التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

تيسلا تواجه أزمة بسبب برنامج القيادة الذاتية.. وشبكات الشحن تمنحها دعمًا مشروطًا

هبة مصطفى

تواجه شركة تيسلا الأميركية منعطفًا قد يقوض طموحاتها للحصول على دعم فيدرالي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ويهدد واحدًا من أفضل برامجها التحديثية في مجال القيادة الذاتية بالكامل.

وتلقّت الشركة اتهامًا من قِبل إدارة سلامة المرور على الطرق السريعة بإخلال برنامجها "بيتا" -المعني بتنظيم القيادة الذاتية بالكامل- في بعض طرازاتها لقواعد السلامة المرورية، وقررت على إثره استدعاء ما يزيد على 362 ألف سيارة، بحسب ما نشرته رويترز.

ويأتي هذا التحدي بينما تستعد شركة تيسلا للتوسع في شبكات الشحن الفائقة في إطار تعزيز نشر السيارات الكهربائية على الطرق؛ إذ تُخطط لتوفير إمكانات الشحن سواء على الطرق أو في المرافق لمالكي السيارات الجديدة حتى وإن كانوا من غير عملائها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

برنامج القيادة الذاتية

قررت شركة تيسلا الأميركية سحب ما يزيد على 362 ألف سيارة تعمل ببرنامج القيادة الذاتية بالكامل "بيتا"، في محاولة لإصلاح تقنيات قالت عنها إدارة السلامة إنها قد تتسبب في وقوع حوادث لعدم التحكم في السرعة والمرور عبر طرق ممنوعة.

تيسلا
برنامج القيادة الذاتية للشركة الأميركية - الصورة من SoyaCincau

وشمل الاستدعاء طرازات عدة مزودة ببرنامج القيادة الذاتية "بيتا" بأنواعه المختلفة، منتجة من عام 2016 حتى العام الجاري (2023)، ومن بين الطرازات التي جرى استدعاؤها: طراز (إس، إكس، 3، واي).

ورغم أن الشركة أبدت تحفظها على تلك الاتهامات ويرى الرئيس التنفيذي لها "إيلون ماسك" أن الاستدعاء خطأ كبير؛ فإنها استجابت لمطالب الإدارة الوطنية، واستدعت السيارات لفحص البرنامج، معلنةً أنها ستجري تحديثًا على البرنامج وتطرحه دون مقابل.

وأكدت رائدة تصنيع السيارات الأميركية أنها لم ترصد أي وفيات أو حتى إصابات نتجت عن استخدام البرنامج، لكنها تلقّت 18 مطالبة بالضمان.

انتكاسة خطط التطوير

يمكن لبرنامج القيادة الذاتية الكاملة للسيارات الذي طرحته شركة تيسلا التحكم بصورة آلية في سرعة السيارة ومكابحها، وعلى الصعيد المالي مكّنت تحديثات البرنامج الشركة من تحصيل عائدات متأخرة قدرها 2.9 مليار دولار، في نهاية العام الماضي (2022).

وغطى برنامج "بيتا" 400 ألف عميل لشركة تيسلا في أميركا وكندا، خلال الربع الرابع من العام الماضي (2022).

وينظر الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية إيلون ماسك، إلى برنامج القيادة الذاتية بالكامل، الذي يهدف إلى تقديم دعم لقائدي السيارات، بصفته أحد مسارات الشركة لجني أرباح محتملة؛ ما يشير إلى أن قرار الاستدعاء يمثل "انتكاسة لخطط الشركة".

ودعا عضوان بمجلس الشيوخ الشركة الرائدة في صناعة السيارات إلى التوقف عن طرح طرازاتها بصورة مبالغ بها، ويعتقدان أن استدعاءها لطرازات القيادة الذاتية جاء متأخرًا، ولا سيما أن تدخل المنظمين للتحذير من خطورة البرنامج على السلامة العامة يُعَد سابقة نادرة.

استدعاءات متكررة

لم يكن الاستدعاء الأخير لطرازات برنامج القيادة الذاتية الكاملة "بيتا" الأول من نوعه لطرازات الشركة؛ إذ أُثير الجدل ذاته عام (2021) وجرى التحقيق في أنظمة 830 ألف سيارة من إنتاج الشركة، مع دراسة لجنة سلامة الطرق والمرور لضمانات الأمان التي توفرها الشركة لقائدي السيارات.

وانتقدت اللجنة استمرار الشركة في نشر الطرازات العاملة ببرنامج القيادة الذاتية رغم أن التحقيق الذي بدأ عام 2021 ما زال قيد النظر، قبل أن يلحق به تحقيق إضافي العام الماضي (2022) واستُدعي على إثره 54 ألف سيارة.

وبلغ عدد التحقيقات المتعلقة بحوادث أنظمة الشركة الأميركية منذ عام 2016 حتى الآن 30 تحقيقًا.

وفي خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الشركة الأميركية -قبل يومين- تخليها عن 4% من موظفي تقييم برنامج القيادة الذاتية بما يزيد على 30 موظفًا؛ ما أثار حفيظة الاتحادات الممثلة للنقابات العمالية.

ويأتي فصل العاملين في البرنامج رغم نمو الدائرة الوظيفية للشركة بمعدل 54% ليصل عدد العاملين بها إلى 685 موظفًا في الآونة الحالية، بينما تدور أنباء حول فصل العمالة لأسباب تتعلق بنشاطهم النقابي الذي يرفضه إيلون ماسك، بحسب رويترز.

شبكة الشحن والدعم الأميركي

بينما يشكل الحديث عن "سقطات" برنامج القيادة الذاتية واستدعاء جديد للطرازات العاملة به انتكاسة جديدة لخطط الشركة الأميركية، تستعد الشركة لنقلة نوعية أخرى قد تُدرجها تحت نطاق التمتع بالدعم الفيدرالي.

تيسلا
شاحن للسيارات الكهربائية من إنتاج الشركة الأميركية - الصورة من The Times

ومن المقرر أن تنشر الشركة، حتى نهاية العام المقبل (2024)، ما يقدر بنحو 3 آلاف و500 شاحن فائق على الطرق السريعة، بجانب 4 آلاف شاحن أقل بطئًا في عدد من المرافق كالفنادق والمطاعم.

وتعتزم الشركة الرائدة في مجال تصنيع السيارات إنجاز جانب كبير من شبكة الشحن لخدمة السيارات المنتجة عبر منافسيها؛ ما يحوّلها إلى محطة تزويد عالمية في مجال السيارات الكهربائية.

ويأتي توجه الشركة ضمن برنامج تتبناه إدارة الرئيس جو بايدن للتوسع في نشر السيارات الكهربائية لخفض انبعاثات قطاع النقل، والمخصص له حجم إنفاق يصل إلى 7.5 مليار دولار.

ويسمح نشر الشركة للشواحن المزودة لسياراتها والسيارات المنتجة من قِبل بقية الشركات بتلقيها دعمًا من مخصصات خطة بايدن، شريطة التزامها بمعيار رئيس في شواحنها حول تقنيات التقاط الكربون وتخزينه.

شواحن تيسلا

بصورة إجمالية، تقتنص الشركة الأميركية 60% من شواحن الولايات المتحدة، بما يعادل 17 ألفًا و711 شاحنًا، وهو أسطول يسمح بزيادة نطاق القيادة لأميال، وتملك الشركة -أيضًا- 10 آلاف شاحن مزود بمقابس "تيسلا" لتزويد السيارات بالكهرباء طوال الليل، بحسب رويترز.

وتعهدت الشركة -التي تطمح إلى الاستفادة من التمويل الذي خصصته إدارة بايدن لتطوير شبكة السيارات الكهربائية في البلاد- بنشر شواحنها بصورة أكبر -قريبًا- مع إتاحتها لطرازات الشركات الأخرى، بينما ألمحت إلى خطط بمضاعفة شواحنها الفائقة بحلول نهاية العام المقبل (2024).

ولدى إدارة بايدن -حتى الآن- ما يقدر بنحو 130 ألف شاحن كهربائي، تخطط لرفعها إلى 500 ألف شاحن بحلول عام 2030.

ورحب بايدن بتلك الخطوة، مشيرًا إلى أن بناء شبكة شحن السيارات الكهربائية الأميركية يُلزم بضمان وصول الشواحن لأكبر عدد من مالكي تلك السيارات، وهو ما تبدأه تيسلا -قريبًا-.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق