غازتقارير الغاز

بتروبراس البرازيلية تكشف عن سبب الهبوط الحاد لواردات الغاز المسال في 2022

محمد عبد السند

لم تتضرر نتائج أعمال بتروبراس البرازيلية جراء تراجع وارداتها من الغاز المسال في العام المنصرم (2022)، على خلفية انخفاض استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء.

فقد نجحت الشركة في تحقيق أرباح كبيرة خلال الأشهر الـ3 الأخيرة من 2022، مدعومة بارتفاع أسعار الخام.

وفي هذا السياق، سجّلت بتروبراس البرازيلية الحكومية هبوطًا بنسبة 74% في وارداتها من الغاز المسال خلال عام 2022، قياسًا بالعام السابق له (2021)، حسبما نشر موقع "إل إن جي برايم" LNGPrime المتخصص.

وبجانب انخفاض حجم الغاز المسال المُعاد تغويزه، أعلنت بتروبراس البرازيلية تراجعًا بنسبة 15% في واردات الغاز البوليفية خلال العام المنصرم (2022).

أسباب التراجع

في تقريرها المالي 2022، عزت "بتروبراس" التراجع في أحجام الغاز المسال وإمدادات الغاز الآتية من بوليفيا إلى "تراجع معدلات استعمال الغاز في توليد الكهرباء، نتيجة الانتعاش في استخدام الطاقة الكهرومائية".

ووفقًا لتقديرات الشركة، لامست أحجام الغاز المسال المعاد تغويزه 6 ملايين متر مكعب يوميًا في العام الماضي (2022)، كما بلغت مليون متر مكعب فقط يوميًا في الربع الرابع من العام ذاته.

ويوضح التصميم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الغاز المسال وصادراته حسب المنطقة:

واردات الغاز المسال وصادراته حسب المنطقة

واردات قياسية

خلال عام 2021، سجّلت الشركة واردات قياسية من الغاز المسال لامست 23 مليون متر مكعب يوميًا، بارتفاع نسبته 200%، قياسًا بعام 2022.

ولجأت البرازيل إلى الغاز المسال في عام 2021 لتشغيل محطات الكهرباء لديها نتيجة موجة الجفاف الشديدة التي أثرت بقوة في الطاقة الكهرومائية.

وانخفضت أسعار الغاز المسال في السوق الفورية -أيضًا- في عام 2021، قياسًا بالعام التالي (2022).

وقال رئيس قسم الغاز الطبيعي في بتروبراس، رودريغو كوستا، إن الظروف الجيدة التي تشهدها خزانات المياه قد أثرت في احتياجات بتروبراس لاستيراد شحنات الغاز المسال.

وأوضح كوستا، في تصريحات خلال مؤتمر للكشف عن نتائج الشركة المالية في الربع الثاني من العام الماضي (2022)، أن بتروبراس توقّعت أن يصل حجم وارداتها من شحنات الغاز المسال إلى 40 في عام 2022، مقارنة بـ112 شحنة في العام السابق (2021).

وشرعت بتروبراس في استيراد الغاز المسال وجلبه إلى البرازيل عبر محطة التغويز والتخزين العائمة "بيسيم" في عام 2009

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، أجّرت بتروبراس محطة باهيا إلى شركة "إكسيليريت إنرجي" المتخصصة في تقديم حلول الغاز المسال العائم، ومقرها ولاية تكساس الأميركية.

زيادة الأرباح

على الجانب الآخر، أعلنت بتروبراس زيادة غير متوقعة في أرباحها عن الربع الأخير من 2022 بنسبة 37.6%، مدعومة بارتفاع أسعار النفط خلال المدة المذكورة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وبلغ صافي أرباح بتروبراس 43.34 مليار ريال برازيلي (8 مليارات و327 مليون دولار أميركي)، متجاوزة بذلك تقديرات محللين استطلعت آراءهم مؤسسة "ريفينيتيف"، والتي بلغت 37.61 مليار ريال برازيلي.

* (الريال البرازيلي = 0.19 دولارًا أميركيًا)

بتروبراس البرازيلية
محطة وقود تابعة لشركة بتروبراس - الصورة من فاينانشال تايمز

كنز نفطي

تعوّل البرازيل كثيرًا على منطقة "حقول ما بعد الملح"، في الالتحاق بنادي كبار منتجي النفط، واحتلال المرتبة الخامسة عالميًا؛ حيث بادرت الحكومة بطرح مناقصات قد تحصد منها مليارات الدولارات، في نهاية عام 2019.

وتبلغ احتياطيات "حقول ما بعد الملح" قرابة 15 مليار برميل، أي ضعف الاحتياطي الحالي للنرويج، وفقًا لتقديرات كشفت عنها الوكالة الوطنية للنفط في البرازيل قبل 3 سنوات.

وتمثل منطقة "حقول ما بعد الملح" الآن ما نسبته 70% من إجمالي الإنتاج اليومي للنفط والغاز في البرازيل، ما يعادل 4 ملايين برميل يوميًا.

يُذكر أن "حقول ما بعد الملح" اكتشفها الخبير الجيولوجي المخضرم في بتروبراس "ماريو كارميناتي" في عام 2006، وهي تحوي أكبر احتياطي بحري من النفط والغاز عالميًا هذا القرن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تهديدات من الماضي

سبق أن تعرضت بتروبراس لتهديدات نالت مجموعة من أصول النفط في البرازيل، في إطار صراع سياسي أشعل فتيله أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام المرشح اليساري لويس إناسيو لولا دا سيلفا.

لكن سارعت الشركة إلى التحرك لدرء تلك التهديدات عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات الأمنية لحماية مصافي التكرير ومحطة لإنتاج ومعالجة الوقود، والتي تُعَد الأكبر من نوعها في البرازيل، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وتلى الكشف عن حزمة التدابير تلك من قِبل بتروبراس البرازيلية، إعلان الرئيس التنفيذي للشركة، كايو بايس دي أندرادي، استقالته من منصبه قبل قرابة 4 أشهر من انتهاء مدته، على خلفية الانتقادات التي وجهها لولا دا سيلفا لسياسة الشركة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق