سياراتتقارير السياراترئيسية

حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين تندلع.. ونيو تنتقد تخفيضات تيسلا

محمد عبد السند

أثارت حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين التي أطلقتها تيسلا، عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية، حفيظة الشركات المنافسة عالميًا، التي باتت تلمس آثارًا سلبية ناتجة عن التنافس بهذه الطريقة.

ولجأت الشركة إلى خفض أسعار سياراتها من أجل تحفيز مبيعاتها على الأرجح، وهو ما لم يتحقق على النحو الذي ينشده الكيان العملاق.

وفي ضوء هذا السيناريو، قال الرئيس التنفيذي لشركة نيو مُصنّعة السيارات الكهربائية الصينية، وليام لي، إن شركته لن تشارك في حروب الأسعار، مضيفًا أن تيسلا، المملوكة لقطب الأعمال والملياردير الأميركي إيلون ماسك، لا يمكنها تحديد أسعار السيارات الكهربائية في الصين، حسبما أورد موقع "إلكتريك" Electrek المتخصص.

وأوضح لي خلال مشاركته في مؤتمر لصناعة السيارات عُقد مؤخرًا، أن نيو لن تكون جزءًا من حروب أسعار السيارات الكهربائية، إذ إن هوامشها الإجمالية منخفضة جدًا، بحسب تصريحات نقلها "إلكتريك"، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعرف الهامش الإجمالي بأنه مقياس النسبة المالية، والذي يساعد في تقييم ربحية الشركة و-أيضًا- كفاءتها التشغيلية.

خفض أعمى للأسعار

أضاف لي أن خفض الأسعار "الأعمى" سيخلق منافسة شرسة في الصين.

وتتّسم سيارات تسلا، وتحديدًا طرازا "3" و"واي"، بدرجة أقلّ تعقيدًا في الوظائف والتكوين، مقارنة بسيارات صينية منافسة مثل "بي واي دي"، حسبما قال لي.

وتابع: "تستطيع تيسلا أن تحدد أسعار السيارات في الولايات المتحدة الأميركية، بالنظر إلى حصتها السوقية التي تتجاوز نسبتها 60% هناك، لكن لا يمكنها أن تفعل الشيء نفسه في الصين، حيث تتوقف حصتها السوقية عند 7%".

حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين
سيارة نيو – الصورة من موتلي فول

هوامش إجمالية

في العام الماضي (2022) بأكمله، سجلت نيو هوامش إجمالية بلغت 10.4%، مقارنة بـ18.9% في العام السابق (2021).

وارتفعت خسائر الشركة من عملياتها بنسبة 248% على أساس سنوي، مسجلة 15 مليونًا و640 ألف يوان في عام 2022، رغم زيادة مبيعات السيارات.

(اليوان الصيني = 0.15 دولارًا أميركيًا).

وخفضت تسلا أسعار سياراتها في الولايات المتحدة الأميركية والصين وأسواق أخرى عديدة في بداية العام الجاري (2023)؛ ما أفضى إلى نشوب حرب أسعار بين شركات تصنيع السيارات الكهربائية المنافسة، كي تستطيع الاستمرار في المنافسة.

تسليمات قياسية

تلقّت تيسلا دفعة قوية من زيادة الطلب على منتجاتها، وسجلت الشركة صعودًا نسبته 36.39% في معدلات السيارات المُسلّمة في الربع الأول من عام 2023.

وفي 2 أبريل/نيسان (2023)، أعلنت تيسلا تسليمات فصلية قياسية، لكن نمو مبيعاتها الفصلية كان متواضعًا رغم لجوء الشركة إلى خفض الأسعار وسط تزايد حدّة المنافسة، وتأثيرات الآفاق الاقتصادية الضبابية، حسبما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وبلغت أعداد السيارات الكهربائية التي سلّمتها تيسلا 422 ألفًا و875 وحدة خلال الأشهر الـ3 الأولى من العام الحالي (2023)، بزيادة نسبتها 4% من الربع السابق الممتد من أكتوبر/تشرين الأول وحتى ديسمبر/كانون الأول (2022)، وارتفاع نسبته 36% مقارنة بعام سابق (2022).

وفي يناير/كانون الثاني (2023)، قال إيلون ماسك، إن تيسلا تستطيع تسليم مليوني سيارة كهربائية في عام 2023، بزيادة 52% من العام الماضي (2022).

ماسك يخسر الرهان

يراقب المستثمرون عن كثب رهان إيلون ماسك على أن خفض الأسعار سيحفّز المبيعات، رغم قلقهم الشديد إزاء تداعيات الخطوة على هوامش الأرباح.

حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين
إيلون ماسك –الصورة من إيه بي سي نيوز

وفي يناير/كانون الثاني (2023)، خفضت تيسلا الأسعار عالميًا بنسبة 20%؛ ما أطلق حرب أسعار بعدما أخفقت الشركة في تحقيق توقعات التسليمات من قبل المحللين عن عام 2022.

يُشار إلى أن سعر طراز واي الذي دأبت تيسلا على بيعه مقابل 65 ألفًا و990 دولارًا، يصل الآن إلى 54 ألفًا و 990 دولارًا.

وقال الشريك الإداري في مؤسسة "ديب وواتر أسيت مانجمنت" غيني مونستر: "لو لم تُقدم تيسلا على خفض الأسعار، لكان الأمر قبيحًا، وأعتقد أن الخطوة تُنبّئك أن الاقتصاد يتدهور".

وأضاف مونستر: "الأرقام تدلّ على تسارع المبيعات، لكنه لا يرقى إلى التسارع الذي سبق أن أشار إليه إيلون ماسك".

في يناير/كانون الثاني (2023)، قال ماسك، إن تسليمات تيسلا من السيارات في 2023 قد تلامس مليوني وحدة، من 1.3 مليون وحدة في عام 2022.

في المقابل، توقّع المحللون أن تصل تسليمات تيسلا من السيارات الكهربائية إلى 430 ألف وحدة في عام 2022، بحسب البيانات الصادرة عن مؤسسة "ريفينيتيف".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق