التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

انهيار عائدات ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى الصين.. هل قرار أوبك+ السبب؟

انحدرت العائدات إلى أقل من 24 ألف دولار

محمد عبد السند

انهارت عائدات ناقلات النفط العملاقة المتجهة من دول الشرق الأوسط إلى الصين، في علامة واضحة على بدء ظهور تأثيرات قرار تخفيضات أوبك+ الأخيرة في أسواق النفط العالمية.

وبدأ سريان قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط، الذي جرى الكشف عنه في 2 أبريل/نيسان (2023)، مطلع مايو/أيار الجاري، في خطُوة يقول التحالف إنها ترمي إلى دعم استقرار السوق العالمية.

وفي هذا الإطار، هبطت عائدات ناقلات النفط العملاقة بواقع ثلاثة أرباع، في أول بوادر تأثر سوق الخام بقرار تخفيضات أوبك+ الذي قاد إلى تراجع الشحنات التي تعبر المياه العالمية، وفق ما أوردته شبكة "بلومبرغ" الإخبارية.

وانخفضت عائدات ناقلات النفط العملاقة، التي تنقل مليوني برميل من الخام من الشرق الأوسط للصين، إلى أقل قليلًا من 24 ألف دولار أميركي يوميًا، في 5 مايو/أيار (2023)، بتراجع من أكثر من 97 ألف دولار في 20 مارس/آذار (2023)، بحسب البيانات التي أفرجت عنها "بورصة البلطيق"، المنظمة العالمية المستقلة المتخصصة في تزويد بيانات سوق الشحن والتداول البحرية.

هبوط الأسهم

على وقع تلك البيانات، هبطت أسعار الأسهم في الشركات المالكة لناقلات النفط العملاقة المدرجة، من بينها "دي إتش تي هولدنغز" و"فرنتلاين بي إل سي"، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل الانخفاض في عائدات ناقلات النفط العملاقة تغيرًا في ثروات السوق، فمنذ قرابة عام، شهدت أسعار الشحن الخاصة بناقلات النفط العملاقة قفزة كبيرة بدعم من الشحنات التي اضطرت إلى زيادة مسافات الإبحار، مع سعي المشترين للعثور على بدائل للنفط الروسي.

وقد قاد هذا -إلى جانب الإمدادات التي جرى ضخها من احتياطيات النفط الأميركية- إلى ارتفاع عائدات ناقلات النفط العملاقة العالمية لأكثر من 100 ألف دولار أميركي يوميًا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2020.

شعار وأعلام دول "أوبك"
شعار وأعلام دول "أوبك" - الصورة من إنرجي إنتليغانس

صدمة أوبك+

في الأسابيع الأخيرة، صدمت عدة دول في تحالف أوبك+ سوق النفط العالمية بإعلانها خفضًا طوعيًا كبيرًا في إمدادات النفط، ما قلل بدوره عدد الشحنات التي يجب أن تنقلها السفن.

كما اهتزت ثقة المستثمرين إزاء النفط نتيجة قلق بشأن النمو العالمي، وفي أعقاب الزيادة في الواردات الصينية.

وقال الرئيس العالمي لقسم أبحاث الشحن في مؤسسة "أويل بروكريج ليمتد"، أنوب سينغ: "تخفيضات أوبك+ قللت -بالطبع- عدد الشحنات النفطية".

واستطرد أنوب سينغ: "لكن الشحنات المتجهة إلى الغرب ضعيفة، والطلب الصيني أساسي، وحتى إذا خفّض أوبك+ الإنتاج، فستبحث بكين عن أنواع خام أخرى، وستدعم الأسواق".

وعلى الأرجح يوفّر الخفض في عائدات ناقلات النفط العملاقة بعض الراحة لسوق النفط العالمية التي شهدت صعوبات كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الشحن.

وبوجه عام، تسهل تكاليف الشحن المنخفضة نقل الشحنات عبر العالم.

هبوط قياسي في إنتاج أوبك

شهد الإنتاج النفطي من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك انخفاضًا في شهر أبريل/نيسان 2023 إلى أدنى مستوى في عام تقريبًا، بسبب هبوط صادرات العراق بعد تعليق أحد خطوط الأنابيب هناك، بجانب تعطل شحنات النفط النيجيري جراء إضراب عمالي.

ونزل إنتاج أوبك بواقع 310 آلاف برميل يوميًا إلى متوسط 28.8 مليون برميل يوميًا، بحسب ما خلصت إليه نتائج دراسة مسحية أجرتها بلومبرغ، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان من المقرر أن ينخفض الإنتاج من قبل تحالف أوبك+ -الذي يضم 23 دولة- بواقع 1.66 مليون برميل يوميًا في شهر مايو/أيار (2023)، مع بدء تنفيذ جولة جديدة من التخفيضات الطوعية من بعض الدول الأعضاء، جرى الكشف عنها في 2 أبريل/نيسان 2023.

ومن المزمع أن يعقد أوبك+ اجتماعًا في 4 يونيو/حزيران (2023)، لمراجعة مستويات الإنتاج للنصف الثاني من العام.

تخفيضات أوبك+

في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، اتفق تحالف أوبك+ على خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميًا خلال المدّة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية عام 2023، لدعم استقرار سوق النفط مع تدهور التوقعات الاقتصادية.

ثم عادت السعودية و8 دول أخرى في تحالف أوبك+ لتعلن إجراء مماثلًا عبر خفض طوعي إضافي في إنتاج النفط، يبدأ سريانه من شهر مايو/أيار (2023) حتى ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويستهدف التحالف من هذا الخفض تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وسط العديد من التحديات التي طرأت مؤخرًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق