أخبار الطاقة المتجددةأخبار النفطرئيسيةطاقة متجددةنفط

توتال إنرجي متهمة بـ"الغسل الأخضر".. والشركة الفرنسية ترد

دينا قدري

يبدو أن اتهامات "الغسل الأخضر" ستواصل ملاحقة شركة توتال إنرجي الفرنسية، التي أكدت -مرارًا وتكرارًا- أنها تسير بصورة صحيحة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتواجه شركة الطاقة العملاقة اتهامات بـ"الغسل الأخضر" منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، في إطار تحقيق عن "ممارسات تجارية مضللة" في مجال البيئة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن فضائية "فرانس 24" الناطقة باللغة الفرنسية (France 24).

وفُتح هذا التحقيق من قبل الوحدة الاقتصادية والمالية في مكتب المدعي العام في نانتير بعد شكوى جنائية من العديد من جمعيات الدفاع عن البيئة، في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

وأوضح مكتب المدعي العام أن الجمعيات تتهم بصورة خاصة شركة النفط العملاقة بتلويث الهواء، بحسب ما أكده مكتب المدعي العام في نانتير.

في أبريل/نيسان 2022، تقدّمت هذه المجموعة من الجمعيات بشكوى جديدة، متهمة شركة توتال إنرجي بـ"ممارسات أخرى" تُعد -وفقًا لها- هي أصل "الإبادة البيئية"، إلا أنها ما تزال قيد الدراسة، ولم تؤدِ -في هذه المرحلة- إلى فتح تحقيق.

توتال ترد على اتهامات الغسل الأخضر

من جانبها، رفضت توتال إنرجي اتهامات "الغسل الأخضر" الموجهة إليها، مؤكدة -مجددًا- هدفها الطموح بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقالت الشركة -في سلسلة تغريدات نشرتها على حسابها الرسمي على تويتر-: "تُنفذ إستراتيجيتنا بطريقة ملموسة، مثل الاستثمارات، والأعمال التجارية الجديدة، والانخفاض الكبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

وأضافت: "تمتلك توتال إنرجي 17 غيغاواط من الطاقة المتجددة المثبتة في جميع أنحاء العالم، بعد أن كان رصيدنا صفرًا في هذا المجال في 2018. كما تمتلك محفظة أعمال تبلغ نحو 50 غيغاواط في مراحل مختلفة من التطوير".

وشددت الشركة -في تصريحاتها التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة- على أنها تُعد من بين أفضل 5 مستثمرين عالميين في مجال الطاقة المتجددة.

وقالت: "تمثّل الطاقة المتجددة الآن أكثر من 20% من استثماراتنا. على مدى السنوات الـ10 المقبلة، ستُخصص 50% من استثماراتنا لمصادر الطاقة المتجددة، والنصف الآخر مخصص للغاز".

وتابعت: "100 غيغاواط من مشروعات الطاقة المتجددة في محفظتنا تعادل أكثر من 60 مليار دولار في أخرى على مدى 10 سنوات".

كما أشارت إلى انخفاض انبعاثات الشركة المباشرة في النطاقين 1 و2 بنسبة 20% منذ عام 2015، تماشيًا مع هدف الخفض بنسبة 40% بحلول عام 2030.

دعوى قضائية سابقة ضد توتال

واجهت توتال إنرجي -في مارس/آذار 2022- دعوى قضائية رفعها عدد من نشطاء المناخ، بتهمة "الغسل الأخضر" في حملتها الإعلانية.

وتمحورت الإجراءات القانونية التي اتخذتها مجموعة من المنظمات غير الهادفة للربح -بقيادة غرينبيس (السلام الأخضر) وجمعية فريندز أوف ذي إيرث (أصدقاء الأرض)- حول تغيير العلامة التجارية من توتال إلى توتال إنرجي.

وقال الادعاء إن الحملة الإعلانية انتهكت قانون حماية المستهلك الأوروبي، لأنها ضللت الجمهور بشأن التزام المجموعة بأن تكون "محايدة للكربون" بحلول عام 2050، على الرغم من أن الشركة تخطط لمزيد من الاستثمارات في مشروعات الوقود الأحفوري، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).

توتال إنرجي تواجه اتهامات بـ"الغسل الأخضر"
رئيس توتال إنرجي عند الكشف عن شعار الشركة - أرشيفية

وعندما غيّرت توتال اسمها إلى توتال إنرجي في عام 2021، قالت إنها ملتزمة "بإنتاج طاقات وتوفيرها بأسعار معقولة وموثوقة ونظيفة أكثر من أي وقت مضى"، وأن تصبح "لاعبًا عالميًا في تحول الطاقة".

وشددت الدعوى على أن الوصول إلى الحياد الكربوني "يعني انخفاضًا حادًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الخاصة بتوتال إنرجي، وبالتالي انخفاض كبير ومستمر في إنتاجها من النفط والغاز".

ومع ذلك، فإن الشركة تعتزم الحفاظ على إنتاج النفط وزيادة إنتاج الغاز، ويشمل ذلك تطوير مشروع خط أنابيب شرق أفريقيا لنقل النفط الخام المثير للجدل بمليارات الدولارات في أوغندا.

وردّت شركة توتال إنرجي -في ذلك الوقت- بأنها تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفها المتمثل في الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وأن مزاعم الغسل الأخضر خاطئة.

استثمارات توتال إنرجي الخضراء

كان الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي الفرنسية باتريك بويانيه قد رفض بشكل قاطع -في تصريحات سابقة- وصف ما تقوم به الشركة بـ"الغسل الأخضر"، مؤكدًا أنها ستموّل مشروعات الطاقة المتجددة بما يصل إلى 7 مليارات دولار.

جاء هذا التصريح ردًا على سؤال طرحه أحد قرّاء صحيفة "ليزيكو" الناطقة باللغة الفرنسية، حول قيام توتال إنرجي بالغسل الأخضر، نظرًا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة تمثّل الآن نسبة صغيرة جدًا من أنشطتها، على عكس ما يوحي بها اسمها الجديد والحملات الإعلانية.

وقال بويانيه -في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية-: "هذا العام سنموّل مشروعات الطاقة المتجددة لتصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار، بما في ذلك أكثر من 3 مليارات من الأسهم.. نتحدث هنا عن 6 غيغاواط من الكهرباء المتجددة التي سيجري تشغيلها في عام 2022، أو 2% من هذه السوق العالمية".

وأضاف: "هذا هو أكثر من 60 مليار من الاستثمارات الخضراء بحلول عام 2030.. تحوّلُنا حقيقي، لا يمكن أن يُطلق عليه اسم الغسل الأخضر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق