رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياعاجلغاز

إيطاليا تستقبل محطة إعادة تغويز جديدة.. وتتأهب لإمدادات الجزائر وليبيا

هبة مصطفى

يشكّل فصل الشتاء المقبل (2023- 2024) مصدر قلق لأسواق الطاقة الأوروبية، ومن بينها إيطاليا، مع توقّف تدفقات الغاز الروسي إلى حدّ كبير، والتوقعات بطقس شديدة البرودة يرفع مستويات الطلب.

وتسعى روما منذ العام الماضي (2022) إلى تهيئة مرافقها لتحمّل تفاقم الطلب عبر إستراتيجية تضمنت إجراءات عدّة، كان أحدثها وصول محطة لإعادة التغويز والتخزين العائم إلى ميناء مدينة بيومبينو على ساحل إقليم توسكاني، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ اليوم الإثنين 20 مارس/آذار.

وتعدّ هذه الخطوة إحدى الآليات التي تتخذها الدولة الأوروبية ضمن إستراتيجيتها لضمان أمن الطاقة، والتي كانت من بينها خطوات مهمة بالتعاون مع دول أفريقية، بما يتّسق مع هدفها الرامي إلى الاستغناء بصورة نهائية عن الغاز الروسي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

محطة إعادة التغويز

من المقرر أن تبدأ محطة إعادة التغويز الجديدة في إيطاليا "غولار تندرا" -فور تثبيتها- استقبال إمدادات الغاز المسال من الناقلات، إذ يُعاد لصورته الأصلية (الغاز الطبيعي)، تمهيدًا لتزويد شبكة الكهرباء بالإمدادات.

إيطاليا تبني محطة إعادة تغويز
وحدة غولار تندرا العائمة - الصورة من Agenzia Nova

وكانت الشركة المعنية بتشغيل شبكة الغاز التابعة للدولة "سنام" قد اشترت المحطة العام الماضي (2022)، وأعادت تأهيلها لمعالجة الغاز المسال بصفتها وحدة عائمة.

ويُخطط "سنام" لتشغيل المحطة وبدء العمل بها بحلول شهر مايو/أيار المقبل، حسب تأكيد الرئيس التنفيذي للشركة ستيفانو فينيير.

ويمكن لمحطة إعادة التغويز الجديدة في إيطاليا "غولار تندرا" معالجة 5 مليارات متر مكعب سنويًا، بينما تملك سعة تخزين تصل إلى 170 ألف متر مكعب من الغاز المسال، وفق صحيفة تك إكسبلور (Tech Xplore).

وتشكّل كميات الغاز التي ستخضع للمعالجة (المقدّرة بنحو 5 مليار متر مكعب سنويًا) أداةً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والقدرة على تلبية الطلب، وخفض فواتير الطاقة أيضًا.

ويعوّل مُشغّل شبكة الغاز "سنام" على محطة إعادة التغويز -التي وصلت مؤخرًا- لتلبية 6.5% من الطلب المحلي في إيطاليا.

الغاز الجزائري ومنافذ بديلة

تتبنّى إيطاليا إستراتيجية واسعة النطاق لضمان أمن الطاقة وتعويض غياب الغاز الروسي، وكان التوسع في البحث عن مصادر إمدادات بديلة أحد أهم ركائز هذه الإستراتيجية.

وفي أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية قبل ما يزيد عن العام، سعت روما لتوقيع صفقات تضمن لها هذه الإمدادات، وكان الغاز الجزائري أحد أبرز هذه المنافذ، ولحقته التدفقات الليبية.

وبصورة إجمالية، بلغ إجمالي التدفقات المتوقعة من الاتفاقيات التي وُقِّعَت مؤخرًا للاستغناء عن الغاز الروسي، ما يُقدَّر بنحو 18 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب ما كتبته استشارية سوق الغاز "سيمونا بينيديتيني" في موقع تويتر.

 

وأضافت بينيديتيني محطة إعادة التغويز الجديدة تؤدّي دورًا حيويًا لاستقبال هذه الواردات، ودعم الإستراتيجية الوطنية بالاستغناء عن الغاز الروسي، لا سيما في الشتاء المقبل المتوقع أن يكون أشد برودة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تُخطط إيطاليا -أيضًا- إلى إلحاق محطة "غولار تندرا" العائمة لإعادة التغويز والتخزين بمحطة ثانية، خلال العام الجاري (2023) قرب الساحل الشرقي.

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، وفق بيانات خبير الغاز في أوابك "وائل عبد المعطي":

حجم تدفقات الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب في 23 يناير 2023

مقاومة بيئية ومناخية

بات الصدام بين محاولات الحكومات تأمين الطلب المحلي عبر توسعات الوقود الأحفوري، وانحياز نشطاء البيئة إلى الأهداف المناخية ومصادر الطاقة المتجددة، أمرًا معتادًا خلال العام الماضي (2022).

ورغم أن مسؤولين في روما أكدوا أن التوسع بالاستيراد من منافذ بديلة -مثل الجزائر وليبيا- ضرورة للأمن القومي، فإن مشروع محطة إعادة التغويز قوبل باحتجاجات محلية ورفض لما أثير حول اعتبارات الصحة والسلامة للقريبين من المنطقة الساحلية حول الميناء.

وقال نشطاء معنيون بشؤون المناخ، إن المشروع من شأنه تعطيل انتقال الطاقة في إيطاليا، لا سيما أن تقليص الاعتماد على الغاز الروسي من 40% عام 2021 إلى 16% العام الماضي (2022) أوحى بالانحياز إلى الطاقة المتجددة.

وتُقدَّر حصة الغاز الروسي لدى روما حاليًا بما يقلّ عن 10%، وتستهدف الدولة الأوروبية إنجاز الاستغناء الكامل عنه بحلول فصل الشتاء عام 2024.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق