أنسيات الطاقةأسعار النفطالتقاريررئيسيةنفط

أنس الحجي: سعر النفط الأميركي قد ينخفض إلى 30 دولارًا في هذه الحالة (صوت)

أوروبا والصين وأميركا ستتنافس على النفطيْن الخليجي والروسي

أحمد بدر

كشف مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عن أن النفط الأميركي قد يُباع بسعر 30 أو 40 دولارًا للبرميل، في حين بلغت أسعار النفط العالمية مؤخرًا مستوى 80 دولارًا، ولكن ذلك في حالة معينة.

وأوضح الحجي -خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، بعنوان "نوعية النفط.. بين النفط الصخري والنفط الخليجي والعقوبات على روسيا"- أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستدرك قريبًا أن هناك مشكلة تتعلق بنوعية النفط.

وأضاف: "نتائج هذه التطورات مهمة جدًا، ولها انعكاسات كبيرة على دول الخليج وروسيا ودول أميركا اللاتينية، إذ إن الحكومة الأميركية أنهت السحب من مخزون النفط الإستراتيجي، ولا توجد كميات جديدة للسحب منه، ومن ثم فإن أي نمو اقتصادي أميركي سيؤدي إلى زيادة الطلب على النفط".

وتابع: "بما أن المصافي الأميركية تحتاج إلى النوعية المتوسطة الحامضة والثقيلة، فإن أميركا ستزيد وارداتها من النفط، ومن ثم سيكون هناك تنافس بين أوروبا والصين والولايات المتحدة على هذه النوعية من النفوط، ما سيؤدي بدوره إلى فروقات سعرية بينها، وزيادة هذه الفروقات".

النفط الأميركي والدعم الفنزويلي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك بعض الأدلة على أن حكومة جو بايدن تدرك الأزمة التي يمر بها النفط الأميركي حاليًا، لذلك لجأت إلى فنزويلا، وسمحت لشركة -منحتها رخصة عمل لمدة 6 أشهر- التمدد باستمرار، إذ وصلت شحنات فنزويلية إلى أميركا الآن.

النفط الأميركي
احتياطي النفط الأميركي - الصورة من رويترز

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن النفط الفنزويلي ثقيل وحامض، وهو ما تحتاج إليه المصافي الأميركية، لافتًا إلى أن موضوع التوجه إلى فنزويلا ما هو إلا تعويض عن النفط الروسي الذي كانت الولايات المتحدة تستورده.

ولفت إلى أنه بعد التطورات الأخيرة ستركز حكومة بايدن على فنزويلا بصفة أكبر، وستسمح باستثمارات إضافية لاستيراد المزيد من النفط، ومؤقتًا ستكون هناك زيادة في الواردات، التي ستأتي على الأغلب من العراق، وربما السعودية، ولكن العراق هو المرشح الأساسي.

وأضاف الحجي: "كل الزيادة في إنتاج النفط الأميركي مؤخرًا كانت مكثفات وليست نفطًا، وهو أمر سيؤدي إلى زيادة الواردات الأميركية من النفط المتوسط الحامض، وربما الأثقل الذي لا نعرفه حتى الآن هو موضوع التصدير".

وكشف عن أن الأمر أثر في التصدير، لأنه عند تكسير هذه المكثفات إلى بروفين وبيوتين وغيرهما من المنتجات، فإنها ستظهر على أنها صادرات غازات سائلة وليست صادرات نفطية، ولكن إذا تُركت كما هي ستظهر على أنها صادرات نفطية.

وأشار الحجي إلى أنه المرجح أن تعمل أميركا على تكسير هذه المكثفات، ومن ثم زيادة صادراتها من الغازات السائلة، إلا أنه أكد أن صادرات النفط الأميركي ستنخفض، ومن ثم سيرتفع الطلب على النفط، ما يؤثر عالميًا في الأسواق.

تعويض صادرات النفط الأميركي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه مع انخفاض صادرات النفط الأميركي سيرتفع الطلب العالمي، موضحًا أن التعويض -خاصة بالنسبة إلى المكثفات- سيكون من إيران وماليزيا، لا سيما أن طهران تزيد إنتاجها بصفة مستمرة.

وأوضح الحجي أن هناك ضوءًا أخضر من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يخص هذه الزيادات، إذ إنه من الواضح تمامًا أن مخزون المكثفات العائم قد تم التخلص منه، أو على الأقل تم التخلص من جزء كبير منه، وسيُجلب المزيد منه وتعويضه.

وأضاف: "النقطة الأخرى المتعلقة بالنوعية أن خام الأورال يُعد خليطًا ثقيلًا وحامضًا، وهو يذهب إلى أوروبا من الأسواق الآسيوية من خلال عمليات غسل النفط، إذ يذهب النفط الروسي إلى الصين التي تعمل على تكريره ثم تصديره في صورة منتجات نفطية إلى أوروبا".

ولفت إلى أن هناك أدلة على أن النفط الروسي يصل إلى الولايات المتحدة أيضًا، خاصة في صورة ديزل، موضحًا أنه في حالة انخفاض إنتاج النفط الروسي فإن هناك أزمة تتعلق بالبديل، وهو أمر متوقع في كل الحالات.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط الروسي حتى عام 2023 الجاري:

إنتاج النفط الروسي

وعن أسباب تراجع إنتاج النفط الروسي، قال الحجي إنه سيكون بسبب ضعف الاستثمارات، إذ إن هناك معدلات نضوب في الآبار، وهناك حاجة مستمرة إلى تعويض هذا النضوب، فإذا توقفت الاستثمارات أو ضعفت ينخفض الإنتاج.

هل يصل النفط الأميركي إلى 40 دولارًا؟

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط الأميركي قد تنخفض إلى 30 أو 40 دولارًا -في حين الأسعار العالمية في حدود 80 دولارًا للبرميل- حال استمرار إنتاج النفط الصخري كما كان عليه بين عامي 2015 و2018.

وأوضح الحجي أن ارتفاع الإنتاج بهذه الدرجة سيؤدي إلى مرحلة إشباع عالمية، ومن ثم لن تكون هناك سوق لهذا النفط، فإذا استمر في النمو فستكون هناك فروقات سعرية كبيرة جدًا.

وتابع: "بعبارة أخرى، نفرض أن سعر النفط العالمي من خام برنت 80 دولارًا، فإذا وصلت الأمور إلى حد الإشباع بالنسبة إلى أسعار الخامات الخفيفة جدًا والمكثفات، فإن النفط الأميركي قد يُباع بسعر 30 أو 40 دولارًا للبرميل، في حين السعر العالمي 80 دولارًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق