نفطالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجل

مستشار الحكومة العراقية يكشف لـ"الطاقة" مصير تجارة النفط بعد اعتماد اليوان الصيني

أحمد بدر

لأول مرة في تاريخ العلاقات بين بغداد وبكين، يستعد البلَدان لتسوية التعاملات التجارية بينهما بعملة اليوان الصيني، في محاولة لتحسين الوصول إلى العملات الأجنبية في العراق، إلّا أنه من الواضح أن القرار ينطبق على المعاملات المدنية، وليس الحكومية، ومن ثم لن ينطبق على النفط.

وأعلن البنك المركزي العراقي، اليوم الأربعاء 22 فبراير/شباط (2023)، أنه يعتزم السماح بتسوية التجارة من بكين مباشرة بالعملة الصينية للمرة الأولى، بهدف تحسين وصول البلدين إلى العملات الأجنبية، وفق ما نشرت وكالة رويترز.

ويهدف البنك المركزي العراقي من تسوية المعاملات باليوان الصيني إلى تعويض غياب الدولار في الأسواق المحلية، الأمر الذي دفع مجلس الوزراء في بغداد إلى الموافقة على إعادة تقييم العملة، في وقت سابق من هذا الشهر.

وعلى الرغم من ذلك، يشير بيان البنك المركزي إلى أن التعاملات التجارية بالعملة الصينية ستكون خاصة بالمواطنين، وليس بالمعاملات التجارية الحكومية، مثل النفط وغيرها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

هل يشمل القرار النفط؟

اليوان الصينيقال المستشار الاقتصادي للحكومة العراقية، الدكتور مظهر صالح، إن قرار البنك المركزي باستعمال اليوان الصيني يخصّ تجارة القطاع الخاص في العراق فقط، ولا علاقة له بتجارة النفط بين البلدين.

وأوضح المستشار الاقتصادي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أن مبيعات النفط لها آليات تجارية مختلفة، وذلك عن طريق الاعتمادات المستندية التي يمسكها البنك المركزي بشكل منفصل.

وأضاف: "تجارة النفط بين العراق والصين ترتبط بحساب المدفوعات النفطية المفتوح باسم البنك المركزي العراقي لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، لمصلحة حكومة العراق ووزارة المالية".

واحتلّت تجارة النفط بين بغداد وبكين مكانة متميزة خلال الأعوام الماضية، إذ احتلّ النفط العراقي المركز الثالث بين أعلى الصادرات إلى الصين خلال عام (2021)، في حين احتلّ المركز الثامن بين أعلى 10 دول في العام الماضي (2022).

وبلغت صادرات العراق النفطية إلى المصافي الصينية بحلول منتصف العام الماضي (2022) 3 ملايين و 763 ألف برميل، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الدفع باليوان الصيني

قال المستشار الاقتصادي للحكومة العراقية مظهر صالح، إن هذه هي المرة الأولى التي تُدفع فيها قيمة الواردات من الصين باليوان، إذ كانت عملية تمويل الواردات العراقية من الصين تجري بالدولار الأميركي فقط.

وأوضح صالح أن هذه الخطوة تعدّ أحدث دليل على تنامي دور اليوان الصيني عالميًا، إذ إن بكين تفتح أبوابها وأسواقها المالية في الوقت الحالي تدريجيًا، في توقيت تتطلع فيه كثير من الدول إلى تنويع مصادرها من العملات.

وأعلن البنك المركزي في بغداد أنه يمكن أن يعزز أرصدة البنوك المحلية، التي تملك حسابات مع البنوك في بكين، باليوان الصيني، وذلك ضمن خطّته لتنويع العملات، وفق المعلومات التي نشرتها رويترز، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت البنك المركزي العراقي إلى أن الخيار الأخر بالنسبة للتعاملات التجارية بين العراق والصين، هو تعزيز أرصدة البنوك المحلية، من خلال حسابات البنك المركزي مع "جي بي مورغان"، وبنك التنمية في سنغافورة "دي بي إس".

وبحسب الخيار الأول، فإن البنك المركزي العراقي سيعتمد على احتياطياته من اليوان الصيني، في حين سيعتمد الخيار الثاني على احتياطياته من الدولار الأميركي لدى "جي بي مورغان" و"دي دبي إس"، إذ إن البنكين سيحوّلان الدولار إلى يوان، ويدفعان للمستفيد النهائي من التجارة بين العراق والصين في بكين.

التجارة بين العراق والصين

كشف البنك المركزي العراقي أن خطوة الدفع باليوان الصيني تأتي ضمن الحزمة الثانية من المعاملات، التي تتضمن تنظيم التجارية الخارجية من بكين، من خلال تقديم تسهيلات للتحويلات المالية للولايات المتحدة وأوروبا، بالآلية نفسها لاحقًا.

اليوان الصيني
اليوان الصيني والدولار - الصورة من "سي إن إن"

وأوضح، في بيانه اليوم الأربعاء، أن الوثائق المطلوبة للتقدم للتحويلات المالية الخارجية بالنسبة للمتعاملين الأفراد أو الشركات، ستكون قائمة (فاتورة) تجارية فقط، أو الاعتماد المستندي، إذ من المقرر أن يقدّم العميل للمصرف لاحقًا ما يثبت دخول البضائع التي استوردها.

وعن الحدّ المسموح لتحويل الدولار إلى يوان، قال البنك، إن المواطنين بإمكانهم تحويل 7 آلاف و500 دولار شهريًا، من خلال وكلاء شركات التحويل المالي، مثل ويسترن يونيون، ومانيغرام.

وعلى الرغم من ذلك، لم يشمل قرار البنك المركزي العراقي المعاملات الحكومية بين بغداد وبكين، ومن بينها النفط، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتعمق العلاقات بين الصين والعراق بمجال النفط، مع مساعي بكين للحصول على حصة كبيرة من النفط العراقي، إذ تسعى شركة بتروتشاينا، المشغّل الوحيد لحقل "غرب القرنة 1"، إلى الحصول على حصة إكسون موبيل البالغة 32.7% في حقل النفط الضخم، وفق ما نشر موقع "أويل برايس".

يشار إلى أن اليوان الصيني بدأ يحتلّ مركزًا مهمًا في التعاملات الدولية، مع اعتماد شركات النفط الروسية، وفي مقدّمتها "روسنفط"، عليه في طرح سنداتها في سبتمبر/أيلول الماضي 2022، إذ بلغ حجم الطرح نحو 15 مليار يوان صيني (2.2 مليار دولار أميركي).

معلومات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق