هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

صناعة الهيدروجين الأخضر الأسترالية ضحية الدعم في أميركا والشرق الأوسط (خبير)

محمد عبد السند

يشعر صناع القرار في أستراليا بقلق متزايد من أن تذهب أحلامهم في إنتاج الهيدروجين الأخضر أدراج الرياح، نتيجة سياسات حكومية مُطبقة في أميركا وبعض دول الشرق الأوسط.

وترغب أستراليا، التي تعوّل على الفحم بصفة أساسية في توليد الكهرباء، بالتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، واستعمال الطاقة المتجددة في إنتاج الوقود النظيف.

لكن مدير شركة فروتيسكيو فيوتشر إنداستريز "إف إف آي"، غاي ديبيل، حذّر من مغبة فقدان أستراليا ميزتها النسبية في الطاقة المتجددة الطبيعية في سباق تأسيس صناعة الهيدروجين الأخضر، بسبب سياسة الدعم "العدائية والضخمة" المُطبقة في كل من الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط، حسبما أوردت صحيغة "الغارديان" البريطانية.

وقال ديبيل -الذي كان يشغل في السابق منصب المدير المالي في "إف إف آي"-، إن قانون خفض التضخم الذي أقرته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كان يستهدف في المقام الأول تسريع وتيرة إزالة الكربون، واصفًا إياه بـ"إحدى أكبر الإستراتيجيات الصناعية التي شهدناها على الإطلاق".

ودون سقف على الإنفاق الرسمي، قد تصل قيمة الدعم الذي تقدمه الإدارة الأميركية للطاقة المتجددة إلى تريليون دولار أميركي.

وذكر ديبيل -في كلمته التي ألقاها خلال تجمع حضره خبراء اقتصاديون في مدينة سيدني الأسترالية، أمس الأربعاء 15 فبراير/شباط (2023)-: "الأمر لا يمكن اختزاله في المال فحسب".

وأضاف: "ولكنه يتمحور -أيضًا- حول البشر وخبراتهم وعلومهم، التي تهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية".

ويبيّن التصميم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- استهلاك الهيدروجين حسب القطاع:

استهلاك الهيدروجين حسب القطاع

توجه شرق أوسطي "أخضر"

تتبنّى الدول الغنية بالنفط في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دول الخليج العربي، توجهًا طموحًا صوب التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، وشرعت في تخصيص الإمكانات ووضعها تحت إمرة الشركات لاقتحام موارد الطاقة المتجددة، وتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر.

وأوضح ديبيل، وهو نائب محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي) السابق: "ثمة مخاطر تتمثل في أنه رغم المزايا النسبية الكبيرة التي تتمتع بها أستراليا في مجال الطاقة المتجددة، فإن الولايات المتحدة والشرق الأوسط يوشكان على اقتناص تلك الميزة لصالحهما".

وتضخ العديد من الدول استثمارات قوية في صناعة الهيدروجين الأخضر، بوصفها بديلًا جيدًا لوقود النفط والغاز والفحم.

وفي هذا الصدد، أشار ديبيل إلى أن إنفاق الولايات المتحدة الأميركية يتيح لها فرصة خفض تكلفة صناعة الهيدروجين من 6 دولارات لكل كيلوغرام، إلى 2.50 دولارًا لكل كيلوغرام، مقارنة بالوقود الأحفوري.

ونتيجة ذلك أضحت أسواق مثل كوريا الجنوبية واليابان -التي كانت لا تمتلك في السابق سوى موارد محدودة من الطاقة المتجددة- عُرضة للمخاطر وفقدان مكانتها لصالح أميركا ومشترين آخرين.

وواصل: "أشعر حقًا ببالغ القلق من أننا نفقد فرصة كبيرة، قلّما سنحت لنا".

تحذير للشركات

حذّر ديبيل الشركات الأسترالية من مغبة التركيز على خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بصورة مباشرة، بدلًا من التعويل على شراء تعويضات الكربون في مسعى لإلغائها.

وفي السياق ذاته، أشار ديبيل إلى أن حوافز الكربون قد تُعرّض الشركات لتكاليف أعلى، مع الارتفاع المرجح في ائتمانات الكربون.

في غضون ذلك قد تؤدي القيود على الأسواق في المستقبل، مثل تلك المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، لتعريض الشركات للخطر في حال لم تقلص مستويات انبعاثاتها الكربونية.

وفي هذا السياق، توقع ديبيل أن تكابد الشركات من أجل إيجاد بدائل، قائلًا إن الحلول تستغرق 3 أو 4 سنوات كي تُحدث تأثيرًا ملحوظًا على الأرض.

ويبيّن التصميم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مصادر إنتاج الهيدروجين:مصادر إنتاج الهيدروجين

وحتى داخل أستراليا نفسها، تتفاوت الولايات الأسترالية من حيث نجاحها في تعزيز صناعة الهيدروجين الأخضر، إذ تتصدر ولايات أستراليا الغربية وكوينزلاند وأستراليا الجنوبية، المشهد؛ لما تتمتع به من موارد وفيرة في الطاقة الشمسية والرياح، التي تمنحها فرصة ذهبية لتصدير الطاقة المتجددة.

على الجانب الآخر، ثمة ولايات لديها إمكانات لتزويد الصناعات المحلية بالطاقة المتجددة، مثل نيو ساوث ويلز.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "هيساتا"، المتخصصة بتطوير خلايا التحليل الكهربائي بول باريت، إن الدعم الممنوح للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة اشتمل على مليار دولار أميركي لإنتاج المحلل الكهربائي.

وقال: "من الممكن أن نتخلّف في سباق الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050".

وتتمتع أستراليا بموارد طاقة متجددة وفيرة، بالتوازي مع مساحات أراضٍ مترامية الأطراف، وشريط ساحلي يمتد لمئات الكيلومترات، وكذلك معادن مهمة من خام الحديد إلى الليثيوم، ما يعزّز قدرتها التنافسية في صناعة الطاقة المتجددة بوجه عام، والهيدروجين الأخضر بوجه خاص.

الهيدروجين الأخضر
محطة طاقة شمسية ومزرعة رياح - الصورة من "فوكس"

7 مشروعات جديدة

في يناير/كانون الثاني (2023)، خصصت حكومة ولاية أستراليا الغربية أراضي لإقامة 7 مشروعات جديدة باستثمارات تصل قيمتها الإجمالية إلى 70 مليار دولار أميركي.

وتقع الأراضي المُخصصة للمشروعات الجديدة في منطقتي بوداري وآشبورتون نورث إس آي إيه، وفق ما نشره موقع "ريي نيو إيكونومي" المحلي.

ورغبة من أستراليا في الابتعاد عن استعمال الفحم، رغم أنها أكبر بلد منتج له، وثاني أكبر مصدّر له عالميًا، فإنها تتبنّى خُطة تستهدف من خلالها النهوض بقطاع الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ووفقًا لتوقعات سابقة، تستهدف أستراليا توليد الكهرباء من مصادر نظيفة بنسبة 100% في غضون 3 سنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق