نتائج محبطة لإكسون موبيل في البرازيل بعد 6 سنوات من التنقيب
الطاقة
فشلت شركة إكسون موبيل الأميركية في العثور على النفط في البرازيل، بعد نحو 6 سنوات من عمليات البحث والاستكشاف.
وأوقفت شركة النفط والغاز الأميركية العملاقة الحفر الحالي في المنطقة البحرية التي بدأت في اقتناصها مع شركاء مقابل 4 مليارات دولار في عام 2017، بعد أن فشلت للمرة الثالثة في العثور على كميات من النفط قابلة للاستخراج تجاريًا.
وراهنت إكسون موبيل بمليارات الدولارات على التنقيب البحري في البرازيل، وكانت البلاد واحدة من 3 مناطق جغرافية وضعتها الشركة في إستراتيجيتها لنمو الإنتاج خلال السنوات المقبلة.
تأتي أنباء وقف التنقيب عن النفط في البرازيل بعد أقلّ من يوم من إشارة شركة إكسون موبيل إلى أن أرباحها التشغيلية للربع الأول من 2023 من المتوقع أن تسجل تراجعًا بنحو 25% عن المستويات القياسية للعام الماضي، على خلفية تراجع أسعار النفط والغاز.
نقل عمال الحفر
نقلت إكسون موبيل الجيولوجيين والمهندسين الذين عملوا في حملة الحفر التي استمرت سنوات من مكاتبها في ريو دي جانيرو إلى دول أخرى، بما في ذلك غايانا وأنغولا وكندا، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال محللون، إن شركة النفط الأميركية العملاقة لم تطرح عطاءات لمقاولي الحفر للقيام بأعمال استكشافية هناك خلال العام الجاري، منذ انتهاء آخر عقد نشط للحفر في أبريل/نيسان 2022، وتخطّت آخر مزاد خارجي في البرازيل خلال ديسمبر/كانون الأول.
وتمثّل تحركات إكسون موبيل لتفكيك حملة الحفر الأخيرة في البرازيل انتكاسة كبيرة في بلد روّجت له لسنوات بصفته مصدرًا رئيسًا للنمو.
في ديسمبر/كانون الأول 2022، أشار الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، دارين وودز، إلى البرازيل بصفتها واحدة من "فرص النمو" الرئيسة، وجزءًا من محفظتها الخاصة بتطورات التوريد منخفضة التكلفة، جنبًا إلى جنب مع غايانا، وحوض برميان في غرب تكساس، ونيو مكسيكو، وصادرات المواد السائلة والغاز الطبيعي.
خطط مستقبلية
على الرغم من وقف حملة التنقيب، لم تستبعد إكسون موبيل مشروعات مستقبلية في البرازيل، إذ قالت المتحدثة باسم الشركة ميشيل جراي، إن شركتها ما تزال تعمل في البلاد وتواصل متابعة أنشطة الاستكشاف.
وأضافت: "لقد اكتمل الآن برنامج الحفر الاستكشافي الأولي لدينا في البرازيل.. ونواصل العمل مع شركائنا في المشروع لتحليل البيانات التي تمّ الحصول عليها من برنامج الحفر الشامل لتقييم إمكانات أنشطة الاستكشاف المستقبلية في تلك المربعات".
وتدرس الشركة الأميركية الحفر في الهامش الاستوائي قبالة شمال البرازيل، بعيدًا عن عقود الإيجار الحالية في الجنوب، حسبما قال أشخاص مطّلعون على الأمر.
وقال محللون، إن شركة النفط الحكومية البرازيلية بتروبراس تنتظر حاليًا الحصول على إذن للتنقيب في المنطقة، التي تعدّ منطقة حساسة بيئيًا، من المنظم البيئي البرازيلي، الذي أوقف تصاريح الحفر في المنطقة لسنوات.
عادت إكسون موبيل إلى البرازيل قبل 6 سنوات، مع آمال كبيرة في أن تكرر النجاحات التي حقّقها عمّال الحفر الآخرون في التكوينات الجيولوجية البحرية البرازيلية منذ أكثر من عقد.
النفط في البرازيل
أصبحت البرازيل واحدة من عدد متضائل من الأماكن حول العالم، إذ ما تزال شركات النفط الكبرى تنفق الأموال للبحث عن النفط، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها بعض الشركات مؤخرًا للعثور على النفط هناك.
وتعدّ البرازيل حاليًا السوق الأكثر سخونة لمنصات الحفر البحرية بقيادة شركة بتروبراس المملوكة للحكومة، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت إكسون موبيل، إنها تخطط لإنفاق معظم ميزانيتها الرأسمالية السنوية التي تصل إلى 25 مليار دولار في الأميركتين هذا العام، بما في ذلك في البرازيل، مع التركيز على نصف الكرة الغربي الذي يعكس أولوية الشركة لزيادة عائدات المساهمين وتقليص مشروعات الحفر الحدودية المكلفة.
وتمتلك الشركة الأميركية حصة أقلية في مشروع خارجي منفصل في البرازيل بقيادة إكوينور النرويجية في حقل باكليو، والذي يمضي قدمًا، إذ بدأت الشركات المرحلة الأولى من المشروع في عام 2021.
وتتوقع الشركتان، الأميركية والنرويجية، إنتاج أول نفط من حقل باكليو في عام 2024، وقد يصل إلى قرابة 220 ألف برميل يوميًا خلال 2025.
تخارج إكسون موبيل
في العام الماضي، باعت إكسون موبيل، أو اقترحت، بيع أصول في تشاد والكاميرون ومصر والعراق ونيجيريا، إلى جانب بعض الأصول القديمة في الولايات المتحدة وكندا، مما يجعلها أكبر عدد من هذه المبيعات منذ 2018.
وكانت الشركة تخطط منذ عام 2018 لبيع أصول بقيمة 15 مليار دولار على الأقلّ، مع تقليص وجودها العالمي والتركيز على أصولها الأكثر قيمة.
في عام 2021، حفرت إكسون موبيل بئرين في حوضي كامبوس وسانتوس البرازيليين، وفي العام الماضي، حفرت بئرًا ثالثة في حوض سيرغيبي ألاغواس، ولم يكن لدى أيّ من الآبار الثلاثة قبالة البرازيل ما يكفي من النفط ليكون مجديًا تجاريًا.
وتواجه الشركة ضغوطًا لتحقيق النجاح في البرازيل، التي انتقلت فيها من مجرد لاعب صغير إلى المشاركة في 28 كتلة تأجير خارجية، بوصفها مشغلًا رئيسًا في 17 كتلة منها.
وتعدّ إستراتيجية إكسون موبيل في البرازيل حتى الآن "محبطة"، على الرغم من إنفاقها 4 مليارات دولار على حقوق الحفر خلال السنوات الـ5 الماضية.
ويتناقض الفشل مع نجاحها في المناطق القريبة من البرازيل، إذ عثرت على عقود من النفط في السنوات الأخيرة، ولدى الشركة 6 منصات حفر تعمل في غايانا، ومن المتوقع أن تحصل على المزيد من العقود هناك في الأشهر المقبلة.
كما نشرت إكسون موبيل أيضًا سفينة حفر في أنغولا العام الماضي، وتعمل الحفارة بموجب عقد مدّته عامان، مما يمثّل أول جهود استكشاف للشركة الأميركية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ عام 2018.
وقال المحلل في ريستاد إنرجي، شرينر بارك: "كان هناك الكثير من الأمل لما كان يمكن أن تكون عليه البرازيل".
وتبلغ تكلفة آبار المياه العميقة قبالة البرازيل ما بين 100 مليون دولار و150 مليون دولار للبئر الواحدة، وفقًا لمستشار الطاقة وود ماكنزي.
وقال المحلل في وود ماكنزي، مارسيلو دي أسيس، إن شركات النفط الغربية الأخرى كافحت أيضًا لتحقيق اكتشافات تجارية في السنوات الأخيرة، لكن نظراء إكسون، شل وبي بي البريطانية وتوتال إنرجي الفرنسية، يواصلون الحفر في البرازيل.
وأضاف: "إكسون موبيل مثل معظم شركات النفط التي دخلت البرازيل، لديها توقعات إيجابية للغاية، ومعظم الشركات لديها نتائج سيئة في الاستكشاف".
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل وإكوينور تخططان لتوسيع عمليات النفط في البرازيل
- هل فشلت إكسون موبيل في الاستفادة من نفط البرازيل؟
اقرأ أيضًا..
- التحول الأخضر لن يكون مثاليًا.. تصريحات صادمة لرئيسة مجلس الطاقة العالمي
- سونلغاز: توربينات الغاز الجزائرية تتجه إلى دولة في الشرق الأوسط (فيديو)
- طاقة الرياح في مصر تترقب بدء تنفيذ أكبر مزرعة بأفريقيا