تيسلا في مرمى النيران بعد فضيحة تسريب تسجيلات كاميرا السيارات الكهربائية
دينا قدري
رُفعت دعوى قضائية جماعية ضد شركة تيسلا الأميركية، بعد مزاعم بمشاركة الموظفين لتسجيلات كاميرا السيارات الكهربائية داخليًا.
إذ كشفت وكالة رويترز -في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- عن أن مقاطع الفيديو التي سجّلتها كاميرات "تيسلا داش كام" المدمجة ووضع الحراسة، جرت مشاركتها داخل شركة صناعة السيارات الكهربائية في محادثات خاصة أو جماعية بين الموظفين.
ورُفعت الدعوى في المحكمة الجزئية الأميركية في شمال كاليفورنيا من قِبل شركة المحاماة فيتزجيرالد جوزيف نيابة عن أحد مالكي سيارات تيسلا في سان فرانسيسكو.
تفاصيل الدعوى القضائية ضد تيسلا
تركّز الدعوى القضائية على أن تيسلا انتهكت دستور ولاية كاليفورنيا وقوانين الخصوصية في كاليفورنيا وسياسات الخصوصية الخاصة بها؛ كما تدّعي أن الشركة الأميركية ضللت العملاء بشأن خصوصية البيانات.
وتطالب الدعوى بمنع الشركة من الاستمرار في هذا السلوك، وتسعى للحصول على تعويضات فعلية وعقابية، قد تزيد على 5 ملايين دولار.
كما تشير إلى أن هناك تكاليف محتملة كبيرة لعملاء الشركة تتعلق بالخصوصية؛ إذ سيحتاج المالك إلى دفع رسوم لمحترف لتعطيل كاميرات السيارة، ومن ثَم تقليل وظائف السيارة المدفوعة.
وقال أحد الموظفين السابقين في الشركة إنه وضع شريطًا على كاميرات سيارته الخاصة لبعض الوقت، بعد أن رأى مقدار الوصول إلى المعلومات التي تمتلكها الشركة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إلكتريك" (Electrek).
منذ أن ظهر تقرير رويترز، في 6 أبريل/نيسان 2023، تتضمن الدعوى القضائية تكهنات تفيد بأن مقاطع الفيديو هذه "من المحتمل" أن تكون قد جرت مشاركتها خارجيًا، على الرغم من عدم ذكر ذلك صراحةً في التقرير.
لذا فإن رفع الدعوى بهذه السرعة يبدو انتهازيًا بعض الشيء؛ حيث تريد الشركة أن تكون أول من يطالب بهذه الدعوى المحتملة.
يجب أيضًا أن يقرر القاضي ما إذا كانت هذه دعوى جماعية مشروعة وما إذا كانت فيتزجيرالد جوزيف قادرة على المضي قدمًا في تمثيل الدعوى.
انتهاك خطير للخصوصية
تضمّنت هذه الصور ومقاطع الفيديو صورًا للكلاب، وعلامات طريق، ومحتويات أخرى غير ضارة؛ ولكنها تضمّنت أيضًا مقاطع فيديو داخل مواقف السيارات، وأطفال مالكيها، وحتى مقطع فيديو لرجل يقترب من سيارة عاريًا.
وأكدت تيسلا للملايين من مالكي السيارات الكهربائية أن خصوصيتهم "كانت وستظل دائمًا مهمة للغاية بالنسبة لنا".
وأوضحت، على موقعها الإلكتروني، أن الكاميرات التي تضعها في المركبات للمساعدة في القيادة "مصممة من الألف إلى الياء لحماية خصوصيتك".
إلا أنه بين عامي 2019 و2022، شاركت مجموعات من موظفي الشركة بشكل خاص عبر نظام مراسلة داخلي في بعض الأحيان مقاطع فيديو وصورًا شديدة الخصوصية سُجلت بواسطة كاميرات سيارات العملاء، وفقًا لمقابلات أجرتها رويترز مع 9 موظفين سابقين.
تنص الشركة الأميركية في "إشعار خصوصية العميل" على الإنترنت على أن "تسجيلات الكاميرا تظل مجهولة المصدر وليست مرتبطة بك أو بمركبتك".
إلا أن 7 موظفين سابقين قالوا -في تصريحاتهم- إن برنامج الكمبيوتر الذي يستعملونه في العمل يمكن أن يظهر موقع التسجيلات، وهو ما قد يكشف على الأرجح عن مكان إقامة أحد مالكي السيارات.
وقال موظف سابق أيضًا إن بعض مقاطع الفيديو سُجِّلَت على ما يبدو عندما كانت السيارات الكهربائية متوقفة ومطفأة.
لا يوجد مبرر قانوني
لتطوير تقنية السيارات ذاتية القيادة، تجمع تيسلا مجموعة هائلة من البيانات من أسطولها العالمي المكون من عدة ملايين من المركبات.
وتطلب الشركة من مالكي السيارات منح الإذن باستعمال شاشات اللمس للسيارات قبل أن تجمع تيسلا بيانات سياراتهم. ينص موقع الشركة الإلكتروني على أن "بياناتك ملك لك".
في إشعار خصوصية العميل، توضح الشركة أنه إذا وافق العميل على مشاركة البيانات؛ يجوز لسيارتك جمع البيانات وإتاحتها لـ"تيسلا" لتحليلها؛ ما يساعدها على تحسين منتجاتها وميزاتها وتشخيص المشكلات بشكل أسرع.
وتنص أيضًا على أن البيانات قد تتضمن "مقاطع فيديو أو صورًا قصيرة"، ولكنها غير مرتبطة بحساب العميل أو برقم تعريف السيارة، "ولا تحدد هويتك شخصيًا".
وفي هذا الصدد، قال محامي خصوصية البيانات في ألمانيا كارلو بيلتز، إنه سيكون من الصعب العثور على مبرر قانوني بموجب قانون حماية البيانات والخصوصية الأوروبي لتداول تسجيلات المركبات داخليًا عندما تكون "لا علاقة لها بتوفير سيارة آمنة أو مؤمّنة أو وظيفة نظام تيسلا للقيادة الذاتية.
كاميرات تيسلا تثير الجدل
في السنوات الأخيرة، أثار نظام كاميرا السيارة في تيسلا الجدل؛ فقد حظرت بعض المجمعات الصينية الحكومية والأحياء السكنية سيارات تيسلا بسبب مخاوف بشأن كاميراتها.
ردًا على ذلك، قال الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك -في حديث افتراضي في منتدى صيني عُقد في عام 2021-: "إذا استعملت تيسلا السيارات للتجسس في الصين أو في أي مكان؛ فسنغلق أبوابنا".
وفي أماكن أخرى، فحص المنظمون نظام تيسلا بشأن انتهاكات الخصوصية المحتملة؛ لكن قضايا الخصوصية تميل إلى التركيز ليس على حقوق مالكي السيارات، ولكن على المارة غير المدركين أنه قد يجري تصويرهم بواسطة السيارات المتوقفة.
وفي فبراير/شباط، كشفت هيئة حماية البيانات الهولندية عن أنها أنهت تحقيقًا بشأن انتهاكات الخصوصية المحتملة فيما يتعلق بـ"وضع الحراسة"، وهي ميزة مصممة لتسجيل أي نشاط مشبوه عندما تكون السيارة متوقفة وتنبه المالك.
وقالت عضو مجلس إدارة الهيئة الهولندية كاتيا مور، إنه "جرى تصوير الأشخاص الذين ساروا بجوار هذه المركبات دون معرفة ذلك. يمكن لمالكي سيارات تيسلا العودة وإلقاء نظرة على هذه الصور"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافت: "إذا أوقف شخص إحدى هذه المركبات أمام نافذة شخص ما؛ فيمكنه التجسس في الداخل ورؤية كل ما كان يفعله الشخص الآخر. هذا انتهاك خطير للخصوصية".
وقررت الهيئة الهولندية أن مالكي المركبات هم من كانوا مسؤولين قانونيًا عن تسجيلات سياراتهم.
وقالت إنها قررت عدم فرض غرامة على الشركة بعد أن قالت تيسلا إنها أجرت عدة تغييرات على وضع الحراسة؛ بما في ذلك وجود نبضات في المصابيح الأمامية للسيارة لإبلاغ المارة بأنه قد يجري تصويرهم.
موضوعات متعلقة..
- حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين تندلع.. ونيو تنتقد تخفيضات تيسلا
- تيسلا تواجه أزمة بسبب برنامج القيادة الذاتية.. وشبكات الشحن تمنحها دعمًا مشروطًا
- سهم تيسلا يتراجع 3% رغم تسجيل مبيعات قياسية خلال الربع الأول من 2023
اقرأ أيضًا..
- خبير لـ"الطاقة": أسعار النفط ستستمر في نطاق 80 و86 دولارًا لمدة طويلة
- صفقات الغاز المسال الفورية تهدد أوروبا بمأزق في الشتاء المقبل
- سوق الطاقة الشمسية العالمية تنمو بنحو 11% بحلول 2033 (تقرير)
- روبوت شحن السيارات الكهربائية.. ثورة جديدة في القيادة الذاتية (صور)