رئيس مجموعة بيئة الإماراتية: نبحث التوسع بمشروعات الطاقة النظيفة في السعودية ومصر (حوار)
محمد سعيد
وسط توجه اهتمام أغلب دول العالم بقطاع الطاقة، ولا سيما بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد الرئيس التنفيذى لمجموعة بيئة الإماراتية خالد الحريمل، عزم المجموعة المشاركة بقوة في مشروعات التحول للطاقة النظيفة والتخلي عن الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام (2023)، وهو ما سيساعد في زيادة استثماراتها.
وأوضح الحريمل أن المجموعة تسعى -حاليًا- إلى ترسيخ مشروعاتها العالمية المشتركة، وأعمالها المتنامية في مختلف القطاعات والدول؛ بما في ذلك المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
وأشار إلى مواصلة المجموعة جهودها من أجل تحقيق أهداف المبادرة الإستراتيجية للحياد المناخي، ومعالجة أحد أهم التحديات التي تواجه العديد من المدن في المنطقة، والمتمثلة في الحد من النفايات، وإدارتها على نحو مستدام.
وتسعى مجموعة بيئة الإماراتية إلى تحقيق رؤية الإمارات للحياد المناخي، التي تستهدف زيادة مشاركة مشروعات الطاقة النظيفة إلى 50% من مزيج الطاقة بحلول عام 2050.
وأشار الحريمل إلى أن "بيئة" تعتزم إطلاق المزيد من المشروعات المتعلقة بإنتاج الطاقة من النفايات، موضحًا أن هذه المشروعات تشكل جزءًا أساسيًا من مهام المجموعة وأعمالها.
وجاءت تصريحات الرئيس التنفيذى لمجموعة بيئة الإماراتية، خلال حوار له مع منصة الطاقة المتخصصة، تحدّث فيه عن مشروعات المجموعة، والخطط المتوقعة للتوسع فيها.. وإلى نصّ الحوار:
هل لديكم خطط لإنشاء مشروعات للطاقة في السعودية أو مصر؟
تسعى مجموعة بيئة الإماراتية إلى إطلاق المزيد من المشروعات المتعلقة بإنتاج الطاقة من النفايات؛ كون هذه المسألة تشكل جزءًا أساسيًا من مهامها وأعمالها، من ثم؛ فهي تبحث باستمرار عن الفرص الاستثمارية المناسبة، على الصعيدين المحلي والعالمي.
كما تسعى المجموعة لاستكشاف سبل التعاون مع الهيئات الدولية والمحلية؛ بما في ذلك وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة، وترسيخ مشروعاتها العالمية المشتركة، وأعمالها المتنامية في مختلف القطاعات والدول؛ بما في ذلك المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
وتواصل المجموعة جهودها من أجل تحقيق أهداف المبادرة الإستراتيجية للحياد المناخي، ومعالجة أحد أهم التحديات التي تواجه العديد من المدن في المنطقة، والمتمثلة في الحد من النفايات، وإدارتها على نحو مستدام.
ما الهدف وراء إطلاق مجموعة بيئة مشروعات للطاقة النظيفة؟
الاستدامة لم تعد مسألة تتعلق بالرفاهية أو خيارًا في ظل تغيرات المناخ عالميًا؛ فهي قد أصبحت حاجة ماسّة في عالمنا اليوم.
وأصبحت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن مبادرة إستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي، من شأنها أن تعزز النمو الاقتصادي، وتخلق فرص عمل، وتوسع الصناعات، بما يتماشى مع أهداف التنمية طويلة الأجل.
وقد اتجهت مجموعة بيئة، في وقت مبكر، إلى الاستثمار في تنويع مزيج الطاقة، وهو ما يسهم في ترسيخ ريادتها فيما يتعلق بالطاقة النظيفة والمتجددة.
وتنسجم خطوات مجموعة بيئة مع جهود دولة الإمارات؛ إذ يشكل العمل المناخي التدريجي والحلول المناخية المبتكرة فرصًا مهمة للنمو الاقتصادي.
فقد كانت الإمارات أول دولة في المنطقة تصادق وتوقّع اتفاقية باريس للمناخ، وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات في القطاعات الاقتصادية.
بناءً على ذلك؛ فإن مجموعة بيئة مستمرة في دعم مسيرة التنمية المستدامة لدولة الإمارات وأثرها الاقتصادي، بما يتماشى مع مبادرتها الإستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وذلك في إطار حرصها، إلى جانب شركائها المحليين والدوليين، على تعزيز الابتكار لدعم الحلول المناخية القابلة للتطبيق تجاريًا، خصوصًا مع استعداد الدولة لاستضافة الدورة 28 لقمة المناخ كوب 28.
وتأتي جهود مجموعة بيئة انسجامًا مع المستهدفات الوطنية والعالمية الخاصة بالاستدامة، مع تقليل الانبعاثات الضارة، وتحويل النفايات بالكامل بعيدًا عن المكبات؛ بما يعزز الاقتصاد الدائري ويخدمه.
ما جهود مجموعة بيئة في قطاع الاستدامة؟
لم تعد الاستدامة رفاهية بالنسبة إلينا؛ فهي في قلب الخطط الوطنية لكثير من دول العالم، وقد باتت محط اهتمام العديد من القطاعات والمؤسسات الحكومية، والمنظمات الدولية، وشركات القطاع الخاص؛ كونها جزءًا مهمًا من استمرارية الأعمال، كما أنها العمود الفقري لاقتصادات المستقبل؛ فالتنمية المستدامة هي التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر، دون المساس بمقدرات أجيال المستقبل.
وترتكز أعمال مجموعة بيئة دومًا على أجندة الاستدامة الوطنية والإقليمية والعالمية، وكثيرًا ما أثبتت مكانتها بصفتها رائدة في مجال إدارة النفايات، بينما سعت في الوقت نفسه إلى تنويع أعمالها لتشمل مجالات جديدة، مثل الطاقة النظيفة، والاستشارات البيئية والتكنولوجيا، ووسائل النقل الصديقة للبيئة.
وحققت "بيئة" حتى اليوم إنجازات استثنائية، تشمل مشروعات ريادية في دولة الإمارات والمنطقة؛ بما فيها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، كما تطمح إلى توسيع نطاق أعمالها على المستويين الإقليمي والعالمي، بما يمكّنها من تحقيق رؤيتها المتمثلة في أداء دور ريادي بمجال توفير جودة حياة مستدامة للجميع.
وتُعَد مجموعة بيئة اليوم الشركة الأم لعدد من الشركات الرئيسة، التي تشمل "بيئة تنظيف" المتخصّصة في جمع النفايات وتنظيف الشوارع، و"بيئة لإعادة التدوير" المتخصّصة في معالجة النفايات واستعادة المواد، و"بيئة للطاقة" المتخصّصة في الطاقة النظيفة والمتجددة، و"بيئة للخدمات البيئية" المتخصّصة في الاستشارات والبحوث والابتكارات البيئية، و"بيئة الرقمية" المتخصّصة في الابتكارات التكنولوجية المستقبلية والمشروعات الرقمية، و"بيئة للمواصلات" المتخصّصة في وسائل التنقّل المستقلّة والمستدامة.
كما تسعى المجموعة إلى تحقيق رؤية الإمارات لتحويل النفايات بالكامل بعيدًا عن المكبات، والعمل على تمكين الشارقة لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط تنجز هذا الهدف.
إلى ذلك، أسهم مُجمّع بيئة لإدارة النفايات التابع لشركة "بيئة لإعادة التدوير"، الذي يضم في الوقت الحالي 10 مرافق متخصصة لمعالجة النفايات واستعادة المواد، في تحويل 76% من النفايات بعيدًا عن المكبّات، وهي النسبة الأعلى من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 100% بعد التشغيل الكامل لمحطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة.
ما مشروعات مجموعة بيئة بقطاع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تبذل مجموعة بيئة، في إطار حرصها على تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة، وخصوصًا إمارة الشارقة لتكون عاصمة الاستدامة في الشرق الأوسط، جهودًا كبيرة لتحقيق هذا الهدف، وترسيخ مكانة الإمارة محليًا وعالميًا؛ لتكون نموذجًا يُحتذى به في قطاع استدامة المدن.
وتعمل المجموعة على طرح حلول جديدة ومتكاملة في مجال تحويل النفايات بالكامل بعيدًا عن المكبات، وذلك من خلال تطبيق أفضل الممارسات بالمنطقة؛ لاستخراج المواد القيّمة من مختلف أنواعها، ومن ثم دعم الاقتصاد الدائري، وترسيخه بما ينعكس إيجابيًا على البيئة، ويعزز التدفقات المالية.
وإدراكًا منها لأهمية مصادر الطاقة المتجددة نحو بناء مستقبل مستدام، استثمرت مجموعة بيئة تقنيات مبتكرة وفريدة لتوليد الطاقة النظيفة، من خلال شركتها التابعة "بيئة للطاقة"، التي أعلنت، مؤخرًا، بالتعاون مع شركائها تشييد محطتين؛ الأولى لتحويل النفايات إلى طاقة كونها مصدرًا غير مستغل ذا إمكانية عالية في الشرق الأوسط.
ويستهدف التعاون حل مشكلة تراكم النفايات الإقليمية، وتوليد كميات كبيرة من الطاقة المتجددة، والمحطة الثانية لتحويل النفايات إلى هيدروجين، والتي تعد -أيضًا- الأولى من نوعها على المستويين المحلي والإقليمي.
وفي منتصف عام 2022، دشنت بيئة "محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة"، وهي مشروع مشترك مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة.
وتعمل هذه المحطة على معالجة النفايات غير القابلة لإعادة التدوير لإنتاج الطاقة النظيفة، في حين ستسعى إلى تحقيق رؤية الإمارات الهادفة إلى تحويل النفايات بالكامل بعيدًا عن المكبات.
ومن هذا المنطلق؛ فإن المحطة تُعد الأولى من نوعها في الدولة والمنطقة، وستُسهم في توليد 30 ميغاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، تكفي لتشغيل 28 ألف منزل بالطاقة النظيفة في إمارة الشارقة.
وتقع المحطة، التي تمتد على مساحة 80 ألف متر مربع، ضمن مُجمع بيئة لإدارة النفايات؛ حيث إن بإمكانها معالجة أكثر من 300 ألف طن منها، وإزاحة ما يقرب من 450 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وترشيد ما يصل إلى 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، في حين تتمتع بميزات عالية للسلامة والأمن؛ لضمان تشغيل آمن للأفراد.
كما تنوي "بيئة" تشييد "محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى هيدروجين" التي تُعد بدورها الأولى من نوعها في دولة الإمارات والمنطقة، وسوف تعمل على تحويل النفايات الخشبية والبلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير إلى خلايا هيدروجين أخضر؛ لاستخدامه وقودًا ضمن مركبات النقل المستقبلية التابعة لمجموعة بيئة.
وتأتي تلك الخطوة في إطار الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها المجموعة في مجال إدارة النفايات واستخلاص المواد وإعادة تدويرها.
وتتكامل تلك الخطوة مع خبرات شريكين آخرين؛ هما "تشينوك ساينسيز" المتخصصة في تحويل النفايات إلى طاقة باستخدام تقنية "روديكس" المُسجلة باسمها، والتي ترتكز على عمليتَيْ تحويل الغازات (التغويز) والتحلل الحراري، و"إير ووتر" التي طورت تقنيات عالمية ومبتكرة لتنقية الهيدروجين وتحسينه.
وستتضمن المحطة موزعًا لتزويد العديد من المركبات بالهيدروجين الأخضر، وللوصول إلى تلك المرحلة الاستباقية والمتطورة، سوف تُنتِج "إير ووتر" المتخصصة خلايا وقود الهيدروجين، وذلك اعتمادًا على تقنياتها المتطورة لتنقية الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- بيئة الإماراتية تخطط للاستعانة بالشاحنات الكهربائية في أسطول جمع النفايات
- الإمارات تنفذ أكبر محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في الشرق الأوسط
اقرأ أيضًا..
- ارتفاع الطلب على الغاز والتدفئة مع موجات باردة تضرب العالم
- بطاريات الليثيوم أيون للاستعمال المنزلي.. هذه أبرز الأنواع والأسعار
- المشتقات النفطية الروسية ستواصل التدفق رغم سقف السعر الأوروبي (تقرير)