنية التحتية، و-أيضًا- مشروع تحويل الغاز الحيوي إلى كهرباء.
ويستعرض الرسم البياني أدناه -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مبيعات سيارات الركاب الكهربائية في العالم بين عامي 2015 و2022:
مستقبل واعد
في 15 مايو/أيار (2023)، توقع تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تستحوذ المركبات الكهربائية -السيارات الكهربائية والهجينة الموصولة بالكهرباء- على ما بين 13% و29% من إجمالي مبيعات السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة بحلول أواسط القرن الحالي (2050).
وتوقع التقرير ذاته أن تستحوذ السيارات الكهربائية على ما بين 11% و26% من إجمالي عدد سيارات الركاب الخفيفة على الطرق بحلول المدة ذاتها، وذلك اعتمادًا على سيناريوهات مختلفة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحددت إدارة معلومات الطاقة مزيجًا من العوامل التي ترسم سيناريوهات نمو مبيعات شركات السيارات الكهربائية في أميركا، تتضمن السياسات الحكومية المستقبلية وقيود الانبعاثات، والتطورات التكنولوجية، والبنية التحتية اللازمة للشحن، إلى جانب سلوك المواطنين إزاء شراء السيارات منخفضة الانبعاثات.
مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا
سجلت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا صعودًا قويًا بلغت نسبته 55% على أساس سنوي خلال العام الماضي (2022)، لتلامس 800 ألف وحدة تقريبًا، مع استحواذ المركبات العاملة بالبطاريات على 70% من الإجمالي.
وبناء عليه بلغ إجمالي عدد السيارات الكهربائية على الطريق في الولايات المتحدة الأميركية 3 ملايين سيارة، ما يشكل 10% من الإجمالي العالمي، بحسب أرقام أفرجت عنها وكالة الطاقة الدولية.
ويُنسب الفضل إلى قانون خفض التضخم الأميركي، في صعود مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا إلى 320 ألف سيارة خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري (2023)، بارتفاع نسبته 60% على أساس سنوي.
- انتكاسة جديدة لشركات السيارات الكهربائية.. أهداف 2022 لم تتحقق
- 3 عوامل تؤهل المغرب ليكون قبلة شركات صناعة السيارات الكهربائية (تقرير)
- شحن السيارات الكهربائية.. مصر تؤهل 10 شركات وتحالفات لتشغيل المحطات
