نفطأخبار النفطأسعار النفطرئيسية

خبير لـ"الطاقة": أسعار النفط ستستمر في نطاق 80 و86 دولارًا لمدة طويلة

نوار صبح

أدى الإعلان المفاجئ لعدد من دول تحالف أوبك+ بخفض الإنتاج، إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 8%، إذ قفزت فوق 85 دولارًا، قبل أن تشهد تراجعًا طفيفًا.

وقال كبير الباحثين في مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، كريستوف روهل -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن التحالف يواصل ممارسة السياسة نفسها، متوقعًا أن تستمر أسعار الخام في نطاق 80 و86 دولارًا مع إمكان تفجير مفاجأة أخرى.

وكانت السعودية و8 دول في تحالف أوبك+ قد أعلنوا خفضًا طوعيًا للإنتاج بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا، بما في ذلك خفض مليوني برميل المعلن في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وهو ما يعادل 3.7% من الطلب العالمي.

حصص الإنتاج

يقول كريستوف روهل: "نظرًا لأن أعضاء تحالف أوبك+ قد ينتجون أقلّ مما يُسمح لهم بإنتاجه بموجب الحصص الممنوحة لهم، فإن التخفيضات المعلنة -التي تقاس بمعيار الحصة- ستكون منخفضة في الواقع".

وأضاف أن التخفيضات المعلنة -بما في ذلك 500 ألف برميل يوميًا من روسيا، التي أُعلِنَت سابقًا- تصل إلى إجمالي 1.7 مليون برميل يوميًا.

أسعار النفط ستستمر في نطاق 80 و86 دولارًا للبرميل لفترة أطول
كبير الباحثين في مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، كريستوف روهل

وأوضح أن الإنتاج المستهدف لتحالف أوبك+، أي الإنتاج المسموح به حسب الحصة قبل التخفيضات، كان 40.1 مليون برميل يوميًا، لكن الإنتاج الفعلي في فبراير/شباط (الشهر الأخير الذي لدينا بيانات عنه) كان أقلّ من 2 مليون برميل يوميًا، أو عند 38.2 مليون برميل يوميًا.

وأشار إلى أنه لدى تطبيق التخفيضات المعلنة فقط من جانب الدول التي تنتج -حاليًا- وفق مستويات حصصها، يترتب على ذلك أن يبلغ مجموعها نحو مليون برميل يوميًا.

وتابع: "من المثير للاهتمام أن روسيا تُعدّ واحدة من الدول التي تنتج أقلّ من الحصة.. لذلك قد لا نرى أيّ تخفيضات إضافية في روسيا، علاوة على ما يتعين عليهم إغلاقه بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 الأخيرة".

تداعيات القرار على أميركا

في هذا الصدد، قال كبير الباحثين في مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، كريستوف روهل: "ليس هناك الكثير الذي يمكن للولايات المتحدة القيام به على المدى القصير، أو في مجال السياسة الاقتصادية عمومًا".

وأضاف: "على المدى الطويل، إذا نجحت التخفيضات في استقرار الأسعار على مستوى أعلى مما كان يمكن أن يحدث بخلاف ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة؛ ما يعني أنه ستعوض التخفيضات جزئيًا عن طريق الإنتاج الإضافي في مكان آخر".

وقال كريستوف روهل: "لا أتوقع أن تستعمل الولايات المتحدة مخزون النفط الإستراتيجي مرة أخرى، إذا لم يكن هناك تأثير سعر واضح يجعل هذا الأمر جذابًا".

وأشار إلى أن "المخزون النفطي الإستراتيجي ليس مجموعة محدودة من النفط يمكن استعمالها في كل مرة يحدث تغيير في السوق من خلال سياسات أوبك +".

أمّا فيما يتعلق بتداعيات القرار على أسعار النفط، قال كريستوف روهل: "لا أحد يستطيع توقّع ما سيحدث".

وألمح إلى أنه من الأفضل الافتراض أنه في غياب صدمات إضافية غير متوقعة للنظام، فإن هذا التخفيض لن يكون كافيًا لتقريب الأسعار في أيّ مكان من 100 دولار للبرميل.

وأضاف: "النمو الاقتصادي العالمي يُعدّ المحرك الوحيد الأكثر أهمية للطلب العالمي على النفط.. ويبدو لي أن الصين ومجموعة الدول الـ7 الكبرى يواجهون تباطؤًا في النمو، وليس تسارعًا".

وأشار إلى المبالغة في تقدير زيادة الطلب الصيني بعد انتهاء إجراءات الإغلاق جرّاء تفشي جائحة كورونا بدرجة كبيرة، من جانب وكالة الطاقة الدولية ومحللي النفط الآخرين.

وأوضح: "على ضوء ذلك، أعتقد أن أسعار النفط ستستمر في نطاق 80 و86 دولارًا للبرميل لمدة أطول - حتى المفاجأة التالية التي ستحدث بالتأكيد".

التخفيضات الطوعية

في سياق متصل، ترى رئيسة شركة إي إس إيه آي إنرجي لتحليل سوق الطاقة وتوقعاتها، سارة إيمرسون، أن الطبيعة الطوعية للاتفاق تخفف من العبء على المجموعة للتفاوض على زيادة الإنتاج في المستقبل مع الأعضاء الذين لا يحققون أهدافهم.

وتعتقد أنه يمكن عكس مسار الخفض الطوعي دون الرجوع إلى الأعضاء كافة للموافقة عليه، ما يزيد من تركيز القوة داخل أكبر المنتجين، حسب تقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا.

وقالت إيمرسون: "قرار الإبقاء على التخفيضات الطوعية يدل على التضامن مع روسيا في ظل فرض سقف الأسعار على النفط والمشتقات".

على الجانب الآخر، أشار الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة شعيب بوطمين إلى وجود تكتلين مهمين داخل أوبك وأوبك+، الأول تقوده السعودية على رأس الدول العربية بصفتها أكبر منتج داخل المنظمة، والتكتل الروسي كونه أكبر ثالث منتج للنفط في العالم، وكلاهما لن يرضى بأسعار أقلّ من 85 أو 90 دولارًا للبرميل.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم خفض الإنتاج الطوعي الذي أعلنه أوبك+:

تأثير قرارات دول أوبك+ على أسهم شركات النفط الكبرى

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق