أهم المقالاتالمقالاتالنشرة الاسبوعيةرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازمقالات الغاز

3 شواهد منطقية تشير إلى تدفق الغاز الجزائري للمغرب سرًا (مقال)

اقرأ في هذا المقال

  • وقع المغرب في ورطة حقيقية بعد إلغاء الجزائر تجديد اتفاقية خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي
  • تحتاج المملكة إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا لتشغيل محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مُطهر
  • المسؤولون المغاربة أكدوا مرارًا وتكرارًا في عامي 2021 و2022 أنه لا تأثير لوقف تدفق الغاز الجزائري
  • يحصل المغرب الآن على الغاز لكن لا أدلة موثقة على أنه غاز جزائري بينما تؤكد المملكة أنها استوردته من "السوق الدولية"

رغم مرور 15 شهرًا على الوقف الرسمي لتدفق الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر المغرب، لم ينقطع الحديث بين الحين والآخر عن صدق هذه الرواية، وهل بالفعل لم تعد تحصل الرباط على الغاز من الجزائر؟ وما هي دلالة ذلك؟

أسئلة أخرى كثيرة تدور في العديد من الأذهان، لكن تبقى كلها مجرد شكوك دون أدلة قاطعة على الأقلّ رسميًا، بل لا أبالغ هنا أن الجزائر نفسها تكاد تكون واثقة أن غازها الطبيعي يتدفق عكسيًا إلى المغرب من خلال إسبانيا، لكن نظرًا لعدم امتلاكها تأكيدات، لم تتخذ موقفًا من مدريد سوى خفض معدلات التصدير بشكل طفيف.

كانت البداية عندما قررت الجزائر عدم تجديد اتفاقية خط الغاز المغاربي الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، والتي كانت تُصدّر بموجبها الغاز إلى إسبانيا من خلال هذا الخط الذي يبلغ طوله نحو 1620 كليو مترًا، وبطاقة تصميمية تبلغ 12 مليار متر مكعب سنويًا، وذلك نتيجة قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر بسبب الخلاف التاريخي بينهما حول قضية الصحراء.

حينها، وقعت الرباط في ورطة حقيقة، إذ نتج عن عدم تجديد الاتفاقية -التي بلغت مدتها 25 عامًا كاملة- خسارة 2 مليار متر مكعب من الغاز كان يحصل عليها المغرب سنويًا، إلى جانب مبلغ معين من المال، وبناءً عليه توقّف تشغيل محطتي كهرباء "تهدارت" و"عين بني مُطهر" -اللتين تعتمدان على الغاز- لمدة 8 أشهر كاملة.

إعلان مفاجئ

في 29 يونيو/حزيران من العام المنصرم (2022)، أعلنت شركة الغاز الإسبانية "إيناغاز" بدء تدفق الغاز من إسبانيا إلى المغرب، بشكل عكسي، في الجزء الذي يربط بين البلدين ضمن خط الغاز المغاربي الأوروبي.

الغاز الجزائري و خط الغاز المغاربي الأوروبي

هنا نلاحظ أن هذا الإعلان المفاجئ جاء من إسبانيا وليس المغرب، والذي ظل صامتًا لمدة 6 أيام، إلى أن أصدر المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بيانًا في 5 يوليو/تموز، كشف فيه عن تشغيل محطتي كهرباء تهدارت وعين بني مُطهر، باستعمال الغاز المسال المستورد من "السوق الدولية".

بيان الوزارة اكتفى بكلمتي "السوق الدولية" دون توضيح من أين جاء هذا الغاز المسال، وما هي كميته، أو طبيعة هذه الصفقة ومدّتها.. حينها حاولت التواصل مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة للحصول على تعليق، وهل بالفعل هذا الغاز من الولايات المتحدة، مثلما كشفت بعض الصحف الإسبانية؟

تحفظت الوزارة حينها، وأكدت أنه سيكون هناك تفاصيل لاحقة من المقرر إعلانها للرأي العام.. ثم مرت الأيام، ولم يُكشَف أيّ شيء عن هذا الغاز.

سبق هذه الخطوة (في 27 أبريل/نيسان 2022) تهديد بوقف تصدير الغاز الجزائري إلى إسبانيا، إذا حاولت الأخيرة نقل هذا الغاز إلى أيّ طرف ثالث، والمقصود هنا بالطبع المغرب.

وقالت وزارة الطاقة الجزائرية، نصًا: إنّ "أيّ كمية من الغاز الجزائري المصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعدّ إخلالًا بالالتزامات التعاقدية، وقد تفضي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك (شركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية) بعملائها الإسبان".

السوق الدولية للغاز المسال

في 14 سبتمبر/أيلول من العام المنصرم (2022)، أجرت منصة الطاقة حوارًا مع وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي، التي سئِلَت بشكل واضح "من أين تستوردون الغاز المسال؟ وما هي الصفقة التي تجهزون منذ مدة للإعلان عنها؟".

لم تُجب الوزيرة عن السؤال، واكتفت بالوصف نفسه الذي ورد في بيان المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وهو أن بلادها "تستورد الغاز المسال من السوق الدولية"، ثم أضافت أن ذلك جاء من خلال عقد لمدة سنة (انتهت بنهاية 2022)، قائلة في السياق نفسه: "تفاوُض على عَقْدين اثْنَين، سيغطّيان مدة أطول، ربما تكون ما بين 5 و10 سنوات، بناءً على آليات مختلفة لتقنين الأسعار".

حاولت منصة الطاقة مرارًا وتكرارًا خلال المقابلة، وبأكثر من صيغة صحفية، الحصول على أيّ معلومة من الوزيرة عن مصدر هذا الغاز، إلّا أن الدكتورة ليلى بنعلي وبذكائها الشديد تمسكت بلفظ "السوق الدولية"، وأن وزارتها حصلت على شهادة أصل المنشأ.. وهي الشهادة التي تُثبت أصل الغاز، أو بمعنى آخر، هل هذا الغاز مثلا من الولايات المتحدة أم من الجزائر أم قطر؟.. وهكذا.

3 شواهد

بعد كل هذا الاستعراض التاريخي، وتصريحات الجانب المغربي، وموقف الجزائر، ومن قبله إسبانيا، تبقى 3 شواهد أو أسئلة منطقية تحتاج إجابات واضحة من الرباط.

  1. إذا كان المغرب بالفعل لا يحصل على الغاز الجزائري من بوابة إسبانيا، فلماذا لا يعلن عن أصل الغاز الذي يتدفق إليه من الأنبوب المغاربي الأوروبي؟.. هل الأمر يستحق أن يكون سريًا؟ وهل هناك سابقة لذلك دوليًا؟

الإجابة، لا توجد سابقة دولية في تعاقدات الغاز سواء الغاز الطبيعي أو الغاز المسال، لم تكشف حينها الدولة المستوردة أو المصدّرة عن اسم الطرف الثاني في التعاقد، فالمتعارف عليه أنها تعاقدات معلنة، ما عدا الجزء المتعلق بالأسعار، أمّا طرف العقد ومدة التعاقد، فهذا يكون معلنًا لوسائل الإعلام، آخرها، على سبيل المثال، صفقة الجزائر مع شركة إيني الإيطالية، ومن قبلها صفقة سلطنة عمان مع تايلاند وشركة شل العالمية، وهي صفقات ذات أجل طويل (تمتد من 10 إلى 25 عامًا).

2. شهادة أصل المنشأ التي يمتلكها المغرب ليست دليلًا قاطعًا، ولا يمكن الاعتماد عليها في الفصل بهذا الأمر، ويرى بعضهم أنه يمكن الحصول عليها بسهولة.

3. محطتا كهرباء تهدارت وعين بني مطهر تعتمدان فنيًا منذ تشغيلهما على الغاز الجزائري، وهو غاز له خصائص معينة "من حيث القيمة الحرارية"، قد تكون معقّدة وتتطلب تغييرًا كبيرًا في طريقة تشغيل المحطتين.

وهنا يدور تساؤل مهم: "ما هو الأسهل للمغرب وإسبانيا؟.. هل يتدفق الغاز الجزائري مباشرة بشكل عكسي من إسبانيا إلى المغرب لتشغيل المحطتين بشكل طبيعي؟ أم يستورد المغرب الغاز المسال ببواخر تُفَرَّغ في إسبانيا، ثم يعاد تحويل الغاز إلى صيغته الطبيعية، وبعدها إفراغه في الأنابيب حتى يصل إلى المغرب؟".

أليس المنطقي هو تدفق الغاز الجزائري مباشرة؟.. أليس ذلك هو الأوفر تكلفة، والأسهل للطرفين الإسباني والمغربي؟

الخلاصة

الـ3 شواهد في هذا المقال، والأسئلة أعلاه، تبقى مطروحة أمام الرأي العامّ، وبحاجة إلى ردود منطقية وعقلانية، وليست انفعالية.

ومع ملاحظة أن هذا مقال رأي، فإنني حاولت التواصل رسميًا مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، للحصول على تعليق أو توضيح لبعض الاستفسارات، لكن لم أتلقَّ ردًا حتى كتابة هذه السطور.

*عبدالرحمن صلاح - مدير تحرير منصّة الطاقة

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي الطاقة.

اقرأ أيضًا..

ولمتابعة حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022، وتوقعات 2023، يُرجى الضغط (هنا).

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. كاتب المقال حاول طرح سؤال وهو لماذا لا تعلن المغرب عن الجهة التى تستورد منها الغاز مما يطرح الشكوك عن كون الغاز المستورد هو من الجزائر ولكن يمكن ان يكون من جهة اخرى تثير حساسية عند جزء من المغاربة وهو الكيان الصهيوني المعروف عنها ان يصدر الغاز لمصر على الاقل فلما لا تقول انه من الممكن ان يصدر للمغرب ايضا ما دام معروف عن المغرب انها حليفة للصهاينة وفي كل الاحوال نحيي ما قامت به الجزائر اتجاه دولة اعتادت التأمر على بلادنا في حين انها تحصل على الغاز مجانا ونتمنى ان يشمل الامر اسبانيا مستقبلا وحتى فرنسا

  2. المهم نحصل على الغاز ولايهمنا مصدره بقدر مايهمنا مع من نتعامل ومع من حشرنا الله في الجوار

  3. مع كامل الاسف هذا المقال كان همه الوحيد هو المملكة المغربية،انه سؤال عريض يحمل في طياته الكثير.لماذا لم يتكلم على إيران وبعض دول افريقيا،
    وفنزويلا ووووو، ام أن المقال له تعرفة خاصة من ثكنة المرادية لمصمم هذا المقال، وهذا بدون شك وارد. نقول لصاحب المقال وأمثاله في جميع الميادين
    انكم تسبحون في المستنقعات، وكل ماتجنونه مجر سحت ودمار لكم ولاهاليكم،

  4. ردا على هذه المخلوقة الغريبة للامغنية المغربية إذا كنت تريدين أن تحكم فرنسا لتوحيد المغرب العربي فل تحكم المغرب أما عن تخلف النظام العسكري الجزائري فهذا لن يكون أسوأ من تخلف نظامك المغربي وعجبا لك سؤال هل شاهدة الفرق الشاسع في المساحات والمغرب لم يقدم مساعدات للجزائر بل حاول أن يحتل أراضيها لكن بعون الله وقوته وبسالة الجيش والشعب الجزائري وقفوا ضد مكركم أنظروا لأصلكم و من أين تنحدرون فلا عجب من نفاقكم فالجزائر بلد شريف عكس المغرب الكيان الطفيلي الذي يحاول التوسع ولكن لا يستطيع إسترجاع ما سلب منه

  5. دول الغرب متذ ان امم الهواري المحروقات من فرنسا و هم يسعون لجلب غاز نيجيريا عبر المغرب و التخلص من التبعية للجزاءر.
    المغرب هدد قطع امدادات الغاز الجزاءري نحو لسبانيا بعدما تاكد ان الغاز النيجيري سوف يصل اليه بتمويل اماراتي و اوربي لكن الحب الاوكرانية و مصلحة الروس ان لاتصل تدفقات الغاز عبر المغرب و تواجد فاقنر في المنطقة و التقارب الموريطاني و الروس اكد لهم مؤخرا ان لا غاز بعد اليوم الا عبر الجزاءر.
    سوف نلاحض عدول الاسبان عن دعمهم للمغرب و ازدياد الطلب و احتياج اوربا للغاز منع التدفق العكسي لانها ممكن كانت كميات مجاملة عسى يحتاجون المغرب مستقبلا.لكن فقدو الامل بتواجد الروس بقاعدة بحرية بموريتانيا هذا مايجعل المغرب مورد للهدروجين الاخضر عبر الانبوب لكن اسبانيا تمون المغرب بالغاز الجزاءري هذا مستحيل لانها عي بحاجة الى كميات اكبر لاقتصادها و لا حاجة للمغرب بعد اليوم.
    التواجد الروسي بالمنطقة سيحسم الامور و ناعلى المغرب ان تتسامح مع الجزاءر لاننا اصلا نحن اخوة و الغرب يعرف من لين تؤكل الكتف.
    الجزلءر لم تعد الك التي تتكلمون عليها الحديقة الخلفية للغرب سوف تلتحق بالبريكس خينها تعرفون مع من تتحدثون.

  6. مقال يستحق القراءة والتحليل. لكن لماذا تخص طلب التوضيحات للبلد المستورد، اي المغرب، ولا تطلبها من البلد المورد؟

  7. لو حكمت فرنسا الجزائر مرة اخرى لأصبح كل دول المغرب العربي متقدمة ، نظام العسكري الجزائري متخلفا وفقير عقليا , ولايعرف سوى الحرب التي لايقدر علبها لان تاريخ الجزائر مبني على الضعف الذي يحسون به شعبا. نظاما كما انه كانت استعمارات مثثالية على هذا الجزء من الأرض ولم يستطع الشعب الجزائري صناعة دولة من ان خلق الله هذه الدنيا الا بمساعدة الإمبراطورية المغربية الشريفة التي اصبح هذا النظام الجزائري ينبتها بالعدو الكلاسيكي.

  8. قطع تدفق الغاز من الجزائر إلى اسبانيا عبر المغرب كان قرارا متسرعا ومتهورا دون دراسة استشرافية لتقييم الربح والخسارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق